واشنطن تحذّر من تصعيد إيراني في العراق يخرج عن السيطرة

مسؤول عسكري أميركي: الفصائل التي تسلحها إيران تقترب من الخط الأحمر الذي ترد عنده قوات التحالف بالقوة وعندها لن تكون النتيجة محببة لأحد.

واشنطن تحذّر ميليشيات إيران في العراق من تخطي الخطوط الحمراء
مسؤول عسكري أميركي يؤكد تصعيد ميليشيات إيران لهجماتها على القواعد الأميركية
إيران تحرك ميليشياتها ضد القوات الأميركية في العراق ردّا على العقوبات

بغداد - قال مسؤول عسكري أميركي كبير الأربعاء إن الهجمات التي تشنها فصائل مسلحة مدعومة من إيران على قواعد عسكرية تستضيف قوات أميركية في العراق تتزايد وتصبح أكثر تعقيدا مما يدفع بكل الأطراف نحو تصعيد خارج نطاق السيطرة.

وجاء هذا التحذير بعد يومين من سقوط أربعة صواريخ كاتيوشا على قاعدة بالقرب من مطار بغداد الدولي مما أدى إلى إصابة خمسة من أفراد جهاز مكافحة الإرهاب العراقي.

والهجوم هو الأحدث في سلسلة هجمات صاروخية خلال الأسابيع الخمسة الماضية استهدفت منشآت عسكرية تستضيف قوات تابعة للتحالف بقيادة الولايات المتحدة والذي يهدف إلى إلحاق الهزيمة بمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

وأوضح المسؤول أن الهجمات تُعّرض قدرة التحالف على محاربة مقاتلي التنظيم المتشدد للخطر.

وتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران في المنطقة بسبب العقوبات الاقتصادية الأميركية التي تلحق ضررا بالغا بإيران.

وتبادل الطرفان الاتهامات بخصوص هجمات على منشآت نفطية ومخازن أسلحة خاصة بفصائل مسلحة إضافة لقواعد عسكرية تستضيف قوات أميركية.

وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه "اعتدنا على النيران المزعجة، لكن وتيرة ذلك كانت تأتي عرضا في السابق. أما الآن فإن معدل التعقيد يتزايد كما أن كمية الصواريخ التي يتم إطلاقها في الوابل الواحد تزيد وهو أمر مقلق جدا لنا".

وأضاف "هناك نقطة ستُحدث أفعالهم عندها تغيرا على الأرض وتجعل من المرجح أكثر أن تتسبب بعض الأفعال والخيارات الأخرى التي يتخذها البعض سواء كان هم أو نحن، في تصعيد غير مقصود".

القواعد الأميركية في العراق تعرضت لعدة هجمات صاروخية مع اشتداد ضغوط واشنطن على طهران
القواعد الأميركية في العراق تعرضت لعدة هجمات صاروخية مع اشتداد ضغوط واشنطن على طهران

وأكد المسؤول العسكري الأميركي أن الفصائل التي تسلحها إيران تقترب من الخط الأحمر الذي ترد عنده قوات التحالف بالقوة وعندها "لن تكون النتيجة محببة لأحد".

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن أي من تلك الهجمات. ومع ذلك قال المسؤول الأميركي إن تحليلات المخابرات وخبراء الطب الشرعي للصواريخ وقاذفات الصواريخ أشارت إلى فصائل شيعية مسلحة مدعومة من إيران لا سيما كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق.

وفي المقابل اتهمت فصائل عراقية شبه عسكرية الولايات المتحدة وإسرائيل بقصف مخازن أسلحتها وقواعدها.

وتنضوي معظم الفصائل الشيعية العراقية المسلحة تحت لواء قوات الحشد الشعبي وهي مظلة لها حلفاء في البرلمان والحكومة.

ومع أن قوات الحشد الشعبي تتبع نظريا رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي  (المستقيل من منصبه) فإن لها هيكل قيادة خاص خارج الجيش.

وأوضح المسؤول العسكري أن الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة لم تتخذ إجراء تجاه هذه الهجمات. وقال "الأمر مقلق جدا بالنسبة لي... إنه من المقبول أن نكون هدفا لهجمات من عناصر يُفترض أنها تحت إمرة الحكومة العراقية كجزء من قواتها الأمنية".

واستقال عبدالمهدي الشهر الماضي تحت ضغط احتجاجات شعبية حاشدة مناهضة للحكومة. ويقوم حاليا بتصريف أعمال الحكومة لحين تعيين بديل.

وقال المسؤول العسكري الأميركي إن فصائل مسلحة استخدمت شاحنة معدلة لإطلاق 17 صاروخا على قاعدة القيارة العسكرية جنوبي الموصل في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني.

وأضاف أن الهجوم لم يتسبب في خسائر جسيمة أو فقد أرواح، لكن تم إتباع هذا الأسلوب في هجمات على قاعدتي بلد وعين الأسد الجويتين الأسبوع الماضي باستخدام صواريخ كبيرة بما يكفي للتسبب في ضرر بالغ بالمجمعات السكنية ومدارج الطائرات في عين الأسد.

واستُخدمت في هجوم يوم الجمعة قرب مطار بغداد صواريخ أكبر عيار 240 ملليمترا لم يرد ما يفيد بأنها استُخدمت في العراق منذ 2011.