
واشنطن تحشد حلفاءها لكبح سلوك إيران 'الخبيث'
القاهرة- تسعى الولايات المتحدة مؤخرا لحشد حلفائها في إطار حملة ضغط موسعة على طهران للتصدي لانتهاكاتها في الشرق الأوسط وحماية دول العالم من تهديداتها.
وفي هذا الإطار طالبت واشنطن حلفاءها في المنطقة بالانضمام إليها لتكثيف الجهود لـ"اجتثاث سلوك طهران الخبيث"، في خطوة من المرجح أن تفاقم عزلة إيران، فيما تتمسك السلطات الإيرانية بسياساتها المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط على الرغم من الأزمة التي تعيشها الجمهورية الإسلامية بسبب العقوبات الأميركية المفروضة عليها.
وقالت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأميركية إيريكا تشوسانوفي في تصريحات لـ'بوابة أخبار اليوم' الجمعة، إن "الولايات المتحدة أطلقت حملة ضغط متعددة الجوانب ضد إيران، لحماية الشعب الأميركي وحلفاء الولايات المتحدة من تهديدات طهران".
وأضافت تشوسانوفي "نحن نفرض على النظام الإيراني عقوبات أكثر صرامة من أي وقت مضى، إذ أنه لا يزال يمثل تهديدا للولايات المتحدة والعالم، تحرم عقوباتنا النظام الإيراني من الموارد التي يستخدمها لتمويل أنشطته الخبيثة، وتجبر إيران على الاختيار بين وقف سياساتها المزعزعة للاستقرار أو مواجهة المزيد من الضغوط الاقتصادية والعزلة".
وتابعت "نحن نعمل بشكل متعدد الأطراف للحد من سلوك إيران الخبيث ولضم الحلفاء والشركاء إلى حملتنا، فنحن نطلب من كل دولة لم تعد قادرة على تحمل سلوك إيران المدمر أن تنضم إلينا".
وقالت إن "وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يفضح وحشية النظام الإيراني وطريقة تعامله مع شعبه، وسيستمر في فضح الاحتكارات الفاسدة للنظام وتعاملاته الملتوية وقمعه الصريح للشعب الإيراني".
وشهدت إيران في نوفبمر/تشرين الثاني موجة احتجاجات "سلمية"، طالت جميع محافظات البلاد على خلفية قرار حكومي يقضي بزيادة سعر البنزين، فيما واجهت السلطات الإيرانية المتظاهرين بأساليب قمعية وصفتها منظمات حقوقية بـ"الوحشية" ونددت بمقتل أكثر من 200 محتج واعتقال الآلاف وتعذيبهم بالسجون، بحسب منظمة العفو الدولية.

وردًا على سؤال بخصوص إمكانية اندلاع حرب مع إيران، قالت تشوسانو "كان رد الولايات المتحدة واضحا على إجراءات إيران التصعيدية، ألا وهو أننا لا نسعى إلى الصراع معها.. لقد كنا واضحين بنفس القدر مع النظام وأعربنا عن أننا سندافع عن مواطنينا وقواتنا ومصالحنا، بما في ذلك ضد الهجمات التي تشنها إيران أو وكلاؤها، فحملة الضغط القصوى التي تقودها الولايات المتحدة تسعى إلى إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات وتأمين صفقة تعالج سلوك النظام المزعزع للاستقرار بشكل شامل وليس برنامجه النووي فحسب، بل أيضا برنامجه الصاروخي ودعمه للإرهاب وسلوكه الإقليمي الخبيث".
وقتلت القوات الأميركية في العراق الـ3 من يناير/كانون الثاني القائد البارز بالحرس الثوري ومهندس العمليات الإيرانية قاسم سليماني، ما شكل ضربة موجعة لإيران وإشارة على قدرة واشنطن على ردع السلوك الإيراني حال تهديدها المصالح الأميركية.
وأجج مقتل سليماني التوتر الأميركي الإيراني المستمر على وقع تقليص إيران لالتزاماتها النووية منذ إعلان الرئيس دونالد ترامب سنة 2018 انسحاب بلاده بشكل أحادي من الاتفاق النووي وفرض عقوبات اقتصادية على إيران.
وفيما يتعلق بموقف واشنطن ودول الخليج العربي في مواجهة إيران، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية "نواصل العمل مع شركائنا الخليجيين والدوليين، لمواجهة تهديدات النظام الإيراني وتعزيز الأمن الإقليمي وحرية الملاحة والتدفق الحر للتجارة في المجاري المائية الدولية، فإيران تشكل تهديدا رئيسيا للأمن الإقليمي والبحري، وقد انخرط النظام الإيراني في الأشهر الأخيرة في سلسلة تصعيدية من إجراءات وتصريحات التهديد، ولكن ما زلنا ندعو إيران إلى مواجهة الدبلوماسية بالدبلوماسية وليس بالإرهاب والعنف والابتزاز".
واعتدت طهران في سبتمبر/أيلول بطائرات مسرية على منشآت نفطية في السعودية وخليج عمان، ما دفع الدول الغربية ودول خليجية إلى اتخاذ خطوات بالإجماع من أجل تكثيف الجهود لحماية منطقة إمدادات النفط العالمية من التهديدات الإيرانية.
النظام الإيراني يستخدم برنامجه النووي لابتزاز المجتمع الدولي وتهديد الأمن الإقليمي
أما على صعيد تنصل إيران من التزاماتها في الاتفاق النووي، فأوضحت تشوسانو أن "النظام الإيراني يستخدم برنامجه النووي لابتزاز المجتمع الدولي وتهديد الأمن الإقليمي"، مشددة على أن "سياسة حافة الهاوية التي يستخدمها النظام الإيراني لن تعزز فرصه في الحصول على سلاح نووي، بل ستؤدي إلى المزيد من العزلة والضغط".
واختتمت تصريحاتها "ينبغي لإيران أن تدرك أن التفاوض لن يتم قياسه بعد ذلك بكيلوجرام اليورانيوم أو سعر البرميل بالدولار، بل بدرجة استعدادها لإنهاء أنشطتها المزعزعة للاستقرار، بما في ذلك التخلي عن محاولة الحصول على أسلحة نووية، لا يمكن السماح لأكبر راعٍ للإرهاب في العالم بتخصيب اليورانيوم على أي مستوى، وكمية التخصيب المناسبة هي صفر بالنسبة إلى إيران.
وقالت، "أشدد على أن الولايات المتحدة ستواصل فرض أقصى قدر من الضغط على النظام حتى يتخلى عن سلوكه المزعزع للاستقرار، بما في ذلك عمله الحساس الرامي إلى نشر الأسلحة النووية فقد سلطت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا الضوء مرارا على تحدي إيران لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 الذي يدعوها إلى عدم القيام بأي نشاط يتعلق بالصواريخ الباليستية المصممة لتكون قادرة على إيصال أسلحة نووية.
وتابعت "قمنا مؤخرا بإدراج منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ورئيسها علي أكبر صالحي على لائحة العقوبات بموجب الأمر التنفيذي رقم 13382 الذي يستهدف ناشري أسلحة الدمار الشامل ومن يدعمونهم".