واشنطن تخيّر الأسد بين تسوية سياسية للأزمة والعقوبات

الإدارة الأميركية تتخذ قرارات حاسمة لمنع دمشق من الحصول على انتصار عسكري لإعادة النظام وحلفائه إلى التسوية السياسية برعاية الأمم المتحدة.
قانون قيصر يستهدف دمشق وكيانات روسية إيرانية بعقوبات قاسية

واشنطن - وضعت الولايات المتحدة الثلاثاء الرئيس السوري بشار الأسد أمام خيار ما بين تسوية سياسية للنزاع في بلاده أو تحمل عقوبات اقتصادية جديدة، عشية دخول عقوبات "حاسمة" حيز التنفيذ بموجب "قانون قيصر".

وأعلنت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت في مجلس الأمن "غدا تتخذ إدارة (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب تدابير حاسمة لمنع نظام الأسد من الحصول على انتصار عسكري، ولإعادة النظام وحلفائه إلى العملية السياسية برعاية الأمم المتحدة".

ويدخل "قانون قيصر" الذي وقعه ترامب في ديسمبر/كانون الأول حيز التنفيذ الأربعاء.

وينصّ القانون خصوصا على تجميد مساعدات إعادة الإعمار وفرض عقوبات على النظام السوري وشركات متعاونة معه ما لم يحاكم مرتكبو الانتهاكات. ويستهدف القانون أيضاً كيانات روسية وإيرانية تعمل مع نظام الأسد.

و"قيصر" هو اسم مستعار لمصوّر سابق في الشرطة العسكرية السورية انشقّ عن النظام عام 2013، حاملاً معه 55 ألف صورة تظهر التعذيب والانتهاكات في السجون السورية.

وقالت كيلي كرافت "هدفنا هو حرمان نظام الأسد من الدعم والعائدات التي حظي بها لارتكاب فظاعات وانتهاكات لحقوق الإنسان على نطاق واسع، مانعا أي تسوية سياسية ومقوضا بشكل خطير فرص السلام".

وأضافت أن العقوبات بموجب هذا القانون "تهدف إلى ردع الأطراف السيئي النية الذين يواصلون مساعدة وتمويل فظاعات نظام الأسد بحق السوريين، محققين ثروات".

وأشارت إلى أن هذه التدابير ستعلق إذا ما أوقفت دمشق "هجماتها المشينة على شعبها وأحالت جميع مرتكبيها على القضاء".

وأكدت أن "نظام الأسد أمام خيار واضح؛ وهو سلوك الطريق السياسي الذي نص عليه قرار (مجلس الأمن) 2254 أو وضع الولايات المتحدة أمام احتمال وحيد هو الاستمرار في تجميد المساعدة لإعادة الإعمار وفرض عقوبات على النظام وعرابيه الماليين".

لكنها رحبت بإعلان موفد الأم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن الثلاثاء عزمه على استئناف محادثات اللجنة المكلفة مراجعة الدستور السوري في نهاية أغسطس/آب في جنيف، بعد توقف أعمالها منذ أشهر.

وتشهد سوريا منذ العام 2011 حربا دامية بين نظام بشار المدعوم من قبل روسيا وإيران وجيش المعارضة المدعوم من قبل تركيا، وراح ضحية الصراع مئات آلاف المدنيين، فيما هاجر الملايين من الأراضي السورية نحو تركيا وأوروبا.