واشنطن تدرس الردّ على مهاجمة منشأتي نفط سعوديتين

تبادل واشنطن معلومات المخابرات مع السعوديين يفتقر منذ وقت طويل إلى التفاصيل التي من شأنها أن تتيح للتحالف العربي تحديد قادة الحوثيين أو شبكاتهم، فيما تؤكد واشنطن أن الميليشيا الانقلابية تتلقى دعما من إيران.

إسرائيل تستعد لمواجهة بين واشنطن وطهران
واشنطن تدرس خيارات الرد على استهداف مسيّرات منشآت نفطية سعودية
تخريب منشآت نفط سعودية خطر يتربص بإمدادات الطاقة العالمية
واشنطن تزيد التعاون الأمني مع الرياض لمواجهة التهديدات الإيرانية
بريطانيا ستعمل مع شركائها الدوليين لتحديد "الرد الأوسع نطاقا والأكثر فعالية"
سناتور جمهوري يدعو لرد دولي على الهجمات على منشآت نفط سعودية

الرياض/واشنطن - أبلغ وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في اتصال هاتفي اليوم الاثنين أن الولايات المتحدة تدرس كل الخيارات المتاحة بشأن كيفية الرد على الهجوم على منشأتي النفط، ما تسبب في توقف جزء مهم من انتاج النفط وأربك الوضع في السوق.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن إسبر أكد للأمير محمد دعم واشنطن الكامل للسعودية عقب الهجمات.

وفي اتصال منفصل بولي العهد، عرض رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان دعم بلاده الكامل وإمكاناتها للمملكة في أعقاب الهجوم وذلك حسبما أفادت الوكالة.

كذلك قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب اليوم الاثنين إن بريطانيا ستعمل مع شركائها الدوليين لتحديد "الرد الأوسع نطاقا والأكثر فعالية" على الهجمات التي تعرضت لها منشأتا شركة أرامكو السعودية مطلع الأسبوع.

وقال تحالف تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن إن الهجمات التي عطلت أكثر من نصف إنتاج النفط السعودي ودمرت أكبر معمل لتكرير النفط في العالم، شُنت بأسلحة إيرانية.

وأضاف راب في تغريدة على تويتر إنه تحدث مع نظرائه في السعودية وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة اليوم الاثنين.

وقال "المملكة المتحدة تدين الهجوم على منشأتي أرامكو في السعودية. سنعمل مع الشركاء الدوليين على تحديد الرد الأوسع والأكثر فعالية".

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين إنه يبدو أن إيران تقف وراء هجوم استهدف منشأتي نفط في السعودية، لكنّه أضاف أنه "يود بالتأكيد تجنّب" اندلاع حرب مع طهران.

وصرّح ترامب للصحافيين لدى استقباله ولي عهد البحرين سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة أنه "يبدو" أن الجمهورية الإسلامية هي من استهدف المنشأتين النفطيتين في السعودية، لكنّه أضاف أن واشنطن تريد أن تعرف "بشكل مؤكد" من المسؤول عن الهجوم، مؤكدا "تصميمه على مساعدة الرياض.

وأنحى زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الأميركي ميتش مكونيل باللوم على إيران اليوم الاثنين في الهجمات التي تعرضت لها منشأتا نفط بالسعودية مطلع الأسبوع وطالب برد دولي على طهران.

وقال مكونيل الجمهوري أثناء افتتاحه مجلس الشيوخ "آمل أن ينضم شركاؤنا الدوليون لنا في تحميل إيران عواقب هذا الهجوم المتهور، المزعزع للاستقرار".

ويأتي الموقف الأميركي بينما تدرس الولايات المتحدة زيادة التعاون الأمني وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع السعودية على اثر هجمات بطائرات مسيرة على منشأتين نفطيتين لشركة أرامكو، ما تسبب في توقف جزئي للإنتاج وتقلص إنتاج المملكة من الخام إلى النصف في حدث هزّ أسواق النفط العالمية وأثار مخاوف من تراجع حاد في إمدادات الطاقة العالمية.

ويعتقد أن الهجمات بطائرات مسيرة انطلقت من غيران أو العراق، لكن بغداد وطهران نفتا نفيا قاطعا صحة تلك الاتهامات في الوقت الذي أعلن فيه المتمردون الحوثيون مسؤوليتهم عن تلك الاعتداءات الإرهابية.

وفي كل الحالات فإن تلك الاعتداءات شكّلت مؤشرا خطيرا على تهديد قوي لإمدادات الطاقة العالمية وليس للملكة وحدها وجاءت عقب اجتماع أبوظبي للطاقة العالمية والذي ركز على ضمان استقرار الأسواق والأسعار. وكان الاجتماع الأول الذي يشارك فيه الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي الجديد الذي تولى منصبه قبل فترة قصيرة خلفا لخالد الفالح.

ويعمل الأمير عبدالعزيز على ضبط الإيقاع داخل أوبك وتعزيز التنسيق بين المنتجين من خارجها لضمان التوافق وتعزيز جهود حماية السوق من تداعيات التطورات الجيوسياسية.

وتحدث مسؤولون أميركيون عن زيادة نطاق تبادل معلومات المخابرات أو عن الخيارات الأخرى التي تدرسها الإدارة الأميركية ردا على الهجمات التي استهدفت معملين نفطيين أحدهما أكبر معمل لتكرير النفط بالعالم.

لكن الولايات المتحدة الحذرة منذ فترة طويلة من التورط بشكل كبير في حرب اليمن، لم تطلع السعودية إلا على بعض المعلومات بشأن تهديدات جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران، والتي أعلنت المسؤولية عن هجمات السبت.

استهداف منشآت النفط السعودية استهداف لامدادات الطاقة العالمية
استهداف منشآت النفط السعودية استهداف لامدادات الطاقة العالمية

ويفتقر منذ وقت طويل تبادل معلومات المخابرات مع السعوديين إلى التفاصيل التي من شأنها أن تتيح للتحالف الذي تقوده المملكة تحديد قادة جماعة الحوثيين أو شبكاتهم. وتؤكد واشنطن منذ وقت طويل أن الجماعة تتلقى دعما من إيران.

وأي زيادة في تبادل معلومات المخابرات الأميركية مع الرياض قد تثير رد فعل حاد من الكونغرس، حيث يشن نواب ولوبيات معلومة حملة شرسة على المملكة بزعم سقوط ضحايا من المدنيين في غارات للتحالف العربي على مواقع للمتمردين المدعومين من إيران.  

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الأحد إن الولايات المتحدة "مستعدة" لرد محتمل على الهجمات وشكك اليوم الثلاثاء في زعم إيران بأن ليس لها علاقة بهجمات يوم السبت.

ويوجه المسؤولون الإيرانيون تهديدات غير مباشرة منذ شهور قائلين إنه إذا مُنعت طهران من تصدير النفط فلن تتمكن دول أخرى من تصدير نفطها أيضا.

ومع ذلك نفت طهران أي دور لها في سلسلة من الهجمات التي وقعت في الشهور الأخيرة ومن بينها تفجير ناقلات نفط في الخليج وضربات جوية أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنها. وسبّب أحدث هجوم أعلى قفزة في أسعار النفط منذ عام 1991.

وتوعد الحوثيون المتحالفون مع إيران بشن المزيد من الهجمات في تهديدات تستهدف تخفيف الضغط على الحاضنة الإيرانية وتنفيس مأزقها.

وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع إن الجماعة شنت الهجوم قبل فجر يوم السبت بطائرات مُسيرة، بعضها مزود بمحركات نفاثة.

لكن مسؤولين أميركيين قالوا إنهم يعتقدون أن الهجوم جاء من الاتجاه المعاكس مما قد يشير إلى الأراضي الإيرانية أو العراقية.

وقال مسؤول أميركي يوم الأحد "ما من شك أن إيران مسؤولة عن ذلك. بغض النظر عن كيفية تقسيمها (المسؤولية) لا مهرب من ذلك. ليس هناك مرشح آخر".

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الاثنين إن إسرائيل مستعدة لاحتمال تورطها في أي مواجهة أميركية-إيرانية بعد الهجمات على منشأتي نفط بالسعودية.

وأضاف نتنياهو الطامح في إعادة انتخابه في الانتخابات العامة غدا الثلاثاء حين سئل عما إذا كانت إيران قد تسعى لاستفزاز إسرائيل "إنني أهتم بأمننا على أساس 360 درجة، وبوسعي أن أقول لكم إننا مستعدون جيدا".