واشنطن تدعو بغداد إلى وقف هجمات الميليشيات على المتظاهرين
واشنطن - دعت الولايات المتّحدة العراق الخميس الى محاسبة الميليشيات على الهجمات التي تشنها على المحتجين السلميين واعربت عن سخطها لتعرّض التظاهرات لـ"تهديدات وعنف وحشي"، وذلك بعد يومين من مقتل متظاهرَين في بغداد.
وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان إنّ"انتهاك السيادة العراقية وحُكم القانون من قِبل ميليشيات مسلّحة يضرّ بالعراقيين أجمعين وببلدهم".
وأضاف أنّ "الولايات المتّحدة ساخطة لواقع أنّ متظاهرين سلميين نزلوا إلى الشوارع للمطالبة بالإصلاح، قوبلوا بتهديدات وبعنف وحشي".
وتابع "نرحّب بكلّ جهد من قِبل الحكومة (العراقية) لمحاسبة الميليشيات والبلطجية ومجموعات الدفاع الذاتي على هجماتهم ضدّ العراقيين الذين يمارسون حقّهم في حرية التعبير والتجمّع السلمي، وكذلك على انتهاكاتهم لسيادة القانون".
والثلاثاء، قُتل متظاهران برصاص القوات الأمنية في بغداد إثر تفريقها تظاهرة للمطالبة بمحاسبة قتلة ناشطين مناهضين للنظام السياسي في البلاد.
وشارك آلاف في التظاهرة التي ضمّت أشخاصاً من مدن جنوبية مثل الناصرية وكربلاء، رفعوا صور ناشطين اغتيلوا، لا سيّما إيهاب الوزني رئيس تنسيقية الاحتجاجات في كربلاء الذي كان لسنوات عدّة يحذّر من هيمنة الفصائل المسلّحة الموالية لايران والذي أُردي أمام منزله برصاص مسدّسات مزوّدة كواتم للصوت.
ولم تعلن أيّ جهة مسؤوليتها عن اغتيال الوزني، وهو أمر تكرّر في هجمات سابقة في بلد تفرض فيه فصائل مسلّحة سيطرتها على المشهدين السياسي والاقتصادي.
وغالباً ما تُنسب الاغتيالات التي استهدفت ناشطين منذ انطلاقة "ثورة تشرين" في 2019، إلى فصائل مسلّحة موالية لإيران ومنضوية في هيئة الحشد الشعبي التابعة نظريا للحكومة.
وتضاربت الأنباء الخميس حول إطلاق سراح القيادي في الحشد الشعبي قاسم مصلح، بعد الاعلان عن اعتقاله بتهمة اغتيال الوزني وناشط اخر هو فاهم الطائي.
وعلى إثر الإعلان عن توقيف مصلح، أغلقت المنطقة الخضراء في العاصمة بالكامل بسبب تهديدات من الفصائل الموالية لإيران. وانتشرت لاحقاً قوات مسلحة من الحشد على مداخل المنطقة الخضراء في وسط بغداد، ما أثار مخاوف من تفاقم الوضع.
وانتشرت في المقابل قوات مكافحة الإرهاب داخل المنطقة الخضراء، فيما انتشر الجيش العراقي في مناطق أخرى في العاصمة وقطع بعض الطرقات.
ومنذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في العراق قبل نحو عامين، تعرّض أكثر من 70 ناشطاً للاغتيال أو لمحاولة اغتيال، فيما خطف عشرات آخرون لفترات قصيرة.