واشنطن تدعو حلفاءها لاستعادة متشددين أسرى قاتلوا مع داعش

وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو يدعو إلى تشكيل مجموعة عمل جديدة لمواجهة التهديد المتزايد لتنظيم الدول الإسلامية في إفريقيا، حيث وسع التنظيم المتطرف نطاق نشاطه الإرهابي وحيث تعاني القوات الإفريقية في مواجهة موجات من الاعتداءات الإرهابية الدموية.
دول أوروبية لا تزال مترددة في استعادة مواطنيها من المقاتلين الأجانب
الإدارة الكردية طالبت مرارا دولا أوروبية باستعادة مقاتليها المحتجزين لديها

روما - حث وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن اليوم الاثنين حلفاء الولايات المتحدة على استعادة مواطنيهم الموقوفين في الخارج بعدما حاربوا في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، معتبرا أنه لا يمكن أن يبقوا معتقلين إلى ما لا نهاية في سوريا.

وكانت الولايات المتحدة قد دعت في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب حلفاءها لاستعادة المقاتلين الأجانب المعتقلين لدى قوات سوريا الديمقراطية وسط مخاوف من فرارهم في ظل إمكانات الإدارة الكردية الذاتية المحدودة والعبء الأمني الكبير في تأمين سجون مكتظة في منطقة شديدة الاضطراب في شمال سوريا.

واشتكت الإدارة الكردية الذاتية مرارا من عدم قدرتها على تحمل أعباء المئات من أسرى داعش لديها وعوائلهم من نساء وأطفال محتجزين في مخيمات لجوء شديدة الاكتظاظ.

وجه بلينكن هذا النداء من روما خلال اجتماع للتحالف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية.

وثمة عشرة آلاف مقاتل يشتبه أنهم كانوا في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية معتقلون في شمال سوريا لدى فصائل كردية متحالفة مع الدول الغربية، وفق التقديرات الأميركية.

وأكد بلينكن أن "هذا الوضع لا يحتمل ولا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية"، مضيفا "تواصل الولايات المتحدة حث البلدان حتى تلك المشاركة في التحالف إلى استعادة مواطنيها وإعادة تأهيلهم وحتى ملاحقتهم قضائيا".

وكانت فرنسا وبريطانيا وهما من أكبر حلفاء الولايات المتحدة من أكثر المتحفظين على إعادة مواطنيهما رغم نداءات الإدارة الأميركية المتكررة حتى في عهد دونالد ترامب.

ويتردد البلدان اللذان شهدا اعتداءات إرهابية دامية، كثيرا في إعادة مواطنين سلكوا طريق التطرف إلى أراضيهما.

وأشاد بلينكن بإيطاليا وهي من الدول الأوروبية الغربية القليلة التي تعيد هؤلاء المقاتلين. ورحب أيضا بالجهود التي تبذلها دول آسيا الوسطى مثل كازاخستان التي أعادت على حد قوله 600 مقاتل وأفراد عائلاتهم واعتمدت برامج إعادة تأهيل لهم.

وجاء في تقرير لمنظمة 'هيومن رايتس ووتش' نشر في مارس/اذار الماضي أن قوات سوريا الديمقراطية وهي تحالف عربي كردي في شمال سوريا تعتقل أكثر من 63 ألف امرأة وطفل من أفراد عائلات مقاتلين يشتبه بأنهم كانوا مع تنظيم الدولة الإسلامية من أكثر من 60 بلدا في مخيمين محاطين بأسلاك شائكة.

ودعا وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو من جهته إلى تشكيل مجموعة عمل جديدة لمواجهة "التهديد المتزايد لتنظيم الدول الإسلامية في إفريقيا".

ويجتمع وزراء الائتلاف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية الذي يضم 83 عضوا الاثنين للمرة الأولى حضوريا منذ فبراير/شباط 2019.