واشنطن تدين استخدام القوة القاتلة مع المتظاهرين في ايران

البيت الابيض يطالب السلطات الايرانية برفع القيود عن الاتصالات والانترنت ويدعم المحتجين المطالبين بالتغيير.

واشنطن - دان البيت الأبيض الأحد استخدام السلطات في إيران "القوة الفتاكة" ضد المتظاهرين خلال الاضطرابات التي ادت الى مقتل شخصين واعتقال العشرات وفرض قيود على استخدام الإنترنت، فيما اعتبرته ايران تدخلا في شؤونها الداخلية.
وقالت ستيفاني غريشام مسؤولة الاعلام في البيت الابيض في بيان إن "الولايات المتحدة تدعم الشعب الايراني في احتجاجاته السلمية ضد النظام الذي من المفترض أن يقودهم. كما ندين القوة الفتاكة والقيود الصارمة المفروضة على الاتصالات".
كما شجبت تجاوزات نظام "تخلى عن شعبه".
ومنذ بدء الاحتجاجات، تم اعتقال العشرات، بحسب تقارير الصحافة الإيرانية.
وكتب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو السبت على تويتر "كما قلت للشعب الإيراني قبل نحو عام ونصف العام: الولايات المتحدة معكم".
واعتبرت الخارجية الإيرانية في بيان صدر ليل الأحد تصريحات بومبيو إعراباً "عن الدعم لمجموعة من مثيري الشغب".
ونددت الخارجية بما وصفته بـ"التصريحات التدخلية" الأميركية، معتبرةً أن "الشعب الإيراني يعلم جيدا أن مثل هذه التصريحات المنافقة والمزيفة لا تتضمن أي تعاطف صادق وحقيقي يعكس الحرص على مصلحته".
من جهته، أيد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي قرار الحكومة رفع اسعار الوقود منددا بأعمال عنف قام بها متظاهرون.
واشارت وكالة إرنا الرسمية الى وفاة شرطي متأثراً بجروحه ليل السبت الأحد بعدما اصيب بها في اشتباكات مع "مثيري الشغب" خلال تجمع في كرمنشاه (غرب). كما قُتل مدني في سرجان (جنوب) حين حاول محتجون إشعال النار في مستودعات البنزين.
ويقضي القرار الحكومي برفع أسعار البنزين بنسبة 50 بالمئة لأول 60 ليتراً من البنزين يتم شراؤها كل شهر و300 بالمئة لكل ليتر إضافي كل شهر.

نظام تخلى عن شعبه

وقال خامنئي في خطاب نقله التلفزيون الرسمي "هذا القرار جعل بعض الناس يشعرون بقلق دون شك. ولكن أعمال التخريب وإشعال الحرائق يقوم بها مثيرو الشغب وليس شعبنا".
وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن بعض نواب البرلمان، الذين كانوا يعتزمون مناقشة السبل المقترحة لإجبار الحكومة على التراجع عن قرارها، سحبوا اقتراحهم بعد خطاب خامنئي الأحد.
ونقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء عن بيان لوزارة المخابرات الإيرانية إنها حددت هوية قادة الاحتجاج ويجري اتخاذ "الإجراءات المناسبة".
وقال الرئيس حسن روحاني في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي ايضا "الناس لهم الحق في الاحتجاج. لكن ذلك يختلف عن الفوضى. لا يمكننا أن نسمح بزعزعة الأمن في البلاد بأعمال الشغب".
ويحرص رجال الدين الذين يحكمون إيران على منع تكرار الاضطرابات التي حدثت في أواخر عام 2017 حينما خرجت احتجاجات في 80 مدينة وبلدة بسبب تدني مستوى المعيشة وترددت فيها دعوات لتنحي رجال الدين عن الحكم. وقال المسؤولون الإيرانيون إن 22 شخصا لقوا حتفهم في تلك الاحتجاجات.
وكثيرا ما تتهم إيران المعارضين المنفيين والولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية بمحاولة زعزعة استقرارها عبر حملات دعاية على الإنترنت.
وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية أنه تم تقييد الوصول إلى الإنترنت بعد الاحتجاجات بناء على أمر من مجلس معني بأمن الدولة.
وقال موقع نتبلوكس الذي يراقب حجب خدمات الإنترنت على تويتر في وقت متأخر من السبت "تعيش إيران الآن في ظل حجب شبه تام لخدمات الإنترنت على المستوى الوطني، تُظهر بيانات الشبكة الفعلية أن نسبة الاتصال بالإنترنت عند سبعة في المئة من المستويات العادية بعد 12 ساعة من انقطاع الشبكة تدريجيا مع استمرار الاحتجاجات العامة".
وأظهرت لقطات فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تحول المحتجين إلى العنف السبت بعد أن اشتبكت معهم شرطة مكافحة الشغب وأطلقت عليهم الغاز المسيل للدموع واستخدمت العصي لتفريقهم.