واشنطن تدين بشدة إفراج الخرطوم عن أحد قتلة عامل إغاثة أميركي
واشنطن - أدانت الولايات المتّحدة الأربعاء بشدّة إطلاق السودان سراح رجل حُكم عليه بالإعدام لقتله عامل إغاثة أميركيا، نافية أن يكون هناك أيّ تفاهم بين البلدين بشأن إخلاء سبيله، ما ينذر بتوتر جديد في العلاقات وهو ما قد يترتب عليه أيضا حجب أي مساعدات أميركية للخرطوم التي تكابد لإنهاء تجميد مساعدات مالية سابقة.
وقُتل جون غرانفيل وهو موظف في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية يبلغ 33 عاما، مع سائقه السوداني عبدالرحمن عباس البالغ 40 عاما بنيران مسلحين إسلاميين أمطروهما بوابل من الرصاص ليلة رأس السنة الجديدة في العام 2008.
وأطلقت السلطات السودانية الاثنين سراح عبدالرؤوف أبوزيد وهو واحد من أربعة أشخاص حُكم عليهم بالإعدام في قضية قتل الدبلوماسي الأميركي بعد موافقة الخرطوم على دفع تعويضات لواشنطن في إطار اتفاق أبرم بينهما في العام 2020.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية نيد برايس في بيان "نحن منزعجون للغاية من الافتقار للشفافية في العملية القانونية التي أدت إلى إطلاق سراح الشخص الوحيد المتبقّي رهن الاحتجاز"، موضحا أنّه "ليس دقيقا" أنّ الولايات المتحدة وافقت على إطلاق سراح أبوزيد في إطار اتفاق 2020 الذي أدّى إلى شطب السودان من القائمة السوداء للدول الراعية للإرهاب.
وفي 1993 أدرجت الولايات المتحدة السودان في قائمتها "للدول الراعية للإرهاب" على خلفية إيواء نظام الرئيس حسن البشير زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في الفترة الممتدة بين العامين 1992 و1996، لكن بعيد إطاحة البشير تمكّنت الحكومة الانتقالية برئاسة عبدالله حمدوك من شطب الخرطوم من القائمة الأميركية.
ودفعت حكومة حمدوك مبلغ 335 مليون دولار تعويضات لشطب البلاد من القائمة، بعدما أبعد هذا الأمر الاستثمارات الأجنبية في البلاد التي تعاني أزمة اقتصادية.
وغطى المبلغ تعويضات لأسر ضحايا هجمات القاعدة على سفارتي واشنطن في دولتي تنزانيا وكينيا في العام 1998، إضافة إلى الهجوم على المدمّرة الأميركية "يو.اس.اس كول" في العام 2000 في الساحل اليمني ومقتل غرانفيل.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2020 شطبت واشنطن السودان من القائمة وفي العام 2022 أصبح جون غودفري أول سفير أميركي لدى الخرطوم منذ 25 عاما.
وعلى غرار المجتمع الدولي، تشترط واشنطن تسليم الحكم في السودان لمدنيين لاستئناف مساعدات مقدارها 700 مليون دولار في العام تحتاج إليها البلاد التي تعدّ من بين الأكثر فقرا في العالم.
وقال برايس إنّ الولايات المتّحدة تسعى للحصول على توضيح بشأن الإفراج عن أبوزيد وعرضت خمسة ملايين دولار للحصول على معلومات تؤدي إلى توقيف أو إدانة شخصين آخرين يشتبه بضلوعهما في جريمتَي القتل.