واشنطن تراقب حكومة دياب 'الأقرب لإيران' من لبنان

المواجهات تتجدد بين المتظاهرين وقوات الأمن في اليوم المئة من الحركة الاحتجاجية في لبنان تعبيرا عن رفض حكومة حسان دياب.

بيروت - قال مساعد وزير الخارجية الأميركية سابقا جيفري فيلتمان ان الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة حسان دياب أكثر قربا من سوريا وإيران وحزب الله، مشيرا إلى أن هناك انقساما واضحا حولها في لبنان. 

وأوضح فيلتمان الذي شغل منصب سفير واشنطن في لبنان سابقا خلال مقابلة مع قناة "الحرة" أن الحكومة اللبنانية الجديدة هي "الأقرب إلى سوريا وإيران وحزب الله منذ حكومة كرامي عام 2005"، مشيرا إلى أنه "لا يُمكن أن نُخدع في هذا الموضوع، فهناك إنقسام في لبنان".

وأضاف فيلتمان "المهم جدا أن نرى ما ستفعله هذه الحكومة واستخدام النفوذ في داخل لبنان لتشجيعها على تعزيز سيادة لبنان والتعامل مع القضايا الاقتصادية والاستجابة لمطالب المحتجين على الأرض"، مشيرا إلى أن واشنطن ستتابع عن كثب إذا كانت حكومة دياب ستلتزم بمحاربة الفساد وإخراج لبنان من أزمته المالية.

وأشار فيلتمان إلى أنّه "ليس مع قطع العلاقات أو تعليق أي نوع من التعامل أو المساعدة مع لبنان بشكل استباقي.

وساد هدوء حذر صباح اليوم الأحد في بيروت بعد ليلية مواجهات بين محتجين وقوات الأمن في اليوم المئة من الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة ضد السلطة، والمستمرة رفضاً لحكومة حسان دياب التي يعتبرونها امتدادا لطبقة سياسية يتّهمونها بالفساد ويصفونها بالفاشلة.

وأصيب في المواجهات ليل السبت الاحد 20 شخصا على الأقل في صفوف الجانبين تمّت معالجة 18 منهم ميدانيا، وفق ما كشف الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة.

وفي ساحة رياض الصلح، حاول متظاهرون تجمّعوا قرب مقرب رئاسة الحكومة مساء السبت إزالة الأسلاك الشائكة وسياج حديدي وإزاحة المكعبات الإسمنتية.

ورشق المحتجون بالحجارة والمفرقعات النارية قوات مكافحة الشغب التي ردّت باستخدام خراطيم المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع.

وتمكّن عناصر مكافحة الشغب من تفريق المتظاهرين الذين كانوا قد تخطّوا تقريبا كل العوائق الموضوعة أمام مدخل مقر رئاسة الحكومة.

وكتبت وزيرة العدل ماري كلود نجم في تغريدة "مُدانٌ ومرفوض هذا العنف، وتدمير أرزاق الناس في وسط بيروت، الحراك قام لغاية نبيلة وليس لتخريب المدينة على حساب أهلها وتجّارها".

وتواجه حكومة حسان دياب التي أعلن عنها الثلاثاء الماضي بعد أسابيع من الانتظار، رفضا شعبيا بعد أن دعمها حزب الله ولا يشارك فيها تيار المستقبل، الذي يتزعمه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري.

وانطلقت السبت عند الثانية بعد الظهر مسيرات من نقاط عدة في بيروت قبل أن تلتقي في ساحتي رياض الصلح والشهداء في وسط العاصمة في ظل إجراءات مشددة اتخذتها القوى الأمنية والجيش.

وهتف المتظاهرون "ثورة، ثورة" وحملوا لافتات كُتب عليها "لا ثقة" بالحكومة.

ال
ليل بيروت في اليوم المئة من الحركة الاحتجاجية

وخلال مشاركتها في التظاهرات، قالت الناشطة بيرلا معلولي "هذه ليست الحكومة التي طالبنا بها، نحن طالبنا بحكومة انقاذية من اختصاصيين بعيداً عن المحاصصة"، مضيفة "بعد مئة يوم، وكأن الشعب لم يقل شيئاً، نرفع صوتنا ضدهم لكنهم يقومون بما يناسبهم".

والسبت عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن "رغبته في تطبيق الإصلاحات التي تستجيب لتطلعات الشعب اللبناني"، وذلك خلال محادثة هاتفية مع نظيره اللبناني ميشال عون، وفق ما أعلن قصر الإليزيه.

وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن رئيس الجمهورية "نقل رسالة دعم للبنان وأكد تمسكه بأمن لبنان ووحدته واستقراره".

وبعد أزمة سياسية استمرت لأسابيع بات لهذا البلد حكومة جديدة الثلاثاء عليها تحريك عجلة الاقتصاد المتهاوي واقناع المتظاهرين المعارضين للطبقة السياسية.

والحكومة الجديدة من 20 وزيراً غير معروفين بغالبيتهم ومن الأكاديميين وأصحاب الاختصاصات. وقد تمّ اختيارهم بغرض واضح هو تجنب أسماء قد يعتبرها المتظاهرون استفزازية.

ورغم إصرار دياب (61 عاماً) على أنه شكل حكومة تعبر عن تطلعات الحراك الشعبي المستمر منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر، إلا أن متظاهرين يرون عكس ذلك. وليست الحكومة الجديدة بالنسبة لهم سوى واجهة لأحزاب سياسية متحالفة، والوزراء الجدد ليسوا سوى ممثلين عن تلك الأحزاب.

وقد تأخر تشكيل الحكومة الجديدة نتيجة انقسام القوى السياسية الداعمة لدياب على شكلها وتقاسم الحصص في ما بينها.

وفي المقابل، يطالب مئات آلاف اللبنانيين الذين ينزلون منذ أكثر من ثلاثة أشهر إلى الشوارع والساحات بشكل متقطع برحيل الطبقة السياسيّة كاملة التي يحمّلونها مسؤوليّة تدهور الوضع الاقتصادي ويتّهمونها بالفساد والعجز عن تأهيل المرافق وتحسين الخدمات العامة الأساسية.

ويؤكد دياب أن الحكومة الجديدة وضعت مواجهة "الكارثة" الاقتصادية على سلم أولوياتها.

ويواجه لبنان انهياراً اقتصادياً مع شح في السيولة وارتفاع مستمر في أسعار المواد الأساسية وفرض المصارف إجراءات مشددة على العمليات النقدية وسحب الدولار، حتى تحولت فروع البنوك إلى مسرح يومي للإشكالات بين مودعين يطالبون بأموالهم وموظفين ينفذون القيود المفروضة.

وخلال الأسبوعين الماضيين، شهدت بيروت وبشكل خاص محيط مجلس النواب في وسط العاصمة مواجهات عنيفة بين متظاهرين، رشقوا الحجارة والمفرقات باتجاه القوى الأمنية التي ردت باستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والرصاص المطاطي.

وأسفرت المواجهات عن إصابة المئات بجروح.