واشنطن تستبق هجوما إيرانيا على إسرائيل بتحريك سفن حربية

دول غربية وآسيوية تحث مواطنيها على عدم السفر إلى المنطقة المتوترة فيما تلغي الخطوط الجوية النمساوية كل رحلاتها إلى إيران حتى 18 أبريل.

واشنطن - حركت الولايات المتحدة قطعا حربية باتجاه الشرق الأوسط بينما اعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن بلاده ستقف مع إسرائيل من دون أن يستبعد هجوما إيرانيا وشيكا، كما حذر طهران من المضي قدما في  ذلك.

وعندما سأله صحافيون عن رسالته لإيران، قال بايدن "لا تفعلوا"، مؤكدا التزام واشنطن بالدفاع عن إسرائيل.

وأضاف "نحن ملتزمون بالدفاع عن إسرائيل. سندعم إسرائيل. سنساعد في الدفاع عن إسرائيل ولن تنجح إيران".

وترقبت إسرائيل الجمعة هجوما من جانب إيران أو وكلائها، وذلك مع تزايد التحذيرات من رد انتقامي على مقتل قائد كبير في فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني وستة ضباط آخرين في مجمع السفارة الإيرانية بدمشق في مطلع أبريل.

ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الضربة الجوية، لكن الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي قال إن إسرائيل "يجب أن تعاقب وستعاقب" على عملية قال إنها تعادل هجوما على الأراضي الإيرانية.

وأشار بايدن إلى أنه لن يكشف عن معلومات، لكنه قال إنه يتوقع وقوع هجوم من جانب إيران "عاجلا وليس آجلا". وأدلى بايدن بتصريحاته للصحافيين في البيت الأبيض بعد كلمة ألقاها عبر الإنترنت خلال مؤتمر للحقوق المدنية.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الجمعة أن الولايات المتحدة سارعت بإرسال السفن الحربية إلى مواقعها لحماية إسرائيل والقوات الأميركية في المنطقة، على أمل تجنب هجوم مباشر من إيران على إسرائيل قد يحدث الجمعة أو السبت.

وقالت الصحيفة إن التحركات التي اتخذتها الولايات المتحدة والتي تعد جزءا من محاولة لتجنب صراع أوسع في الشرق الأوسط جاءت بعد تحذير من شخص مطلع بشأن توقيت ومكان الهجوم الإيراني المحتمل.

لكن الصحيفة ذكرت أن شخصا أطلعته القيادة الإيرانية على الأمر قال إنه بينما تتم مناقشة خطط الهجوم، لم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد.

وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي إن الهجوم الوشيك المتوقع من إيران هو تهديد حقيقي لكنه لم يقدم تفاصيل حول أي توقيت محتمل.

وقال كيربي إن الولايات المتحدة تنظر إلى وضع قوتها في المنطقة في ضوء تهديد طهران وتراقب الوضع عن كثب.

ولم تنفذ طهران أي استهداف ضد مواقع في إسرائيل، "ثأراً" لقصف قنصليتها في دمشق مطلع أبريل الحالي، على الرغم من الترجيحات الأميركية العديدة الجمعة بأن ضربة الانتقام الإيرانية كما وصفت آتية خلال ساعات.

ويرى مراقبون أن تمديد قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال إريك كوريلا لإقامته في إسرائيل بعد أن حط فيها الخميس الماضي، قد يكون أحد أسباب تأجيل الضربة الإيرانية.

وفي السياق، قال مدير برامج مكافحة الإرهاب والتطرف في معهد الشرق الأوسط، الباحث الأميركي شارلز ليستر في تغريدة على حسابه بمنصة إكس سيكون من الجرأة بمكان أن تهاجم إيران الأراضي الإسرائيلية بوجود القائد العام للجيش الأميركي في الشرق الأوسط هناك".

وفي الأثناء، حذرت دول من بينها الهند وفرنسا وبولندا وروسيا مواطنيها من السفر إلى المنطقة المتوترة بالفعل بسبب الحرب في غزة التي دخلت الآن شهرها السابع.

ودعت ألمانيا مواطنيها مساء الجمعة إلى مغادرة إيران، فقد أعلنت وزارة الخارجية الاتحادية مساء الجمعة أن "التوترات الحالية في المنطقة، خاصة بين إسرائيل وإيران، تنطوي على خطر حدوث تصعيد مفاجئ".

وقالت الوزارة في برلين إن الوضع الأمني قد يتدهور سريعا بدون تحذير.

وأكدت "لا يمكن استبعاد أن يؤثر أي تصعيد على طرق النقل الجوي والبري والبحري مع فرض قيود ممكنة على دخول إيران والخروج منها".

وحذت النمسا حذو ألمانيا وحثت مواطنيها على مغادرة إيران.

وأعلنت شركة الخطوط الجوية النمساوية الجمعة، وهي آخر شركة بغرب أوروبا لا تزال تسير رحلات إلى إيران، أنها ستعلق جميع رحلاتها من فيينا إلى طهران حتى 18 أبريل في ظل التوتر المتصاعد في المنطقة.

وواصلت النمسا رحلاتها لإيران لفترة أطول من شركتها الأم لوفتهانزا الألمانية نظرا لقربها أكثر إلى طهران الذي يجعل إلغاء رحلات أمرا أكثر سهولة بالنسبة لها.

وقالت الشركة النمساوية في بيان "سيتم أيضا تعديل المسارات التي تمر عبر المجال الجوي الإيراني ...إن سلامة ركابنا وأطقمنا لها الأولوية القصوى".