واشنطن تستعد لطارئ من إيران بقواعد عسكرية جديدة بالسعودية

المتحدث باسم القيادة المركزية يوضح أن التخطيط لإنشاء قواعد عسكرية جديدة في المملكة يأتي ضمن عملية تقييم للمواقع بدأت قبل عام وجاءت نتيجة الهجمات التي تعرضت لها المنشآت النفطية السعودية في سبتمبر.
خطة طوارئ أميركية لمواجهة التهديدات الإيرانية
القواعد العسكرية الجديدة ستمنح الجيش الأميركي خيارات تحرك أوسع وأسرع
الكشف عن الخطة الأميركية يتزامن مع استمرار التوتر مع إيران
إيران والحوثيون يشكلان تهديدا لأمن الملاحة البحرية في البحر الأحمر والخليج

واشنطن - كشف الجيش الأميركي عن خطط لبحث إمكانية إنشاء قواعد عسكرية جديدة في السعودية، في خضم تصاعد التوترات مع إيران وعلى ضوء تهديدات من الحوثيين للملاحة البحرية في مضيق المندب والبحر الأحمر.

كما يأتي الكشف عن هذه الخطة بينما يشن الحوثيون هجمات من حين إلى آخر على أهداف حيوية في المملكة من ضمنها منشآت نفطية، بصواريخ وطائرات مسيرة إيرانية الصنع.

وقال المتحدث باسم القيادة المركزية بيل أوربان، إن "عملية تقييم الأماكن بدأت منذ عام وجاءت نتيجة الهجمات التي تعرضت لها المنشآت النفطية السعودية في سبتمبر (أيلول)"، وفق ما ذكرت وكالة أسوشيتيد برس في وقت متأخر الثلاثاء.

وأوضح أن هذه الخطة العسكرية "تسمح بالحصول على منافذ مشروطة في حالة الطوارئ، وليست استفزازية بأي حال".

وشدد على عدم سعي واشنطن إلى "توسيع تواجدها العسكري في المنطقة أو السعودية على وجه الخصوص".

ويدرس الجيش إمكانية استخدام ميناء ينبع على البحر الأحمر في السعودية ومطارين إضافيين في المملكة، كقواعد أميركية.

وأشار أوربان إلى أن السعودية تكلفت بإصلاح وإدخال تحسينات على هذه المواقع.

وبحسب أسوشيتيد برس، فإن استخدام ميناء ينبع وكذلك القواعد الجوية في تبوك والطائف على طول البحر الأحمر، من شأنه أن يمنح الجيش الأميركي المزيد من الخيارات على طول ممر مائي حاسم. وتقع قاعدة الملك فيصل الجوية في تبوك، أما الطائف فهي مركز لقاعدة الملك فهد.

وفيما وصفت الوكالة التوجه الأميركي بأنه "تخطيط للطوارئ"، إلا أن الجيش تحدث عن اختبار لإنزال شحنات من ميناء ينبع السعودي الذي يعتبر خطا مهما لنقل النفط.

والإثنين الماضي، زار فرانك ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية، ينبع السعودية.

ونشر عن الخطة الأميركية أيضا موقع "ديفنس وان" وصحيفة "وول ستريت جورنال"، وكانا أوفدا مراسلين مع ماكنزي إلى ينبع، إلا أن الجانب السعودي لم يصدر تعليقا إزاء ذلك.

وتحتضن دول الخليج مجموعة واسعة من القواعد العسكرية الأميركية وهي ما نتج عن حرب الخليج 1991 وغزو أفغانستان 2001 والعراق 2003.

وتمتلك القيادة المركزية مقار أمامية في قطر إضافة إلى أن الأسطول الخامس للبحرية الأميركية يعمل من البحرين قبالة سواحل السعودية.

كما تستضيف الكويت القيادة الأمامية للجيش الأميركي المركزي، بينما تستضيف الإمارات طيارين وبحارة أميركيين.

ويعمل حاليا نحو 2500 جندي أميركي في طائرات مقاتلة وبطاريات صواريخ باتريوت في قاعدة الأمير سلطان الجوية جنوب شرقي العاصمة الرياض.

وقالت بيكا واسر في مركز نيو أميركان سيكيورتي (مقره واشنطن)، إن المواقع الجديدة التي تدرسها واشنطن في السعودية "تتسق مع ما وصفه الجنرال ماكينزي أمام الكونغرس بشبكة الاستدامة الغربية وهو نظام لوجستي جديد صمم لتجنب نقاط الاختناق البحرية".

وأضافت "لو حاولنا أن يكون لنا موقف مرن لا نرتبط فيه بقواعد دائمة، فإنك بحاجة إلى دعم هذا بشبكة لوجستية تتمكن من خلالها من نقل الجنود والأسلحة عندما تحتاجها".

ويأتي الكشف عن الخطة العسكرية الأميركية الجديدة في السعودية، في وقت أشارت فيه تقارير إعلامية إلى أن إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن، تبحث إعادة تقييم علاقتها مع الرياض.

ورغم فتور سابق في العلاقات خلال إدارة الرئيس الديمقراطي الأسبق باراك أوباما وكان بايدن حينها نائبه، فإن واشنطن تنظر للسعودية كشريك استراتيجي في المنطقة وأي إعادة تقييم مفترضة للعلاقات مع الرياض ستأخذ هذا المعطى بعين الاعتبار.