واشنطن تضغط على ألمانيا بشدّة لإرسال جنود إلى سوريا

مطالبة واشنطن الحكومة الألمانية بإرسال قوات برية إلى شمال سوريا لتحل محل قوات أميركية هناك تثير خلافات داخل الائتلاف الحكومي الهش بزعامة ميركل، فيما تعتبر هذه المسألة شديدة الحساسية.

إدارة ترامب تضغط على برلين في أكثر من ملف خلافي
واشنطن توجه بانتظام انتقادات شديدة لألمانيا
التوتر يشوب العلاقات الأميركية الألمانية بسبب انتقادات ترامب

برلين - طلبت الولايات المتحدة الأحد من ألمانيا تقديم قوات برية لمكافحة الإرهاب في شمال سوريا، مثيرة خلافات داخل الائتلاف الحكومي الهش بزعامة المستشارة أنغيلا ميركل.

وقال الممثل الأميركي الخاص لسوريا جيمس جيفري لصحيفة "دي فيلت" الألمانية "نريد من ألمانيا قوات برية لتحل محل جزء من جنودنا" المنتشرين في إطار مهمة دولية لمكافحة الإرهاب في هذه المنطقة تجري مناقشتها حاليا.

وكان جيفري زار برلين الجمعة لإجراء محادثات في هذا الشأن. وقال إنه ينتظر ردا خلال يوليو/تموز، مشددا بذلك الضغوط على برلين التي تواجه انتقادات أميركية تأخذ عليها مستوى إنفاقها الدفاعي المتدني.

مشاركة ألمانيا في عمليات التحالف الدولي ضد داعش لا تشمل نشر قوات برية وتقتصر على طائرات استطلاع وطائرة للتزويد بالوقود في الجو ومدربين في العراق

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب نهاية 2018 سحب الجزء الأكبر من القوات الأميركية المنتشرة في شمال شرق سوريا وعديدها حوالي ألفي عسكري، مؤكدا الانتصار بشكل كامل على تنظيم الدولة الإسلامية.

لكنه عدل عن موقفه بعد ذلك ووافق على إبطاء الانسحاب على أن يبقى في المنطقة الخارجة عن سيطرة النظام السوري بضع مئات من الجنود الأميركيين، مطالبا بأن يتوفر لهم دعم من قوات حليفة.

وقال جيفري إن واشنطن تبحث "هنا (في ألمانيا) ولدى الشركاء الآخرين في التحالف" الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي يشمل ثمانين بلدا، عن "متطوعين مستعدين للمشاركة. نعتقد أننا سنحقق ذلك".

ولهذه المهمة هدف مزدوج هو عدم التخلي عن الأكراد الذين خاضوا المعارك على الأرض ضد تنظيم الدولة الإسلامية بدعم من التحالف، لكنهم مهددون من تركيا ومواصلة جهود مكافحة الإرهاب لمنع عودة تنظيم داعش المتطرف.

نشر جنود على الأرض تعتبر مسألة بالغة الحساسية في ألمانيا شديدة التمسك بثقافتها السلمية بسبب ماضيها النازي والتي لم تسمح بإرسال جنود إلى مناطق نزاعات في الخارج إلا اعتبارا من العام 1994

وتعول واشنطن على أوروبا للقيام بذلك، أي بريطانيا وفرنسا والآن ألمانيا التي تقتصر مشاركتها في التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية على طائرات استطلاع "تورنيدو" وطائرة للتزويد بالوقود في الجو ومدربين في العراق.

لكن مسألة نشر جنود على الأرض بالغة الحساسية في ألمانيا شديدة التمسك بثقافتها السلمية بسبب ماضيها النازي والتي لم تسمح بإرسال جنود إلى مناطق نزاعات في الخارج إلا اعتبارا من العام 1994.

واندلع سجال على الفور داخل ائتلاف ميركل الهش فقد أعلن الاتحاد المسيحي الديمقراطي بزعامة ميركل أنه على استعداد لمناقشة المسألة وهو بالأساس مؤيد لزيادة الوجود العسكري الألماني في مناطق النزاعات.

وقال نائب رئيس كتلة الحزب النيابية يوهان فاديبول إن الطلب الأميركي يجب ألا "يُرفض بشكل تلقائي".

في المقابل، رفض شريكه الاجتماعي الديمقراطي دعوة الولايات المتحدة وكتب أحد قادة الاتحاد الاجتماعي الديمقراطي ثورستن شافر غومبل على تويتر "لن يكون هناك بوجودنا قوات برية ألمانية في سوريا".

ويضاف هذا الطلب الأميركي إلى سلسلة الانتقادات شديدة اللهجة التي يوجهها ترامب بانتظام لألمانيا.

ودعا المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر إلى عدم السماح للرئيس الأميركي بمعاملة ألمانيا كدولة "تابعة"، وقال لصحيفة هاندلسبلات "لسنا جمهورية موز هنا!".