
واشنطن تطالب بالتخلي عن مبادرة السلام العربية
نيويورك - دعت الولايات المتحدة، الإثنين، مجلس الأمن الدولي، إلى التوقف عن طرح ملف القضية الفلسطينية على طاولته، وقالت إن "المعادلة في المنطقة تتغير، وهناك فصل جديد يبدأ"، في إشارة إلى اتفاق التطبيع بين السودان وإسرائيل.
جاء ذلك خلال الجلسة الشهرية لمجلس الأمن الدولي، التي عقدت عبر دائرة تليفزيونية، بشأن الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية.
وفي إفادتها لأعضاء المجلس، قالت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت: "مرة أخرى نجد أنفسنا في المجلس نناقش الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتقرأ الدول الأعضاء بيانات مليئة قيلت مئات المرات من قبل".
وأضافت كرافت "حان الوقت لوقف هذه الممارسة غير المجدية، فاليهود والعرب هم أبناء (النبي) إبراهيم، ويشتركون في أصل وثقافة وتاريخ الشرق الأوسط، ويستحقون مستقبل سلام كأبناء عمومة".
وقالت كرافت ان وضع السلام في الشرق الأوسط يؤكد أن "مبادرة السلام العربية لم تعد ضرورية".
وعبرت المملكة العربية السعودية عن تمسكها بمبادرة السلام التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز عام 2002. مؤكدة أن المبادرة هي أساس "حل شامل وعادل" يضمن حصول الفلسطينيين على دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
لكن كرافت قالت بان "هذا المجلس يكرر في كل شهر، أساليب دامت عقودا من الزمن تجاه هذا الصراع، والعديد من الدول الأعضاء محصورة في سياسات وروايات قديمة ستفشل دائما في إحلال السلام".
وقالت كرافت، أن "استعداد الرئيس الأميركي (دونالد ترامب) للتعامل مع الأمور بشكل مختلف، هو الذي أدى إلى اختراق تاريخي، وتحقيق أهم خطوة نحو السلام في الشرق الأوسط، منذ أكثر من 25 عاما".

وأوضحت "في الأسبوع الماضي فقط، أعلن الرئيس ترامب، عن اختراق تاريخي آخر، مع موافقة السودان على تطبيع العلاقات مع إسرائيل"، بعد أن "كان السودان يؤوي إرهابيين من (تنظيم) القاعدة، وحزب الله (اللبناني)، و(حركة) حماس".
وفي 23 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أعلن السودان تطبيع علاقاته مع إسرائيل، ليصبح بذلك الدولة العربية الخامسة، التي تتفق رسميا على السلام مع تل أبيب، بعد البحرين والإمارات (2020)، وقبلهما الأردن (1994) ومصر (1979).
ودعت كرافت، إلى ضرورة البحث عن "تفكير جديد يتسم بالواقعية ويؤدي إلى تحقيق رؤية الرئيس للسلام" في اشارة الى صفقة القرن المطروحة من قبل ترامب.
واعتبرت أن "المبادرة العربية للسلام، لا تقدم التفاصيل التي نحتاجها للتوصل إلى سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وما تحتاجه المنطقة اليوم، هو صفقة سلام تجلب الدعم الاقتصادي والاستثمار الذي تشتد الحاجة إليه للشعب الفلسطيني".
ومنذ أبريل/ نيسان 2014، توقفت مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بسبب رفض تل أبيب وقف الاستيطان والقبول بحدود ما قبل حرب 1967 أساسا لحل الدولتين.