واشنطن تطرق مرة أخرى أبواب السعودية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل

كبير مستشاري الرئيس الأميركي للطاقة آموس هوكستين سيناقش مع كبار المسؤولين السعوديين مطلب المملكة دعم بلاده برنامجها النووي المدني المتضمن تخصيب اليورانيوم.

واشنطن – من المنتظر أن يصل كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن للطاقة آموس هوكستين إلى الرياض هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين السعوديين للدفع بجهود الولايات المتحدة لإبرام صفقة تطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل. وفق ما أفاد موقع "أكسيوس".

ونقل الموقع الأميركي عن مصدر على إطلاع بزيارة هوكستين للرياض، قوله إن "الزيارة جزء من الدفع الدبلوماسي من قبل البيت الأبيض لمحاولة التوصل إلى مجموعة من الاتفاقات التي من شأنها رفع مستوى العلاقات الأميركية السعودية وتشمل اتفاق تطبيع بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل".

وأضاف المصدر -لم يكشف عن هويته- أن من بين القضايا التي من المتوقع أن يناقشها هوكستين مطالبة السعودية بأن تدعم الولايات المتحدة برنامجا نوويا مدنيا في المملكة يتضمن تخصيب اليورانيوم.

 وتمثل هذه القضية أصعب القضايا وأكثرها حساسية في المفاوضات بين الولايات المتحدة والسعودية وبين الولايات المتحدة وإسرائيل، بحسب المصدر.

ويرى مراقبون أن التحرك الأميركي للدفع باتجاه تطبيع العلاقات السعودية – الإسرائيلية، يأتي في سياق هدف استراتيجي وهو توسيع دائرة اندماج إسرائيل في الشرق الأوسط، في ظل متغيرات متسارعة تشهدها المنطقة، ومن بينها المصالحة الجارية على خط الرياض – طهران.

وهذه رابع زيارة يقوم بها مسؤول أميركي رفيع المستوى إلى السعودية خلال أقل من أسبوع، حيث قام كبير مستشاري الرئيس للشرق الأوسط، بريت ماكغورك المملكة الأحد بزيارة منفصلة كجزء من نفس الجهد، وقبله زار وزير الخارجية أنتوني بلينكن في وقت سابق من يونيو الجاري، كما قام مستشار الأمن القومي جيك سوليفان بزيارة للرياض في مايو.

وتصرّ الرياض على ربط تطبيع العلاقات مع تل أبيب بحل للقضية الفلسطينية، لكن تسريبات غربية وإسرائيلية تحدثت أيضا عن شروط سعودية إضافية من بينها إبرام اتفاقية أمنية جديدة مع واشنطن، ومساعدة المملكة بإنشاء برنامج نووي سلمي، وهو الأمر الذي تتحفظ عليه واشنطن وتل أبيب.

 وذكر "أكسيوس" أن أي صفقة أميركية سعودية لتطوير العلاقات سيكون لها مكون اقتصادي رئيسي.

وقال المصدر إن الولايات المتحدة تريد التأكد من أن مثل هذه الصفقة تجعل الرياض أقرب إلى واشنطن عندما يتعلق الأمر بالمنافسة مع الصين.

وكان موقع "أكسيوس" قال في وقت سابق إن إدارة بايدن ترغب في حسم صفقة التطبيع بين السعودية وإسرائيل خلال الأشهر الستة المقبلة قبل انشغال الرئيس الأميركي في حملته الانتخابية لإعادة ترشحه للبيت الأبيض مجددا عام 2024.

في وقت سابق من هذا الشهر، رجح مسؤولون أميركيون التوصل لاتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل بحلول نهاية هذا العام، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".

ووصف المسؤولون محادثة جرت مؤخرا بين وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بأنها مثلت "انعطافة" في جهود البيت الأبيض للتقريب بين إسرائيل والسعودية.

ولطالما أعلن نتانياهو أنه يتطلع للتوصل لاتفاق سلام مع المملكة الخليجية وهو ملف قال إنه أولوية قصوى بالنسبة له.

ويرى مراقبون أن رغم تمسك السعودية بموقفها من التطبيع غير أن إدارة بايدن مصرة على المضي قدما في مساعي إحراز اختراق في هذا الملف لعدة دوافع، من بينها تحقيق إنجاز دبلوماسي قبل انتخابات الرئاسة الأميركية، والتأكيد أن واشنطن لا تزال تحتفظ بأدوات التأثير في المنطقة، في ظل شكوك بدأت تساور الجميع حيال ذلك، مع تنامي العلاقات الخليجية – الصينية، ونجاح بكين في مارس الماضي في وساطتها بين طهران والرياض.

ويشير المراقبون إلى أن الدافع الرئيسي لواشنطن يبقى تعزيز قدرة إسرائيل على الاندماج بشكل أفضل مع المحيط العربي، والذي يخدم المصالح الأميركية العليا في المنطقة، ولا يمكن أن يتحقق بالشكل المطلوب بدون تطبيع إسرائيلي – سعودي.

ويقول المراقبون إن إدارة بايدن تسير على نهج الإدارة السابقة التي قادها دونالد ترامب، والتي تبنت مقاربة مختلفة إزاء العلاقة بين العرب وإسرائيل، وترتكز على مفهوم أن بناء علاقات إسرائيلية – عربية هو المدخل لحل القضية الفلسطينية وليس العكس.

ولا تعترف السعودية بإسرائيل، كما لم تنضم لمعاهدة إبراهيم التي تم بموجبها تطبيع علاقات إسرائيل مع الإمارات والبحرين في صيف العام 2020 بوساطة أميركية.

وفي غضون ذلك، تجري مسؤولة أميركية رفيعة زيارة للشرق الأوسط حاليا لمناقشة "اندماج إسرائيل في المنطقة". وتختتم مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، زيارتها لإسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن يوم 25 من الشهر الحالي.

وأوضح بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية الأميركية أن ليف ستناقش مع القادة السياسيين والعسكريين توسيع نطاق اندماج إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط وتعميقه، بالإضافة إلى كبح سلوك إيران المزعزع للاستقرار وقضايا ثنائية أخرى.