واشنطن تطلب رسميا من لندن تسليم أسانج

لن يكون في مقدور الولايات المتحدة بعد الآن توجيه تهم جديدة لمؤسس ويكيليكس باستثناء المخالفات التي قد تقع بعد تسليمه.
يتعين إرسال طلب الترحيل في غضون 60 يوما من اعتقال أسانج

واشنطن - أعلنت وسائل إعلام أميركية، الثلاثاء، أن وزارة العدل أرسلت طلبًا رسميًا إلى السلطات البريطانية لتسليمها مؤسس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانج.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤول أميركي رفيع قوله إن "الطلب الأميركي أرسل إلى السلطات البريطانية في 6 يونيو/حزيران".
ويتعين وفقا للاتفاق المبرم بين واشنطن ولندن، أن يتم إرسال طلب الترحيل في غضون 60 يوما من اعتقال أسانج، الذي سلمته سفارة الإكوادور في لندن للسلطات البريطانية في 11 أبريل/ نيسان.
ووفق الاتفاقية أيضا لن يكون في مقدور الولايات المتحدة بعد الآن توجيه تهم جديدة لأسانج، باستثناء المخالفات التي قد تقع بعد تسليمه.
ووجهت السلطات الأميركية لأسانج في مايو /أيار اتهامات في 18 نقطة، منها "انتهاك قانون التجسس، والتآمر بهدف اختراق كمبيوتر حكومي".

وسارعت منظّمة ويكيليكس حينها إلى الردّ عبر موقع تويتر بالقول "هذا جنون". وأضافت أن "هذه نهاية الصحافة المتعلّقة بقضايا الأمن القومي ونهاية التّعديل الأوّل" للدّستور الأميركي الذي يضمن حرّية التعبير.

وفي بيان أصدرته في وقت لاحق، دانت ويكيليس "هجوما غير مسبوق على الصحافة العالمية الحرة" و"تطبيق القانون الأميركي خارج أراضي" الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن "الجرائم المفترضة وقعت خارج الولايات المتحدة".

من جهتها، اعتبرت منظّمة "مراسلون بلا حدود" أنّ تلك التُهم "تُشكل تهديدا مباشرا لحرّية الصّحافة والصحافة الاستقصائيّة"، بينما تحدثت منظّمة "حرّية الصحافة" (فريدوم أوف ذا برس) عن "خطر كبير على الصحافيّين".

حرية الصحافة في الولايات المتحدة
مراسلون بلا حدود اعتبرت التهم تهديدا مباشرا لحرّية الصّحافة والصحافة الاستقصائيّة

ومطلع يونيو/حزيران، أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أنها "لن تعيق ترحيل أسانج إلى الولايات المتحدة".
وفي وقت سابق، أعرب "نيلز ميلزر" مقرر الأمم المتحدة المعني بالتعذيب والمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة عن "خشيته أن تُنتهك حقوق جوليان أسانج الإنسانية بشكل خطير إذا تم تسليمه إلى الولايات المتحدة".

وقال ميلزر الذي زار مؤسس ويكيليكس في سجن خاضع لحراسة مشددة في لندن يوم التاسع من مايو/أيار أن اسانج يعاني من "التعذيب النفسي" نتيجة تعرضه لحملة تشويه من وسائل إعلام وقضاة وساسة بارزين.

وعبر مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالتعذيب عن قلقه بشأن الاتهامات الجديدة التي توجهها الولايات المتحدة لأسانج وجدد مناشدته بعدم ترحيله.

وقال غاريث بيرس محامي مؤسس ويكيليكس ان موكله كان مريضا جدا مما حال دون مثوله عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من سجن بريطاني أمام جلسة لنظر طلب مقدم من الولايات المتحدة لترحيله.

ويقضي أسانج حاليًا عقوبة بالسجن لـ50 أسبوعا في المملكة المتحدة، لانتهاكه شروط الإفراج عنه بكفالة، وذلك بعد أن تم سحب حق اللجوء منه لسفارة الإكوادور لدى بريطانيا.
وفي 2012، لجأ أسانج (47 عاما) إلى سفارة الإكوادور في لندن، لتجنب مثوله أمام القضاء البريطاني، وتسليمه إلى السويد حيث كان متهما بـ "الاغتصاب".