واشنطن تطلب من الدوحة مراجعة علاقاتها الودية مع طهران

تأكيد جديد على تورط قطر في تمويل ميليشيات ايرانية وموالية لايران في المنطقة، عبر الكشف عن مضمون رسائل تبادلها مسؤولون قطريون مع قادة كبار في الحرس الثوري وميليشيات تصنفها الولايات المتحدة منظمات ارهابية.
واشنطن تضغط على الدوحة وطهران معا
قطر وزعت الأموال نقدا على ميليشيات ايران

لندن – طلب مسؤولون اميركيون من قطر الكف عن تمويل جماعات ارهابية موالية لإيران ومراجعة العلاقات مع طهران التي تتعرض لضغوط من واشنطن لكبح طموحها في امتلاك السلاح النووي ووقف تدخلاتها في شؤون الشرق الأوسط.

واعربت واشنطن عن القلق من الاتصالات التي جرت بين السلطات القطرية وحزب الله اللبناني التابع لايران بزعامة حسن نصرالله والذي تصنفه الولايات المتحدة منظمة ارهابية، بالاضافة الى قائد العمليات الخارجية في الحرس الثوري اليراني قاسم سليماني.

وذكرت صحيفة التليغراف البريطانية السبت انها اطلعت على نصوص من رسائل البريد الالكتروني التي تبادلها مسؤولون قطريون مع قادة ميليشيات موالية لايران في العراق ولبنان.

وأظهر مضمون الرسائل ان الحكومة القطرية تقيم علاقات ودية مع قادة كبار في الحرس الثوري الايراني من امثال سليماني، وايضا مع نصرالله.

وترتبط الرسائل التي تم الكشف عنها سابقا، بصفقة ناهزت مليار دولار للافراج عن رهائن قطريين من بينهم اعضاء في الاسرة القطرية الحاكمة لدى جماعة شيعية موالية لايران في جنوب العراق.

وبهدف زيادة الضغوط على ايران بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، دعا مسؤول اميركي القطريين الى مراجعة علاقاتهم مع طهران والميليشيات الموالية لها في المنطقة.

وترفض الولايات المتحدة علنا دفع الفدى لتحرير الرهائن المحتجزين لدى الجماعات التي تصنفها الولايات المتحدة منظمات ارهابية وتحاصرها بالعقوبات.

70 مليون دولار لقاسم سليماني في صفقة الرهائن القطريين
70 مليون دولار لقاسم سليماني

وفي احدى الرسائل، ذكر مسؤول قطري ان الدوحة دفعت لقاسم سليماني شخصيا حوالي سبعين مليون دولار، و34 مليون دولار لكتائب حزب الله في العراق التي اختطفت القطريين.

والشهر الماضي، كشفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن تورط قطر في تنفيذ طلبات ايرانية مباشرة لتسوية أزمة الرهائن القطريين الذين اختطفوا في العراق أواخر 2015.

وأظهرت التسريبات حجم التأثير القطري على الجماعات المتطرفة في سوريا، حيث تضمنت صفقة الإفراج فك الحصار عن قريتين شيعتين تحاصرهما جماعة النصرة سابقا.

كما كشفت عن خضوع قطر لمطالب ايران بالانسحاب من التحالف العربي في اليمن واطلاق سراح عسكريين ايرانيين محتجزين في سوريا، فيما يمثل "فضيحة" للدور القطري المباشر بدعم الإرهاب في المنطقة.

وكشفت السجلات السرية للمرة الأولى أن خطة الدفع خصصت مبلغاً قيمته 621 مليون دولار نقداً للأفراد والجماعات الذين يعملون كوحدات وسطاء.

وكانت هذه المدفوعات جزءاً من صفقة أكبر تشمل حكومات إيرانية وعراقية وتركية فضلاً عن ميليشيات حزب الله اللبنانية ومجموعتين معارضة سوريتين على الأقل، بما في ذلك جبهة النصرة.

ومع ذلك، تنفي قطر باستمرار، وهي التي اعترفت بتلقي مساعدة من عدة دول في تأمين إطلاق سراح الرهائن العام الماضي، التقارير التي تفيد بأنها دفعت أموالا للمنظمات الإرهابية كجزء من الصفقة.

وتمت الصفقة في ابريل/نيسان 2017 قبل اسابيع على اعلان السعودية والامارات ومصر والبحرين قطع العلاقات مع قطر بسبب تورطها في دعم الارهاب والتقارب المشبوه مع ايران.

صحيفة فاينانشال تايمز العام الماضي وصفت كيف أن الإفراج عن الرهائن القطريين أصبح مرتبطا بإيران، بدعم من تركيا ولبنان وحزب الله، لإخلاء أربع قرى سورية للسنة والشيعة كانت تحت الحصار لعدة أشهر وهي الفوعة وكفريا ومضايا والزبداني.