واشنطن تعاقب مسؤولا بالحرس الثوري لقتله المتظاهرين
واشنطن - أعلنت الولايات المتحدة الجمعة فرض عقوبات على مسؤول إيراني رفيع، لدوره في "الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان" التي تعرض لها متظاهرون خلال الاحتجاجات التي شهدتها طهران ومدن إيرانية أخرى في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وقال المبعوث الأميركي إلى إيران براين هوك خلال مؤتمر صحافي إنّ "عقوبات ستفرض على الجنرال بالحرس الثوري الإيراني حسن شافاربور المتهم بقمع تظاهرات ماهشهر في نوفمبر/تشرين الثاني بشكل دموي".
وأضاف هوك إنّ شافاربور "أشرف على قتل 148 إيرانيا عزل في مقاطعة ماهشهر".
تابع متحدثا للصحفيين في مقر الخارجية الأميركية إن " شافاربور سيخضع لحظر التأشيرة، مشيرا إلى أن ذلك أول ما سيتم اتخاذه ضد المسؤول العسكري الإيراني بموجب "سلطة عقوبات محددة"، حسب ما نقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية.
وأوضح هوك أن وزارة الخارجية الأميركية استندت في قرارها بفرض العقوبات على المسؤول الإيراني، على المعلومات التي حصلت عليها من رسائل الإيرانيين حول المظاهرات، لافتًا إلى أن الوزارة تلقت أكثر من 88 ألف رسالة.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو دعا المتظاهرين في إيران إلى توثيق انتهاكات النظام في الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في نوفمبر/تشرين الماضي، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وإرسال رسائل إلى الخارجية الأميركية.
كما أعلن هوك "سنستمر في تحميل مسؤولي النظام المسؤولية عن انتهاكات حقوق الإنسان".
وتمنع هذه العقوبات بشكل خاص شافاربور من الدخول إلى الولايات المتحدة، في خطوة رمزية في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب التي سبق أن شددت القيود على التأشيرات الممنوحة للإيرانيين والتي كانت صارمة بالأصل.
وشهدت طهران وعدة مدن إيرانية آنذاك احتجاجات واسعة على خلفية قرار حكومي يفي بزيادة أسعار المحروقات، وهو رفضه الشارع الإيراني بشدة معتبرا أن السلطة في طهران تسعى لتجاوز أزمة اقتصادية تتحمل مسؤوليتها، عن طرق فرض زيادة على المحروقات.
وحسب الإدارة الأميركية فإن قوات الأمن الإيرانية قتلت مئات المتظاهرين وألقت القبض على المئات أيضا، فيما تنفي طهران ذلك.
وتكتمت السلطات الإيرانية عن مقتل عشرات المتظاهرين العزل برصاص قوات الأمن، فيما أكدت منظمة الدولية مقتل نحو 200 على الأقل في مختلف أنحاء إيران.
وتشير أحدث التقارير بأن الحرس الثوري الذي يمثل اليد العليا للنظام الإيراني، ساهم بشكل أساسي في قتل المدنيين لوأد احتجاجات وصفتها السلطة الحاكمة بأنها مؤامرة خارجية لتبرير قمعها.
وللحرس الثوري وميليشياته الطاغية سجل حافل بالقمع والانتهاكات في التعامل مع أي احتجاجات، ترى فيها السلطة في إيران بمؤسستها السياسية والدنية ممثلة أساسا في المرشد الأعلى علي خامنئي ومرجعيته، تهديدا لوجودها ومصالحها.
والجدير بالذكر أن طهران تعيش حاليا على وقع احتجاجات طلابية تنديدا بتورط إيران إسقاط الطائرة الأوكرانية، ما تسبب في مقتل 176 مدنيا، فيما اعتمدت السلطة نهج القمع كعادتها لاحتواء الحراك الطلابي السلمي.