واشنطن تعاقب وجه النظام الإيراني

العقوبات تشمل تجميد أيّ أصول لظريف بالولايات المتحدة والحدّ من رحلاته الدولية، في تشديد جديد للضغوط على ايران.

واشنطن - قررت الولايات المتحدة فرض عقوبات على وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، مشددة بشكل إضافي حملة "الضغوط القصوى" على النظام الإيراني الذي تتهمه بزعزعة الاستقرار في الشرق الاوسط.
وقال مسؤول كبير في الادارة الاميركية رفض الكشف عن اسمه إن "ظريف هو وجه النظام الذي ينشر في الخارج الدعاية وحملات التضليل المؤيدة للبرنامج النووي التابع لايران وصواريخها البالستية وشبكاتها الارهابية".
وأوضحت وزارة الخزانة الأميركية أنّ العقوبات تشمل تجميد أيّ أصول لظريف بالولايات المتحدة أو تلك التي تُسيطر عليها كيانات أميركية. وستسعى واشنطن أيضا الى الحدّ من الرحلات الدولية لظريف.
وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين في بيان إن "ظريف يُنفّذ الأجندة المتهوّرة للمرشد الأعلى لإيران، وهو المتحدّث الرئيسي باسم النظام (الإيراني) في العالم". وأضاف "الولايات المتحدة تبعث رسالة الى النظام الإيراني مفادها أنّ سلوكه الأخير غير مقبول بتاتا".
ولم تكن هذه العقوبات مفاجئة بعدما اعلنت الولايات المتحدة في نهاية حزيران/يونيو عن عقوبات "شديدة" على المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي. وحذر الرئيس الاميركي دونالد ترامب انذاك من ان وزير الخارجية الايراني ستفرض عليه "قريبا" عقوبات مماثلة.
ورد ظريف على الفور قائلا ان واشنطن تحاول إسكات صوت ايران على الساحة الدولية.
وكتب في تغريدة "السبب الذي قدمته الولايات المتحدة لمعاقبتي، هو انني الناطق الرئيسي باسم ايران في العالم"، مضيفا "هل الحقيقة مؤلمة لهذا الحد"؟
وكان ظريف في صلب محاولات إيران لنزع فتيل التوتر مع الولايات المتحدة وبلدان أخرى في ما يتعلق ببرنامجها النووي المثير للجدل الذي تقول عنه واشنطن إنه مجرد غطاء لبرنامج سرّي لإنتاج أسلحة نووية.

وزير دعاية سياسية، وليس وزير خارجية

لكنّ مسؤولا رفيعا بادارة الرئيس دونالد ترامب قال إنّ الصورة الدبلوماسية التي كوّنها ظريف باعتباره معتدلا بحكم كونه يتكلم الانكليزية بطلاقة واتم دراسته في الولايات المتحدة الى جانب حس الفكاهة لديه، لا تعكس الحقيقة.
وأضاف المسؤول رافضا الكشف عن اسمه "القضية الرئيسية هي أنّه كانت لديه القدرة على الخداع، بإظهار نفسه محاورا صادقا ومنطقيا باسم النظام. ما نشير إليه اليوم، هو أنه (ظريف) ليس كذلك".
واتّهم الدبلوماسيّ نفسه، ظريف بالعمل كـ"وزير دعاية سياسية، وليس وزير خارجية".
وبالاضافة الى محاولات تجميد أصول ظريف، ستسعى واشنطن الى تقييد قدرته على العمل كدبلوماسي يجول العالم. إلا أنّ من المتوقع أنه سيكون قادرا على زيارة مقر الأمم المتحدة بنيويورك وإن كان تحت قيود مشددة.
اعتبر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن "هذا القرار يمثل محاولة جديدة لحرمان النظام الإيراني من الموارد الموَجّهة للإرهاب ولقهر الشعب الإيراني".
وأضاف بومبيو "بدلاً من استخدام موارد إيران الثمينة من أجل الاستثمار في شعبه الفخور والشجاع، يُسهّل النظام ويدعم الإرهاب، ويسجن ويُعذّب إيرانيّين أبرياء، ويُغذّي النزاعات الدوليّة في سوريا واليمن، وقامَ في الأسابيع الأخيرة بتوسيع برنامجه النووي".
وتابع "ظريف، وهو مسؤول كبير في النظام ويُشيد به، كان لسنواتٍ متواطئا مع هذه الأنشطة الضارّة".
وارتفعت أصوات في الولايات المتحدة ضدّ القرار الأميركي الذي بدا أنّه يُغلق الباب أمام الحوار مع طهران.
وكتب السناتور الجمهوري راند بول الذي حاول بدء وساطة مع إيران، على تويتر أنّ "فرض عقوبات على دبلوماسيّين يُضعِف الدبلوماسية".
وشدّد البيت الأبيض على أنّه مستعدّ دومًا لإجراء محادثات، لكن ليس مع ظريف. وقال مسؤول في الإدارة الأميركية "إذا وجب علينا أن يكون لدينا اتصال مع الإيرانيين، نريد شخصا يتّخذ القرارات".
وقال ظريف إنّ العقوبات "لن يكون لها أيّ تأثير" عليه وعلى أسرته. وكتب على تويتر "ليست لديّ أيّ ممتلكات أو أصول خارج إيران. شكرًا لأنّكم اعتبرتموني تهديداً".