واشنطن تعتزم زيادة جرعات الضغط على إيران

صندوق النقد الدولي يقدر أن إيران ستحتاج إلى سعر برميل نفط يبلغ 194.6 دولارا للوصول لتحقيق موازنة صفرية (تساوي الإيرادات مع النفقات) في العام المالي المقبل.

إيران تكابد للالتفاف على العقوبات الأميركية
أزمة مالية حادة تطرق أبواب طهران وسط شحّ في السيولة والنقد الأجنبي
صندوق النقد الأجنبي يتوقع انكماش الاقتصاد الإيراني بنسبة 9.5 بالمئة

القدس - أعلنت الولايات المتحدة اليوم الاثنين أنها تعتزم زيادة الضغط على إيران فيما تمارس إدارة الرئيس دونالد ترامب ضغوطا قصوى بالفعل لإجبار طهران على التفاوض على اتفاق جديد يشمل قيودا إضافية على برنامجيها النووي والباليستي وكبح الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشن في مؤتمر صحفي مشترك عقده في القدس الغربية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المنتهية ولايته "سنستمر في الضغط أكثر وأكثر وأكثر". إن الولايات المتحدة تعتزم زيادة الضغط على إيران، مضيفا "ننفذ حملة ضغط قصوى من خلال العقوبات وهي تنجح".

وقال نتنياهو إن إيران "تعمل جاهدة على إنتاج صواريخ باليستية باستطاعتها أن تطال أي هدف في الشرق الأوسط"، مضيفا إن "إيران تُشكل تهديدا على السلام في الشرق الأوسط برمته".

وتابع رئيس الوزراء الإسرائيلي إن " طهران تقوم بنشر صواريخ دقيقة في أماكن مختلفة بالمنطقة لا سيما اليمن لكي تستهدف الأراضي الإسرائيلية".

وجدد نتنياهو دعوته إلى "ضرورة تكثيف الجهود الدولية للتصدي لإيران وتشديد العقوبات المفروضة عليها".

ويأتي إعلان الوزير الأميركي بينما تكابد طهران لتجاوز أثر العقوبات الأميركية بفتح مسارات سرية لبيع نفطها أو بعمليات تلاعب عبر قنوات أخرى لتوفير العملة الأجنبية وسط أزمة سيولة وشحّ في النقد الأجنبي.  

وتطرق أزمة مالية حادة أبواب طهران على ضوء تدهور قيمة الريال الإيراني وتراجع إيرادات النفط بشكل حاد.

وقدّر صندوق النقد الدولي اليوم الاثنين، حاجة إيران إلى سعر برميل نفط يبلغ 194.6 دولارا للوصول لتحقيق موازنة صفرية (تساوي الإيرادات مع النفقات) في العام المالي المقبل.

وذكر الصندوق في تقرير الاثنين، أن العقوبات المفروضة على طهران، قلصت من إنتاج وصادرات الخام وخلقت عجزا في موازنتها المالية التي تبدأ في 21 مارس/آذار من كل عام.

ويبلغ سعر خام برنت تسليم ديسمبر/كانون الأول في تعاملات الاثنين 61.48 دولارا للبرميل.

ودخلت حزمة عقوبات أميركية على إيران في نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، طالت صناعة النفط والمدفوعات الدولية وهبطت بإنتاج البلاد لأدنى مستوى منذ 35 عاما.

وتراجع إنتاج إيران النفطي من متوسط 3.85 ملايين برميل يوميا قبل العقوبات إلى 2.15 مليون برميل يوميا في سبتمبر/أيلول الماضي، بحسب بيانات منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).

ومنتصف الشهر الحالي، خفض صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد الإيراني على خلفية العقوبات الأميركية، إلى انكماش نسبته 9.5 بالمئة مقارنة مع انكماش 6 بالمئة في توقعات سابقة.

كما توقع بلوغ نسبة التضخم 35.7 بالمئة خلال العام الجاري مقارنة مع 30.5 بالمئة خلال 2018، ثم يتراجع إلى 31 بالمئة في 2020.