واشنطن تعد بمساعدات اقتصادية مشروطة لبيونغيانغ

الولايات المتحدة تتعهد بإعادة بناء اقتصاد كوريا الشمالية المرهق بالعقوبات إذا وافق نظام كيم جونغ أون على التخلي عن السلاح النووي.

واشنطن - وعدت الولايات المتحدة الجمعة بمساعدة كوريا الشمالية على إعادة بناء اقتصادها الذي أرهقته العقوبات إذا وافق نظام كيم جونغ أون على التخلي عن السلاح النووي.

وصدرت هذه الوعود عن وزير الخارجية مايك بومبيو فيما أعرب مسؤولون أميركيون بارزون عن زيادة في التفاؤل قبيل قمة تاريخية في 12 حزيران/يونيو بين كيم والرئيس الأميركي دونالد ترامب.

بل إن بومبيو الذي أجرى محادثات مع الزعيم الكوري الشمالي الشاب في بيونغيانغ في نهاية الأسبوع الماضي، قال "هناك تفاهم جيد بين بلدينا حول الأهداف المشتركة".

وجاءت تصريحات بومبيو بعد محادثات أجراها مع نظيرته الكورية الجنوبية كانغ كيونغ-وا لتنسيق تحضيرات واشنطن وسيول للقاء التاريخي.

ويتخوف مراقبون من محاولة نظام كيم دق اسفين بين الحليفين مع اقتراب موعد القمة، بطرح مخاوف سيول من الحرب مقابل مخاوف واشنطن النووية.

لكن كل من كانغ وبومبيو أكدا على ضرورة "إزالة الأسلحة النووية بصورة دائمة وتامة يمكن التحقق منها" من شبه الجزيرة المجزأة.

ومن المقرر أن يستقبل ترامب الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن في البيت الأبيض في 22 أيار/مايو للجولة التالية من التحضير للقمة.

وقال بومبيو أن واشنطن "ستبقى ملتزمة المساعدة في تنمية الاقتصاد الكوري الشمالي الذي قوضه سوء الإدارة الداخلية وعقوبات دولية قاسية".

وأضاف "إذا اتخذت كوريا الشمالية إجراءات جريئة بالتخلي سريعا عن السلاح النووي، فإن الولايات المتحدة على استعداد للعمل معها من اجل تحقيق ازدهار على قدم المساواة مع أصدقائنا الكوريين الجنوبيين".

ومنذ اتفاق الهدنة في 1953 بين الشمال والجنوب، خرجت كوريا الجنوبية من دمار الحرب لتصبح من الدول الرائدة اقتصاديا في العالم.

الوفد الأميركي مع الوفد الكوري الشمالي
خطوات تمهيدية

محادثات جيدة

لكن الشمال بقي أحد أكثر الدول عزلة واقتصاده المتداعي تعرض لمزيد من الخسائر تحت ضغط عقوبات دولية متزايدة.

وفي السنة الماضية، أجج كيم وترامب العداء الدولي مع تبادلهما الاتهامات وهددا علنا بعمل عسكري مدمر ومباشر.

وأجرى نظام كيم أيضا تجارب صاروخية أقنعت مسؤولي الاستخبارات الأميركيين ومنهم بومبيو عندما كان رئيسا لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) بأن كوريا الشمالية يمكن أن تهدد مدنا أميركية.

لكن الرئيس الكوري الجنوبي مد اليد إلى الشمال وأجرى محادثات مباشرة مع جيرانه، وعندما دعا كيم ترامب إلى قمة لمناقشة نزع السلاح النووي تغيرت الأجواء.

وتوجه بومبيو إلى بيونغيانغ لإجراء محادثات وإعادة ثلاثة أميركيين كانوا محتجزين، والآن تم تحديد موعد للقمة في 12 حزيران/يونيو في سنغافورة.

وقال بومبيو "أجرينا محادثات جيدة، محادثات شملت مشكلات كبيرة ومعقدة، وتحديات وقرارات إستراتيجية مطروحة أمام الزعيم كيم".

وتابع بومبيو إن المحادثات تطرقت إلى الآلية التي ينوي من خلالها كيم "المضي قدما وما إذا كان مستعدا للتخلي كليا عن السلاح النووي مقابل ضمانات نحن على استعداد لتوفيرها له".

إلا أن وزير الخارجية الأميركي حذر بان الولايات المتحدة "ستطلب آلية تحقق صارمة ستتولاها مع شركاء من حول العالم لتحقيق هذه النتيجة".

وقال بومبيو "أنا واثق من أننا متفاهمان حول النتيجة التي يريدها الرئيس ترامب والزعيم كيم، وعلى ما اعتقد الرئيس مون أيضا".

وأبدت وزيرة الخارجية الكورية الجنوبية تفاؤلا مماثلاً مشددة على عدم وجود اختلاف بين مقاربتي واشنطن وسيول من المحادثات.

وقالت كانغ "اتفقنا على أن تكون القمة فرصة تاريخية لحل المسألة النووية الكورية الشمالية وضمان سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية".

وأضافت "أعدنا التأكيد على أن هدفنا هو التوصل إلى نزع تام ويمكن التحقق منه ودائم للأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية" واعدة بتنسيق "وثيق جدا".

الرئيس الكوري الشمالي يمسك يد رئيس حكومة كوريا الجنوبية
هل تبدد كل الجهود

جزرة وعصا

لكن وعد بومبيو الاقتصادي مقابل التلويح ب"بأقصى ضغوط" قد لا يطمئن المراقبين الذي يتخوفون من أن أهداف سيول وواشنطن ليست متوائمة تماما.

وحذر ابراهام دنمارك، الخبير في شؤون آسيا والمسؤول العسكري الأميركي البارز سابقا من "خطر تحرك مسار السلام بشكل أسرع من مسار نزع السلاح النووي".

وأوضح الخبير في مركز ويلسون للأبحاث ومقره العاصمة واشنطن "إذا حصل ذلك يمكن أن يمنح كوريا الشمالية فرصة لدق اسفين بين سيول وواشنطن".

وقدمت وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس ثلاث توصيات إلى ترامب السماح لخبراء بإبرام الاتفاق والأخذ بعين الاعتبار مصالح أطراف أخرى ومنها اليابان وكوريا الجنوبية وأن "لا يقلقه" إخراج الجيش الأميركي من المعادلة.

وقالت رايس في معهد هوفر بستانفورد "إذا تمكنا من التمسك بتلك المبادئ، ربما تنجح الجهود".

حتى الآن قدم النظام الكوري الشمالي وعودا غامضة ب"نزع السلاح النووي" لكنه لم يشرح علنا ما يعني ذلك أو متى قد يحصل أو كيف سيتم تطبيقه.

وعبارة "نزع الأسلحة النووية" هي من منظور كوريا الشمالية منذ سنوات مرادف لانسحاب القوات الأميركية من كوريا الجنوبية -- وهي فكرة رفضتها كانغ على ما يبدو.

وبعد محادثاتها مع بومبيو سعت إلى "التأكيد مرة أخرى على أن التواجد العسكري الأميركي في كوريا، مسألة متعلقة بالتحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة أولا وقبل كل شيء".

ويعتقد أن المتشددين في كوريا الشمالية يعتبرون السلاح النووي ضمانة ضد مساع خارجية للإطاحة بالنظام، لكن ترامب يصر على أنه لن يتهاون مع تطوير أسلحتهم.

كيم مع مستشاريه
هل يتخلي كيم عن السلاح النووي