واشنطن تعقد أول لقاء مع الحوثيين تمهيدا لإحياء مفاوضات السلام

مصدران يؤكدان أن مسؤولين أميركيين كبار عقدوا الأسبوع الماضي في مسقط اجتماعا هو الأول مع ممثلين عن جماعة الحوثي، فيما تسعى إدارة الرئيس جو بايدن لتهيئة الأرضية لكسر جمود محادثات السلام.
المبعوث الأميركي لليمن ناقش مع الحوثيين ضرورة وقف إطلاق النار
واشنطن تحيط مباحثاتها مع الحوثيين بالسرية لدفع جهود السلام
إدارة بايدن تتبع سياسة العصا والجزرة في التعامل مع الحوثيين
المبعوث الأميركي لليمن يعود للرياض لمزيد من المشاورات

مسقط - قال مصدران مطلعان إن مسؤولين أميركيين كبارا عقدوا أول اجتماع مباشر مع مسؤولين من جماعة الحوثي اليمنية في سلطنة عمان، مع سعي الإدارة الأميركية الجديدة إلى وضع نهاية للحرب اليمنية المستمرة منذ ست سنوات.

وأضاف المصدران أن المناقشات التي لم يعلن عنها أي طرف جرت في مسقط في 26 فبراير/شباط بين المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينج وكبير المفاوضين الحوثيين محمد عبدالسلام.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في إفادة صحفية اليوم الأربعاء إن ليندركينج عاد إلى الرياض لإجراء مزيد من المشاورات مع السعودية بشأن حل الصراع في اليمن، مضيفا أنه التقى مع مسؤولين حكوميين كبار ومبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن خلال زيارة للمنطقة. وأحجم عن الكشف عما إذا كان غريفيث التقى بممثلين عن الحوثيين.

وسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء في عام 2014 كما يسيطرون على معظم المناطق السكنية. ويقاتل تحالف بقيادة السعودية الحوثيين بدعم غربي ضمني منذ عام 2015 في حرب قتل فيها عشرات الآلاف، وتسببت فيما تصفها الأمم المتحدة بأكبر أزمة إنسانية في العالم.

ويتفاوض السعوديون والحوثيون بشكل مباشر وتحت رعاية الأمم المتحدة منذ أكثر من عام بهدف التوصل إلى هدنة، إلا أن المتمردين المدعومين من إيران لا يتوقفون عن انتهاك اتفاقيات رعتها المنظمة الدولية.

وقال مصدر إن اجتماع مسقط كان جزء من سياسة "العصا والجزرة" الجديدة التي يتبناها الرئيس الأميركي جو بايدن الذي أعلن الشهر الماضي وقف الدعم الأميركي للحملة العسكرية التي تقودها السعودية. وألغى أيضا قرارا للرئيس السابق دونالد ترامب بتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية.

وفرضت وزارة الخزانة الأميركية أمس الثلاثاء عقوبات جديدة على اثنين من قادة الحوثيين العسكريين، متهمة إياهما بجلب أسلحة من إيران وتنظيم هجمات بعدما كثف المتمردون الهجمات على السعودية وصعدوا هجوما على مأرب باليمن.

والتقى ليندركينج مع عبدالسلام في مسقط، بعد اجتماعه مع مسؤولين من السعودية والأمم المتحدة في الرياض. كما زار الإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر خلال جولته بالمنطقة. ولعبت الإمارات دورا رئيسيا في الحملة التي تقودها السعودية في اليمن.

وذكر المصدران أن ليندركينج طالب الحوثيين بوقف هجوم مأرب وشجع الحركة على الدخول بجدية في محادثات مع الرياض بشأن وقف إطلاق النار.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن ليندركينج يعقد اجتماعات مع مسؤولين حكوميين كبار في المنطقة والتقى خلال جولته مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص مارتن غريفيث، مضيفا "لن نصدر تعليقات على كل مناقشاته".

وتسعى السعودية في محادثات وقف إطلاق النار إلى الحصول على ضمانات بشأن أمن الحدود وكبح نفوذ إيران. وقال المصدران إن مستوى التمثيل السعودي في المحادثات الافتراضية ارتفع في الآونة الأخيرة، إذ أن السفير السعودي لدى اليمن محمد الجابر يتحدث حاليا مع عبدالسلام.

وتريد الرياض إقامة منطقة عازلة داخل اليمن على طول الحدود. ويريد الحوثيون إنهاء الحصار على ميناء الحديدة اليمني ومطار صنعاء.

وقال مصدر إنه إذا تم التوصل إلى اتفاق، فسيتم إحالته إلى مبعوث الأمم المتحدة غريفيث للتجهيز لمحادثات سلام أوسع نطاقا تشمل الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا التي تدعمها السعودية والمتمركزة حاليا في عدن.

وتحول تركيز الحرب صوب منطقة مأرب المنتجة للغاز حيث قُتل المئات في هجوم للحوثيي، في أشد المعارك فتكا منذ عام 2018.

وتحدثت تقارير اليوم الأربعاء عن اشتباكات عنيفة حول مأرب ومدينة تعز التي تدور حولها أيضا معارك شرسة.