واشنطن تفرض عقوبات على تركيا أخف من المتوقع

العقوبات الأميركية تشمل إلى جانب الوكالة الحكومية التركية لشراء وتطوير الأسلحة، رئيس الوكالة وثلاثة من موظفيها في قرار شكل صدمة لتركيا التي استبعد رئيسها مرارا التعرض لإجراء عقابي أميركي بسبب منظومة اس 400 الروسية.
أردوغان أجل مناقشة القضايا الخلافية مع واشنطن على أمل الخروج من المأزق
تركيا بدأت تدفع ثمن مكابرة أردوغان وخصوماته الشعبوية مع الحلفاء والشركاء
موسكو تصف العقوبات الأميركية على تركيا بالسلوك المتغطرس
أنقرة تندد بالعقوبات الأميركية وتلوح عبثا بـ"الرد المناسب"
بومبيو: على تركيا أن تفهم الرسالة.. سنطبق القانون الأميركي بلا تساهل
رئيس إدارة الصناعات الدفاعية التركية يتوقع ألا يكون هناك أثر كبير للعقوبات الأمريكية

واشنطن/أنقرة/موسكو - قررت الولايات المتحدة فرض عقوبات على الوكالة الحكومية التركية المكلفة بشراء الأسلحة لحيازة أنقرة منظومة الدفاع الجوي الروسية من طراز "إس-400"، وفق ما أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الاثنين، فيما نددت كل من أنقرة وموسكو بتلك العقوبات التي جاءت اخف مما كان متوقعا وهي ايضا آخر قرار للرئيس الأميركي المنتهية ولايته والذي من المقرر ان يغادر البيت الأبيض بعد نحو شهر. 

وتاتي العقوبات الأميركية بينما تكابد تركيا لإعادة ترميم علاقاتها الخارجية مدفوعة بتردي وضعها الاقتصادي نتيجة الخصومات التي أثارها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع الحلفاء والشركاء الغربيين.

وبعد أن أتمت صفقة صواريخ اس 400 الروسية، وجدت أنقرة نفسها عالقة في أزمة مع الحليف الأميركي والشركاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وهي واحدة من أكثر من مأزق تتورط فيه، فيما تنتظرها أيضا عقوبات أوروبية هي اقرب من اي وقت مضى على خلفية التوترات التي أثارتها في ليبيا وسوريا وشرق المتوسط.   

وقال بومبيو في تغريدة على حسابه بتويتر إن "الإجراءات التي اتخذت اليوم تبعث برسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة ستطبّق القانون الأميركي بشكل كامل ولن تتساهل حيال أي صفقات كبيرة تتم مع قطاعي الدفاع والاستخبارات الروسيين".

وأعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنها ستمنع جميع تراخيص التصدير إلى "إدارة الصناعات الدفاعية" وسترفض منح أي تأشيرات لرئيسها إسماعيل دمير.

وسلّمت روسيا تركيا العام الماضي منظومة الدفاع الجوي إس-400 رغم التحذيرات من أن الأمر لا يتوافق مع عضوية أنقرة في حلف شمال الأطلسي.

ونبه أردوغان إلى أن فرض العقوبات سيكون خطوة "تفتقد إلى الاحترام"، بينما مضت حكومته قدما بإجراء اختبارات على المنظومة الروسية.

وأضاف بومبيو "الولايات المتحدة أوضحت لتركيا على أعلى المستويات في مناسبات عديدة أن شراءها لمنظومة إس-400 سيشكّل خطرا على أمن التكنولوجيا العسكرية الأميركية والعاملين فيها وسيوفر تمويلا كبيرا لقطاع الدفاع الروسي ولوصول الروس إلى القوات المسلحة التركية وقطاعها الدفاعي".

وتابع "لكن تركيا قررت رغم ذلك المضي قدما بشراء واختبار منظومة إس-400 رغم وجود أنظمة قابلة للتشغيل المتبادل تابعة لحلف شمال الأطلسي كبديل يفي باحتياجاتها الدفاعية".

وكانت الولايات المتحدة طردت تركيا من الجهود المشتركة لتطوير مقاتلة "إف-35".

تركيا اختبرت قبل فترة منظومة الصواريخ الروسية اس 400 رغم التحذيرات الأميركية
تركيا اختبرت قبل فترة منظومة الصواريخ الروسية اس 400 رغم التحذيرات الأميركية

ونددت الخارجية التركية بتلك العقوبات ووصفتها بأنها خطأ جسيم. وقالت اليوم الاثنين إنها سترد بما هو ضروري بعدما دعت واشنطن مرارا إلى حل المسألة عبر الحوار.

وقالت إن العقوبات غير مبررة بعدما رفضت واشنطن مرارا عرض تركيا تشكيل مجموعة عمل مشتركة داعية شريكتها في حلف شمال الأطلسي إلى مراجعة القرار "الجائر" الذي سيضر بالعلاقات الثنائية.

ودعت الخارجية التركية الولايات المتحدة لـ "إعادة النظر في هذا القرار غير المنصف ونكرر استعدادنا لبحث القضية عبر الحوار والدبلوماسية، انسجاما مع روح التحالف".

وقال إسماعيل دمير رئيس أكبر هيئة لتطوير الصناعات الدفاعية التركية إن العقوبات الأميركية المفروضة عليه وعلى الهيئة بسبب شراء أنقرة منظومة دفاع صاروخي روسية لن يكون لها أثر كبير على العلاقات وإنها قد تدعم التطوير المحلي رغم أن وزير الدفاع قال إن الخطوة "هزت" تحالف البلدين.
وقال دمير اليوم الثلاثاء في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول الرسمية للأنباء "نتوقع ألا يؤثر ذلك على علاقاتنا بدرجة كبيرة... نحن حلفاء في حلف شمال الأطلسي. وكما قالوا هم، هناك تعاون مع تركيا في العديد من المجالات. نحن وهم نتوقع أن يستمر ذلك".

نددت روسيا بدورها بالعقوبات الأميركية على تركيا التي وصفتها بأنها "غير مشروعة" وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي "إنه تعبير جديد عن سلوك متغطرس إزاء القانون الدولي، تعبير عن إجراءات إكراهية أحادية وغير مشروعة تستخدمها الولايات المتحدة منذ أعوام عديدة، منذ عقود يمينا ويسارا".

وكان الرئيس التركي قد أعلن قبل أيام أن تأجيل مناقشة القضايا الخلافية مع واشنطن إلى ما بعد تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن. وسبق للأخير أن وصف أردوغان بالمستبد وانتقد سياساته ونهجه الصدامي.

وإلى وقت قريب كانت تركيا تمني النفس بعدم اتخاذ إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته أي قرار بحقها نتيجة اختبارها للمنظومة الدفاعية الروسية، معولة على ليونة أبداها دونالد ترامب طيلة حكمه إزاء التمادي التركي.

وكان قد حمل إدارة الرئيس السابق الديمقراطي المسؤولية عن التقارب الروسي التركي، مشيرا إلى أن أنقرة طلبت في السابق شراء منظومة الدفاع الصاروخي الأميركية 'باتريوت'، لكن إدارة أوباما امتنعت.