
واشنطن تقترب من اتفاق مشروط مع طالبان
كابول- قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اليوم الثلاثاء لقد بدأنا مناقشات مع ممثلي حركة طالبان حول الوجود العسكري الأجنبي في الأراضي الأفغانية، مضيفا خلال زيارة غير معلنة لأفغانستان أن "كل الأطراف متفقة على أن وضع اللمسات الأخيرة على تفاهم بين واشنطن وطالبان سيفتح الباب أمام الحوار بين الأفغان".
وتابع الوزير الأميركي "إننا "قريبون من إبرام مسودة توضح التزامات طالبان بالانضمام إلى الأفغان بضمان ألا تصبح أفغانستان مرة أخرى ملاذا للإرهابيين"، مضيفا "أوضحنا لحركة طالبان أننا مستعدون لإخراج قواتنا من أفغانستان إلا أننا لم نتفق بعد على جدول زمني لذلك".
وأعرب عن أمله في التوصل إلى اتفاق سلام مع حركة طالبان الأفغانية "قبل الأول من سبتمبر (أيلول)" وذلك أثناء أول زيارة يقوم بها إلى كابول منذ بدأت واشنطن محادثات السلام مع الحركة المتشددة العام الماضي.
والتقى بومبيو الرئيس الأفغاني أشرف غني والجنرال سكوت ميلر الذي يقود بعثة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان وجهود الحرب الأميركية في البلد الذي تمزقه الحروب منذ عقود، وعدد من كبار المسؤولين الأفغان خلال زيارته غير المعلنة التي تستغرق يوما واحدا. وقال إن تحقيق السلام هو "على رأس أولويات" واشنطن.
وفي سبتمبر/ايلول الماضي بدأت الولايات المتحدة جهودا جديدة للتفاوض مع طالبان لإنهاء أطول حرب تشارك فيها الولايات المتحدة.

وقال بومبيو خلال الزيارة "آمل في التوصل إلى اتفاق سلام قبل الأول من سبتمبر، وهذه بالتأكيد مهمتنا".
ومن المقرر إجراء الجولة التالية من المحادثات بين طالبان وواشنطن في 29 حزيران/يونيو في الدوحة.
وتركزت المحادثات على أربعة محاور هي مكافحة الإرهاب ووجود القوات الأجنبية، والحوار بين الأفغان والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار. وأصرت طالبان على مغادرة القوات الأجنبية ورفضت التحدث مع الحكومة الأفغانية في كابول.
وقال بومبيو إن واشنطن شبه مستعدة للتوصل إلى "مسودة نص" يجدد وعود طالبان بعدم السماح باستخدام أفغانستان قاعدة للإرهاب الدولي مرة أخرى.
وتابع "في ضوء هذا التقدم بدأنا مناقشات مع طالبان بشأن وجود القوات الأجنبية، مضيفا "رغم أنني أوضحت لطالبان أننا مستعدون لسحب قواتنا، أريد أن أوضح أننا لم نتفق بعد على الجدول الزمني".
وتأتي زيارة بومبيو وسط تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران. وحذر محللون من أن الحرب مع طهران قد يكون لها تأثير مدمر على جهود واشنطن للتوصل إلى اتفاق سلام في أفغانستان.
وتتشارك إيران وأفغانستان حدودا بطول 900 كلم وتتسم العلاقات بينهما بـ"التعقيد".
وأشار قلب الدين حكمتيار زعيم الحرب الافغاني سابقا على هامش مؤتمر في باكستان السبت الماضي إلى أن اندلاع حرب بين الولايات المتحدة وإيران سيؤثر على عملية السلام في أفغانستان.
وتوقف بومبيو في كابول في زيارة غير معلن عنها وهو في طريقه إلى نيودلهي لعقد اجتماعات مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ومسؤولين آخرين.
وتأتي زيارته إلى أفغانستان قبل جولة سابعة من محادثات السلام بين قادة طالبان والمسؤولين الأميركيين تهدف إلى إيجاد تسوية سياسية لإنهاء الحرب المستمرة منذ 18 عاما.