واشنطن تقتل 4 من عناصر ميليشيا عراقية موالية لإيران
بغداد - قُتل أربعة على الأقل من مقاتلي حركة 'النجباء' العراقية الموالية لإيران، من بينهم قيادي، وأصيب ستة آخرون في هجوم بطائرة مُسيرة استهدف مقر الفصيل في شرق بغداد اليوم الخميس، في أحدث ردّ على استهداف أذرع طهران للمصالح والقوات الأميركية وتروّج لذلك على أنه يأتي في سياق دعم غزة.
وقالت مصادر الشرطة وشهود إن صاروخين على الأقل سقطا داخل مبنى تستخدمه حركة النجباء العراقية أحد أبرز فصائل الحشد الشعبي، فيما قال متحدث باسم الجماعة إن عدد القتلى ارتفع إلى أربعة بعد وفاة أحد المقاتلين متأثرا بجراحه وأكدت مصادر صحية الحصيلة.
وقال أبوعقيل الموسوي، القائد المحلي للفصيل العراقي "سوف ننتقم من الأميركان ونجعلهم يندمون على ارتكاب هذا الاعتداء".
ومنذ الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة تنفذ فصائل مسلحة حليفة لإيران ومرتبطة بالحشد الشعبي، تطلق على نفسها "المقاومة الإسلامية في العراق"، هجمات بشكل شبه يومي ضد المصالح والقواعد الأميركية.
وأعلنت حركة النجباء في بيان اليوم الخميس مقتل "معاون قائد عمليات حزام بغداد بالحشد الشعبي الحاج مشتاق طالب السعيدي (أبوتقوى) ومرافقه في قصف أميركي غادر على مقر الدعم اللوجستي في بغداد".
وقال مصدر أمني عراقي مفضّلاً عدم الكشف عن هويته إن "طائرة مسيّرة استهدفت مقر الدعم اللوجستي للحشد الشعبي في شارع فلسطين في شرق بغداد"، ما أسفر عن مقتل "عنصرين وإصابة سبعة آخرين بجروح". وأكّد مصدر في الحشد الشعبي هذه الحصيلة فيما نسب القصف إلى الولايات المتحدة.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها قناة "صابرين نيوز" المقربة من الحشد الشعبي على تطبيق تلغرام سحب دخان تتصاعد من المبنى الذي تعرّض للقصف.
وحمّل العراق في بيان التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية 'داعش' الذي تقوده واشنطن المسؤولية عن "هجوم غير مبرر على جهة أمنية عراقية تعمل وفق الصلاحيات الممنوحة لها من قبل القائد العام للقوات المسلحة".
وقال بيان صادر عن يحيى رسول المتحدّث باسم رئيس الوزراء إن "القوات المسلحة العراقية تحمّل قوات التحالف الدولي مسؤولية هذا الهجوم".
وأضاف أن "هذا الاستهداف تصعيد خطير واعتداء على العراق" ومن شأنه أن "يقوّض جميع التفاهمات ما بين القوات المسلحة العراقية وقوات التحالف الدولي".
وينبغي على حكومة محمد شياع السوداني التي وصلت إلى السلطة بدعم من أحزاب وتيارات موالية لإيران، ومنها مرتبطة بالحشد الشعبي، أن تمارس سياسة التوازن للحفاظ على علاقتها مع واشنطن ذات الأبعاد الإستراتيجية مع واشنطن.
وأحصت واشنطن حتى الآن أكثر من 115 هجوماً ضدّ قواتها في العراق وسوريا منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول، أي بعد عشرة أيام على اندلاع الحرب في غزة، وفق حصيلة أفاد بها مسؤول عسكري أميركي.
وتندد الفصائل الموالية لإيران بالدعم الأميركي لإسرائيل في حربها ضد حماس التي اندلعت مع شن الحركة هجوما غير مسبوق داخل إسرائيل قبل نحو 3 أشهر.
وردّت واشنطن أكثر من مرّة على تلك الهجمات بقصف مواقع للفصائل المسلحة في العراق ومواقع مرتبطة بإيران في سوريا.
وأواخر ديسمبر/كانون الأول قتل عنصر من فصيل عراقي موالٍ لإيران إثر قصف أميركي في وسط مدينة الحلة في محافظة بابل بوسط العراق.
وتنشر الولايات المتحدة 2500 عسكري في العراق ونحو 900 في سوريا في إطار مكافحة تنظيم الدولة الاسلامية ضمن التحالف الدولي الذي أنشئ في العام 2014. ونهاية العام 2021، أعلنت بغداد انتهاء المهمة "القتالية" للتحالف وتحوّلها إلى مهمة "استشارية".
وأعلن السوداني الشهر الماضي أن العراق "في طور إعادة ترتيب العلاقة" مع التحالف الدولي، قائلا "في ظل وجود قوات عراقية متمكنة فإن الحكومة ماضية باتجاه إنهاء وجود القوات الأميركية والدولية".