واشنطن تقدم للخرطوم حزمة مساعدات إنسانية بعد التطبيع

بومبيو يعلن أن بلاده ستمنح السودان 81 مليون دولار من المساعدات للاستجابة للأزمة الإنسانية.
المعارضة السودانية ترفض توقيع اتفاق التطبيع مع إسرائيل

واشنطن - أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو السبت، أن الولايات المتحدة ستقدم "81 مليون دولار من المساعدات للاستجابة للأزمة الإنسانية في السودان".

وأكد بومبيو في تغريدة عبر حسابه على تويتر، أن المساعدات "ستوفر الحماية الضرورية والمأوى والرعاية الصحية الأساسية والمساعدة الغذائية الطارئة والتعليم والمياه والصرف الصحي وخدمات النظافة للاجئين والنازحين داخليا، ونُزُل للمجتمعات الضعيفة".

وتأتي هذه المساعدات بعد يوم من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة، اتفاق السودان وإسرائيل على تطبيع العلاقات.

وجاء إعلان ترامب بعد وقت قصير من إخطاره الكونغرس باعتزامه شطب السودان من قائمة "الدول الراعية للإرهاب".

ويُنظر على نطاق واسع إلى إلغاء التصنيف الساري منذ 27 عاما، على أنه مرتبط بالاتفاق مع إسرائيل، حيث رهنت واشنطن سحب الخرطوم من لائحة الإرهاب بالتطبيع، وذلك ضمن حملة الدبلوماسية الأميركية المكثفة لدفع مزيد من الدول العربية نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

فيما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كايلي ماكناني في بيان، إن الإخطار الرسمي للكونغرس "يأتي في أعقاب اتفاق السودان الأخير على حل بعض دعاوى ضحايا الإرهاب الأميركيين وعائلاتهم".

وعقب الإعلان أعلنت قوى سياسية سودانية عدة رفضها القاطع للتطبيع مع إسرائيل، بينها أحزاب مشاركة في الائتلاف الحاكم.

وهذه القضية حساسة في السودان الذي كان سابقا منتقدا متشددا لإسرائيل، وهناك انقسام في الآراء بين القادة العسكريين والمدنيين الذين يقودون فترة انتقالية بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في أبريل/نيسان 2019 بعد احتجاجات استمرت شهورا.

ومن بين الذين انتقدوا الاتفاق قوى الإجماع الوطني، وهو تحالف يساري وعنصر رئيسي في تحالف قوى الحرية والتغيير الذي انبثق من الانتفاضة ضد البشير.

كما ندد حزب المؤتمر الشعبي السوداني وهو فصيل إسلامي يدعم البشير، بهذه الخطوة. وهدد زعيم المعارضة المخضرم الصادق المهدي الخميس بسحب دعم حزب الأمة من الحكومة إذا مضت قدما في ذلك.

ويقول بعض السودانيين إنهم قد يقبلون التطبيع، إذا كان ذلك في مصلحة السودان الاقتصادية ولم تخرج ضده احتجاجات في الشوارع، لكن آخرين يعارضون ذلك.

ويجعل الاتفاق السودان ثالث دولة عربية تنحي العداء مع إسرائيل جانبا هذا العام، رغم أن بعض المسؤولين السودانيين قالوا إنه يجب موافقة برلمان انتقالي لم يتم تشكيله بعد على الاتفاق.

ووافق السودان على تسوية مع الناجين وعائلات ضحايا هجمات تنظيم القاعدة عام 1998 على سفارتي الولايات المتحدة في تنزانيا وكينيا، وهجوم 2000 على المدمرة الأميريكية "يو إس إس كول"، ومقتل جون غرانفيل، موظف الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بالخرطوم في 2008.

وإبان هذه الفترة استقبل البشير بالخرطوم زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن.

وحولت الحكومة الانتقالية في السودان 335 مليون دولار إلى "حساب ضمان لهؤلاء الضحايا وعائلاتهم"، بحسب بيان للبيت الأبيض.

والجمعة أعلن وزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمر الدين، أن الحكومة الانتقالية وافقت على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، موضحا أن "المصادقة عليه تظل من اختصاص الأجسام التشريعية"، وفق وكالة الأنباء الرسمية.

وبذلك يصبح السودان الدولة العربية الخامسة التي توافق على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، بعد مصر (1979)، والأردن (1994)، والإمارات والبحرين (2020).