واشنطن تقر بفشل مسار أستانة في حلحة أزمة سوريا

الولايات المتحدة تعتبر ان محادثات استانة لم تؤدّ سوى إلى طريق مسدود في ما يتعلّق بصياغة دستور سوري جديد وتراهن على مفاوضات في جنيف.
واشنطن تعتبر أن إنشاء هذه اللجنة الدستوريّة وانعقادها في جنيف بحلول نهاية العام هو أمر حيويّ

واشنطن ـ اعتبرت الولايات المتحدة الخميس أنّ مسار استانة الذي ترعاه روسيا وإيران وتركيا في سوريا لم يؤدّ سوى إلى "طريق مسدود" في ما يتعلّق بصياغة دستور سوري جديد، مشدّدةً على ضرورة التوصّل إلى انفراجة بحلول نهاية العام.

والخميس، عبّر مبعوث الأمم المتّحدة الخاصّ إلى سوريا ستافان دي ميستورا عن أسفه "لفرصة ضائعة" في جهود التوصّل إلى حلّ سياسي في سوريا مع اختتام محادثات استانة التي لم تُحقّق تقدّمًا نحو إنهاء النزاع في هذا البلد.

وفي بيان، عبّرت وزارة الخارجية الأميركيّة أيضًا عن الأسف لعدم تحقيق تقدّم.

وقالت المتحدّثة باسم الخارجيّة هيذر ناورت "على مدى عشرة أشهر، أدّت مبادرة استانا/سوتشي إلى مأزق" في ما يتعلّق باللجنة الدستوريّة السوريّة.

واعتبرت أنّ "إنشاء هذه اللجنة الدستوريّة وانعقادها في جنيف بحلول نهاية العام، هو أمر حيويّ من أجل تخفيف التوتّر بشكل مستدام وحلّ سياسي للنزاع".

وأشارت ناورت إلى أنّ "روسيا وإيران تواصلان استخدام هذا المسار (استانة) من أجل إخفاء رفض نظام الأسد المشاركة في العملية السياسية" برعاية الأمم المتّحدة.

وشدّدت على أنّه "لا يمكن تحقيق أيّ نجاح، من دون أن يُحمّل المجتمع الدولي دمشق المسؤولية الكاملة عن عدم إحراز تقدّم في حلّ النزاع".

في إطار الإصلاحات السياسية التي أوصت بها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب السورية، من المفترض إصلاح دستور البلاد وإجراء انتخابات جديدة. لكن الحكومة السورية رفضت مشاركة الأمم المتحدة في اختيار أعضاء اللجنة المسؤولة عن إجراء التعديلات ولم تتحرك العملية منذ يناير كانون الثاني.

وقال مكتب دي ميستورا "المبعوث الخاص دي ميستورا يأسف بشدة... لعدم إحراز تقدم ملموس للتغلب على الجمود المستمر منذ عشرة أشهر في تشكيل اللجنة الدستورية".

وأضاف "كانت هذه المرة الأخيرة التي يعقد فيها اجتماع في آستانة عام 2018، ومن المؤسف بالنسبة للشعب السوري، أنها كانت فرصة مهدرة للإسراع في تشكيل لجنة دستورية ذات مصداقية ومتوازنة وشاملة يشكلها سوريون ويقودها سوريون وترعاها الأمم المتحدة".

وقالت الدول الثلاث في بيان مشترك صدر بعد المحادثات إنها "ستكثف" المشاورات لتشكيل اللجنة في أقرب وقت ممكن. وقال مبعوث روسيا إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف في إفادة في آستانة بعد المحادثات "يرى الجانب الروسي نتيجة الاجتماع إيجابية".

ووسط حالة من الجمود السياسي، اتفقت روسيا حليفة دمشق، وتركيا التي تدعم المعارضة السورية في سبتمبر أيلول على إقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح حول إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في سوريا.

لكن تكرر تبادل القصف منذ ذلك الحين واستهدفت ضربات جوية المنطقة يوم الأحد لأول مرة منذ إبرام الاتفاق.

وعبرت موسكو وطهران وأنقرة أيضا عن القلق إزاء انتهاكات وقف إطلاق النار في المنطقة منزوعة السلاح في إدلب بشمال غرب سوريا وقالت إنها "ستعزز جهودها لضمان الالتزام به"، لكنها شددت على الحاجة لمواصلة "محاربة الإرهاب" هناك.

وقال يان إيجلاند مستشار دي ميستورا للشؤون الإنسانية في مقابلة مع رويترز في جنيف إنه ينبغي لروسيا وتركيا التفاوض مع الجماعات المسلحة في إدلب، حتى تلك الجماعات المدرجة على قائمة الإرهاب، من أجل حماية المدنيين وتعزيز المصالحة اللازمة لتحقيق السلام.

وقال إيجلاند "كثيرون شريرون للغاية لكن سيكون من الخطأ ألا نعطيهم أي خيار سوى القتال حتى آخر رجل وآخر مدني في المناطق التي يسيطرون عليها".