واشنطن تكشف عن أدلة لتورط إيران في دعم الهجمات في البحر الأحمر

أعضاء بمجلس الشيوخ الأميركي يشككون في جدوى استراتيجية بايدن مع الحوثيين.
اتهامات لحزب الله بالتورط في دعم هجمات الحوثيين في البحر الأحمر
النائب كريس مورفي يؤكد أن التوصل لهدنة مع حماس ستمكن من وقف هجمات الحوثيين
سفينة حربية ألمانية تسقط طائرتين مسيرتين في البحر الأحمر

واشنطن - أفاد مسؤول أميركي الثلاثاء أن نشطاء من إيران وحزب الله اللبناني يقدمون الدعم داخل اليمن للمتمردين الحوثيين لشن هجماتهم ضد الملاحة الدولية مشيرا لأدلة قاطعة حول هذا الدعم رغم النفي الإيراني المتكرر لهذه الاتهامات.
وقال المبعوث الأميركي الخاص لليمن تيم ليندركينغ أمام لجنة فرعية في مجلس الشيوخ إن إيران "تجهّز وتسهّل" هجمات الحوثيين التي استدعت ردا عسكريا من الولايات المتحدة وبريطانيا مضيفا "تشير تقارير عامة موثوقة إلى أن عددا كبيرا من نشطاء حزب الله الايرانيين واللبنانيين يدعمون هجمات الحوثيين من داخل اليمن".
وتابع "لا أستطيع أن أتخيّل أن الشعب اليمني يريد هؤلاء الإيرانيين في بلاده. هذا يجب أن يتوقف".

لا أستطيع أن أتخيّل أن الشعب اليمني يريد هؤلاء الإيرانيين في بلاده. هذا يجب أن يتوقف

وكان البيت الأبيض في اتهم في كانون الأول/ديسمبر إيران بأنها "متورطة إلى حد كبير" في التخطيط للهجمات التي يقول الحوثيون إنهم يشنونها تضامنا مع الفلسطينيين في غزة. وليندركينغ الذي تعامل مع الحوثيين منذ وصول الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض، أقر بأنه لم يتم ردع المتمردين.
واعتبر المبعوث الأميركي أن مواصلة الحوثيين شن الهجمات "وقولهم علنا إنهم لن يتوقفوا حتى يتم وقف إطلاق النار في غزة، مؤشر على أننا لسوء الحظ لم نصل بعد إلى النقطة التي يعتزمون فيها التراجع".
وأثارت حملة القصف الجوي الأميركية في اليمن شكوكا بنجاعتها لدى بعض أعضاء مجلس الشيوخ من الحزب الديموقراطي الذي ينتمي إليه بايدن.
ووافق كريس مورفي الذي يرأس اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية المعنية بالشرق الأوسط بمجلس الشيوخ، على أن الولايات المتحدة لديها "التزام بالرد" على الهجمات ضد السفن، لكنه أضاف "لدي قلق بشأن الفعالية".
وأشار إلى أن الغارات الأميركية والبريطانية طاولت عددا من المواقع التي سبق أن استهدفتها حملة جوية ضخمة بقيادة السعودية في الفترة ما بين عامي 2015 و2022.
وسأل مورفي "إذا كانت 23 ألف غارة جوية شنها السعوديون غير فعالة في تغيير المسار عسكريا واستعادة الردع، فكيف يمكننا أن نثق بأن حملة الضربات الجوية التي نقوم بها ستكون لها نتيجة مختلفة".
من جانبه قال السناتور الديمقراطي إن لديه مخاوف جدية بشأن السلطة القانونية التي كانت إدارة بايدن تعتمد عليها في الضربات وكذلك تأثيرها مضيفا "عند السعي لإرساء الردع، لا أعتقد أنك ستفعل ذلك إذا أصبحت الضربات المئتين 400 ضربة، أو 800، أو 1200 ضربة".
وأضاف "أعتقد أنكم ستعيدون إرساء الردع عندما نحصل على صفقة رهائن تقودنا إلى هدنة، وتقودنا إلى توصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتقودنا إلى القدرة على مناقشة إمكانية تمديد فترة الهدنة مهما كانت".
وقال السناتور الجمهوري تود يونج إن لديه شكوكا بشأن استراتيجية الإدارة الأميركية مضيفا "من الضروري أن ترد الإدارة على هذه التصرفات مع إظهار أنها استراتيجية لردع العدوان وكذلك عقيدة قانونية مناسبة". "حتى الآن، لم أر مثل هذه الاستراتيجية مطروحة."

وقد أعلنت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" اليوم الأربعاء إسقاط 5 مسيّرات هجومية لجماعة الحوثي اليمنية في البحر الأحمر، عبر طائرات أمريكية وسفينة حربية تابعة للتحالف مضيفة في بيان "أسقطت الطائرات الأميركية وسفينة حربية تابعة للتحالف، مساء الثلاثاء بتوقيت صنعاء، 5 طائرات بدون طيار مدعومة من إيران تابعة للحوثيين في البحر الأحمر".

وأضافت أنها "حددت هذه المسيّرات القادمة من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، وقررت أنها تمثل تهديدًا وشيكًا للسفن التجارية والبحرية الأمريكية وسفن التحالف في المنطقة".

وقال مسؤولون ألمان إن سفينة حربية ألمانية أسقطت طائرتين مسيرتين في البحر الأحمر الثلاثاء وسط تصاعد هجمات الحوثيين في اليمن وجهود الاتحاد الأوروبي لحماية الملاحة الدولية.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية في مؤتمر صحفي إن الفرقاطة البحرية هيسن التي أرسلت إلى المنطقة في وقت سابق من هذا الشهر، أسقطت الطائرتين المسيرتين خلال 20 دقيقة، مضيفا "تعرف نظام الرادار عليهما وكان مداهما مختلفا. ولذا اُستخدم سلاحان مختلفان".

ومضى يقول إن السفينة الحربية رصدت طائرة مسيرة مثيرة للريبة يوم الاثنين لكنها لم تتمكن من إسقاطها.

وفرنسا واليونان وإيطاليا من الدول التي ستشارك في مهمة الاتحاد الأوروبي التي ستشارك فيها في البداية ثلاث سفن تحت قيادة التكتل.

وتتمتع الدول المشاركة بتفويض حماية السفن التجارية والتصدي للهجمات، لكنها لن تشارك في ضرب الحوثيين على الأرض.

وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية في مؤتمر صحفي منفصل "هذا... ربما يكون أخطر نشر للبحرية الألمانية منذ سنوات كثيرة".

ومساء الثلاثاء، أوردت قناة "المسيرة" الناطقة باسم الحوثيين خبرا عاجلا يفيد بتنفيذ الولايات المتحدة وبريطانيا غارتين جويتين على جزيرة "لبوان" بمحافظة الحديدة الساحلية غربي اليمن، دون أن توضح أهداف ونتائج الاستهداف.
وفي 18 ديسمبر/ كانون الماضي أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن تشكيل تحالف دولي باسم "حارس الازدهار"، بهدف "ضمان حرية الملاحة لكل البلدان وتعزيز الأمن والازدهار الإقليميين". ويضم التحالف 10 دول هي: الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشل وإسبانيا والبحرين.
وكان الحوثيون الذين يسيطرون على المناطق الأكثر اكتظاظا بالسكان في اليمن قد أعلنوا في وقت سابق عن مقتل 17 مقاتلا في ضربات غربية استهدفت منشآتهم العسكرية.
وتنفي ايران تورطها في دعم المجموعات المسلحة في المنطقة قائلة أن الهجمات وفق قرارات مستقلة من قبل من تصفهم بمحور المقاومة.
وكان لهجمات الحوثيين تأثير كبير على حركة المرور عبر خطوط الشحن في البحر الأحمر، ما أجبر بعض الشركات على تغيير مساراتها. وقالت مصر الأسبوع الماضي إن إيرادات قناة السويس انخفضت بنسبة تصل إلى 50% هذا العام.