واشنطن تكشف عن هجمات سيبرانية استهدفت إيران بعد اعتداء أرامكو

مسؤولون اميركيون يؤكدون ان الهجمات انطلقت لمعاقبة السلطات الإيرانية دون إحداث أضرار على المستوى الدولي.

طهران - كشف مسؤولون أميركيون الأربعاء ان واشنطن شنت هجمات سيبرانية ضد إيران بعد الاعتداء التي تعرضت له منشئة ارامكو في أيلول/سبتمبر.
وحسب ما كشفته وكالة رويترز فان الهجمات تأتي لمعاقبة السلطات الإيرانية دون إحداث أضرار على المستوى الدولي.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اعلن بعد الهجوم أن واشنطن لن تسمح للهجمات على أرامكو أن تمر دون رد.
وفي 14 ايلول/سبتمبر أعلنت الرياض السيطرة على حريقين وقعا في منشأتي بقيق وخريص التابعتين لشركة أرامكو شرقي المملكة، جراء استهدافهما بطائرات مسيرة وصواريخ كروز تبنتها جماعة الحوثي الانقلابية في اليمن.
وتمسكت إيران حينها بإنكار مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف المنشئتين وتسبب في توقف نصف إنتاج المملكة تقريبا وإحداث حالة من الإرباك في سوق النفط.  
ومع أن التقييم الأولي الأميركي السعودي وبقايا الصواريخ والطائرات المسيرة التي استخدمت في الهجوم، إيرانية، تحدّى الرئيس الإيراني حسن روحاني الدول التي تتّهم طهران بالوقوف خلف قصف منشآت نفط سعودية هذا الشهر بأن تقدّم أدلّة على ذلك.
وتنفي طهران باستمرار أي علاقة لها بهذه الهجمات التي أدت إلى تراجع إنتاج النفط السعودي بشكل كبير وارتفاع أسعار برميل النفط.

وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف
ايران تناور دول الخليج والغرب ربحا للوقت

ودأبت إيران على إنكار أي مسؤولية لها على أي نشاط مزعزع للمنطقة. وأنكرت مرارا تزويد الحوثيين بالأسلحة والصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة. ولا يملك المتمردون القدرة على تطوير الأسلحة في الوقت الذي قدم التحالف العربي في أكثر من مناسبة أدلة قاطعة على أن الصواريخ والطائرات المسيرة التي يطلقها المتمردون إيرانية الصنع.
وتواصل ايران سياسة ابتزاز الدول الخليجية بمقايضتها بالامن حيث قال وزير الخارجية الايراني جواد ظريف الاسبوع الماضي في مقال بصحيفة الرأي الكويتية الخميس أنه "إما أن تنعم دول الخليج جميعها بالأمن أو ينحرم منه الجميع".
ورغم ان المقال حمل مصطلحات التحذير لكنه حاول الحديث عن حوار قائلا "بانه يمكن تحقيق الأمن للخليج عبر الحوار بين دول المنطقة، ومنها السعودية، وبدون تدخل من قوى خارجية".
وليست هذه المرة الأولى التي تُسوق فيها إيران لخطاب التعاون والحوار في الوقت الذي دفعت فيه بشدة لتوتير الوضع حيث دعت ايران في اب/اغسطس الدول الخليجية للتعاون والحوار لحماية أمن المنطقة بعيدا عن أي تدخل أجنبي، في دعوة تبدو موجهة للاستهلاك الإعلامي ومحاولة للهروب إلى الأمام في مواجهة الضغوط الدولية، فيما تعكس في الوقت ذاته ضيق الخيارات أمام النظام الإيراني.
ولا تملك إيران هامشا واسعا من المناورة للخروج من مأزقها، وقد استنفدت تقريبا كل الخيارات المتاحة أمامها سواء للالتفاف على العقوبات الأميركية او فيما يتعلق بتوتر علاقاتها مع دول المنطقة.
وحاولت طهران مرارا فتح باب للحوار مع المملكة العربية السعودية وذلك لتخفيف حدة التوتر والعمل على مواجهة العقوبات الاميركية لكن المواقف السعودية دائما ما تكون صارمة في رفض اية حوار مادامت لم تستجب طهران للقرارات الدولية وتخلت عن سياساتها في تهديد المنطقة عبر استهداف ممرات النفط والمنشئات النفطية او عبر دعم المجموعات المتمردة في اليمن ولبنان وسوريا والعراق.