واشنطن تلوح بردّ خطير على أي عدوان روسي على أوكرانيا
ريغا/بكين - حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء في ريغا على هامش اجتماع لحلف شمال الأطلسي من أن أي "عدوان" روسي جديد على أوكرانيا سيستدعي ردا "خطرا"، في أحدث حلقة تصعيد بين واشنطن وموسكو على خلفية التوتر بين روسيا وأوكرانيا، بينما اتهمت الصين بتهديد السلام عبر اختلاق "أعداء وهميين".
وأكّد الوزير الأميركي خلال مؤتمر صحافي مع نظيره اللاتفي ادغارز رينكيفيكس أن "أي تحركات تصعيدية من جانب روسيا ستكون مصدر قلق كبير للولايات المتحدة وللاتفيا وأي عدوان جديد سيكون له تداعيات خطرة".
ولم يحدّد بلينكن طبيعة الردّ الأميركي المحتمل، مشيرا إلى أنه يريد أولا "استشارة" حلفاء الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي الثلاثاء والأربعاء في عاصمة لاتفيا.
وتابع "نحن قلقون جدا بشأن التحركات التي نراها" من قبل الفرق الروسية على الحدود الأوكرانية، مضيفا "رأينا مرارا الإستراتيجية الروسية" الهادفة إلى "فبركة استفزازات" لتبرير أفعال موسكو.
وشدّد أنتوني بلينكن على أن واشنطن تعمل بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات جديدة على النظام البيلاروسي المتّهم باستخدام المهاجرين بطريقة "وقحة" مثل "أسلحة" لزعزعة استقرار الدول الأوروبية المجاورة.
وانتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الثلاثاء قيام الولايات المتحدة بـ"تأجيج التوترات" بشأن ما قال إنها تدريبات تجريها القوات المسلحة الروسية، في وقت تطوق فيه القواعد العسكرية الأميركية بلاده.
ونقلت وكالة "تاس" الروسية لافروف قوله "نواجه اتهامات تتعلق بتدريبات تجريها القوات المسلحة الروسية وعلى أرض تخضع لسيادة روسيا، من جانب دول تنقل أعدادا ضخمة من القوات والمعدات العسكرية عبر المحيط باتجاه حدودنا"، مضيفا "ورغم ذلك، تثار هذه الهستيريا باستمرار" بشأن التدريبات، معربا في الوقت نفسه عن استعداد بلاده للتفاوض والبحث عن حلول وسط للخلافات.
وكانت أوكرانيا قد استبقت اجتماعا يعقد اليوم الثلاثاء لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالتحذير من غزو روسي محتمل لأراضيها.
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في كييف أمس الاثنين إن هناك نحو 115 ألف جندي روسي يتمركزون بالقرب من الحدود الروسية-الأوكرانية، مؤكدا "ما نراه الآن هو أمر خطير للغاية".
وتأتي تحذيرات بلينكن، بينما يتصاعد التوتر أيضا بين واشنطن وبكين حليفة موسكو، حيث اتهمت بكين الولايات المتحدة الثلاثاء بتهديد السلام من خلال اختلاق "أعداء وهميين" بعدما أعلنت واشنطن مبادرات جديدة على الصعيد العسكري في مواجهة الصين وروسيا.
وكانت مسؤولة كبيرة في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قالت الاثنين إن بلادها ستكثف انتشارها العسكري في مواجهة بكين وموسكو، إضافة إلى مواصلة العمل على إبقاء ردع فعال ضد إيران والجماعات الجهادية في الشرق الأوسط.
واتهمت بكين واشنطن تعليقا على هذا التصريح، باختلاق "أعداء وهميين" وبالسعي "إلى تطويق الصين ومواجهتها".
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان "ينبغي للولايات المتحدة التخلي عن ذهنية الحرب الباردة والكف عن أي كلام أو فعل يهدد السلام والأمن" العالميين.
وأضاف "الأميركيون يلوحون بتهديد صيني مزعوم كحجة لزيادة إنفاقهم العسكري وتوسيع نفوذهم العسكري وسيطرتهم العسكرية. ونحن نعارض ذلك بقوة".
وأوضحت المسؤولة الأميركية معلنة استكمال تقرير للبنتاغون عن الوضع العسكري الأميركي حول العالم، أن تعديل الانتشار العسكري لبلادها في أوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ تجري مناقشته "لكن هذه السنة الأولى للإدارة والوقت ليس مناسبا لإدخال تغييرات إستراتيجية رئيسية".
وأشارت إلى أن وزارة الدفاع أعلنت بالفعل استثمارات لتحديث القاعدة البحرية الأميركية في جزيرة غوام في المحيط الهادئ، وتعزيز وجودها في أستراليا حيث ينشر سنويا حوالي 2500 عسكري من مشاة البحرية بالتناوب لإجراء تدريبات.
وبما أن التقرير مصنّف بين أسرار الدفاع، فإنها لم تقدم أي تفاصيل حول طريقة تعزيز الولايات المتحدة نظامها العسكري بهدف مواجهة طموحات موسكو وبكين.
وقالت "ندرس حاليا عددا من المبادرات مع حلفائنا وشركائنا، وسوف ترون تحققها خلال العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة".