واشنطن تلوح بردّ قوي إذا تعرض غوايدو لأي أذى

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يتجاهل المهلة الأوروبية لإجراء انتخابات، متهما الولايات المتحدة بتدبير انقلاب على حكمه.

بولتون يتهم كوبا بدعم قوات شبه عسكرية تابعة لمادورو
واشنطن تحذّر مادورو من ترهيب الدبلوماسيين الأميركيين وغوايدو
مادورو يثني على دعم اردوغان لنظامه في مواجهة الضغوط الدولية
غوايدو يحشد لمظاهرات عارمة ضد مادورو ويحض الجيش على الانشقاق

واشنطن/كراكاس - حذر مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون بولتون اليوم الأحد من أي أعمال عنف أو ترهيب يتعرض لها الدبلوماسيون الأميركيون في فنزويلا أو زعيم المعارضة هناك خوان غوايدو قائلا إن حدوث ذلك سيستوجب ردا من الولايات المتحدة.

وقال بولتون في تغريدة على تويتر "أي عنف وترهيب ضد الدبلوماسيين الأميركيين أو الزعيم الديمقراطي في فنزويلا خوان غوايدو أو الجمعية الوطنية نفسها سيمثل اعتداء خطيرا على سيادة القانون وسيواجه برد قوي"، مشيرا أيضا إلى دعم كوبا للقوات شبه العسكرية التابعة للزعيم الفنزويلي نيكولاس مادورو.

وفنزويلا الغنية بالنفط تشهد أزمة اقتصادية مع نسبة تضخم يتوقع صندوق النقد الدولي أن تتفاقم في العام 2019 ونقص في المواد الغذائية والأدوية.

وأسفرت حركات الاحتجاج ضد حكومة مادورو عن مقتل 29 شخصا منذ الاثنين، بحسب المرصد الفنزويلي للنزاعات الاجتماعية.

وأوقف أكثر من 350 شخصا هذا الأسبوع أثناء التظاهرات، بينهم 320 في يوم 23 يناير/كانون الثاني وحده، بحسب الأمم المتحدة.

وجاء تهديد بولتون فيما رفض الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في مقابلة تم بثها الأحد المهلة التي حددتها دول أوروبية له للدعوة لانتخابات في غضون ثمانية أيام مصرا على أن بلاده "غير مرتبطة" بأوروبا.

وقال مادورو في المقابلة التي أجرتها معه "سي إن إن تورك" وتمت دبلجتها إلى اللغة التركية من الإسبانية "عليهم سحب هذه المهلة. لا يمكن لأحد أن يعطينا مهلة".

وأضاف أن "فنزويلا غير مرتبطة بأوروبا. هذه وقاحة تامة"، واصفا تحركات الدول الأوروبية بأنها "خطأ".

وحذرت قوى أوروبية بينها فرنسا وهولندا وألمانيا السبت من أنها قد تعترف بزعيم المعارضة خوان غوايدو كرئيس إلا إذا دعا مادورو لإجراء انتخابات في غضون ثمانية أيام بينما منحته كل من بريطانيا وإسبانيا مهلة مشابهة.

وأعلن غوايدو رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان)، نفسه رئيسا بالوكالة لفنزويلا الأربعاء خلال تظاهرة حاشدة نظمتها المعارضة ضد مادورو.

ومنذ ذلك الحين، دعمت الولايات المتحدة وكندا والكثير من دول أميركا الجنوبية بما فيها البرازيل وكولومبيا إعلان غوايدو.

لكن مادورو قال في المقابلة إن غوايدو "ينتهك الدستور" واتهم واشنطن بـ"محاولة الانقلاب" على حكمه، مضيفا أن "كل ما يجري مرتبط بأميركا. إنهم يهاجموننا ويعتقدون أن فنزويلا حديقتهم الخلفية".

وأكد أنه سيتجاوز التحدي الذي تواجهه سلطته، مشيرا إلى أنه "منفتح على الحوار"، لكنه استبعد عقد لقاء مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وقال "الأمر ليس مستحيلا، لكنه مستبعد. بعثت رسائل كثيرة إلى دونالد ترامب".

ووطد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مؤخرا علاقته بمادورو حيث زاره الشهر الماضي في كراكاس.

وزار مادورو تركيا العام الماضي بعد فوز اردوغان في الانتخابات الوطنية والرئاسية حيث وصف الرئيس التركي بأنه "صديق" لكراكاس.

خوان غوايدو  زعيم المعارضة الذي أعلن نفسه رئيسا بالوكالة لفنزويلا
خوان غوايدو يحض الجيش على الانشقاق عن مادورو ويعد بالعفو عن المنشقين

وفي المقابل يكثّف خوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيسا بالوكالة لفنزويلا ويحظى بدعم دولي متزايد، ضغطه لإجراء انتخابات، بدعوة إلى تظاهرة جديدة ومنحه العفو للعسكريين الذين ينشقون عن نظام رئيس الدولة نيكولاس مادورو.

وكتب رئيس البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة في تغريدة "نواصل التقدم، اليوم تم الإصغاء إلى أصوات الشعب من جانب العالم الذي يؤمن ويناضل مثلنا من أجل الحرية والديمقراطية".

وسيعلن غوايدو (35 عاما) المطمئنّ بعد اتخاذ العديد من الدول مواقف لصالحه، موعد التظاهرة الكبيرة الجديدة المرتقبة خلال أيام وسيدعو أنصاره إلى المشاركة عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر نسخ مطبوعة، في نشر قانون العفو الذي وُعد به الموظفون والعسكريون الذين يقبلون بدعمه.

خوان غوايدو يدعو القيادات العسكرية للتخلي عن نيكولاس مادورو فيما يراهن الأخير على الجيش لضمان البقاء في السلطة 

وينصّ القانون على أن "العسكريين والشرطيين الذين يساهمون في استعادة النظام الديمقراطي يمكنهم الاندماج مجددا في الحياة السياسية في البلاد".

ويقدّم هذا القانون "كل الضمانات الدستورية إلى الموظفين المدنيين والعسكريين" الذين يقومون بهذا الخيار.

ويُعد موقف الجيش الداعم الرئيسي لمادورو منذ وصوله إلى الحكم في 2013، بالغ الأهمية. وقد جدد الخميس تأكيد ولائه لمادورو، لكنه بدأ يشهد بعض الانشقاقات.

فقد أعلن الملحق العسكري الفنزويلي في واشنطن الكولونيل خوسيه لويس سيلفا السبت أنّه لم يعد يعترف بمادورو رئيسا شرعيا لفنزويلا، داعيا "أشقاءه العسكريين" إلى تأييد غوايدو.

وترى الخبيرة في الشؤون العسكرية روسيو سان ميغيل أنه من المنطقي أن يطلق غوايدو "نداء إلى الملحقين العسكريين الفنزويليين في الخارج، كي يكفّوا رسميا عن الاعتراف بمادورو (رئيسا) عبر وصفه بمغتصب السلطة، مقابل فرصة البقاء في مناصبهم وبدء التعاون مع عملية الانتقال" إلى انتخابات جديدة.

وكتب النائب المعارض خوليو بورجيس الموجود في المنفى في كولومبيا، في تغريدة "العالم مع فنزويلا".

ولم يتوقف السبت إعلان المواقف الداعمة لغوايدو من جانب الولايات المتحدة وأوروبا، فقد طلب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في الأمم المتحدة من جميع الدول "أن تقف إلى جانب قوات الحرية" وتمنى "وقف تعاملاتها المالية مع نظام نيكولاس مادورو".

وأعلن الاتحاد الأوروبي أنه "سيتخذ إجراءات" في حال عدم الدعوة إلى انتخابات "خلال الأيام المقبلة"، لكن بعض أعضائه على غرار اليونان لا يزالون يدعمون مادورو.