واشنطن تلّوح بـ'الخيار العسكري' للإطاحة بمادورو

الخارجية الأميركية لا تستبعد عملا عسكريا لإنهاء الأزمة في فنزويلا إذا اقتضت الضرورة ذلك، في تهديد يأتي بعد يوم من فشل محاولة انقلاب قادته مجموعة من الجنود المنشقين ظهرت وهي تحيط بخوان غوايدو.

فشل الانقلاب العسكري على مادورو يدفع واشنطن لإعادة ترتيب خياراتها
واشنطن كانت تراهن على تمرد عسكري ينهي حكم مادورو
دمشق وطهران وهافانا وموسكو وأنقرة تدين محاولة الانقلاب الفاشل
أزمة فنزويلا تحدث انقسامات دولية بين داعم ومعارض لغوايدو

واشنطن - لوّحت واشنطن اليوم الأربعاء مجددا بعمل عسكري لإنهاء الأزمة في فنزويلا، حيث قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن هذا الأمر وارد عند الضرورة.

وقال بومبيو لشبكة 'فوكس بزنس' الأربعاء "كان موقف الرئيس واضحا تماما وثابتا. العمل العسكري ممكن. إذا كان ذلك ضروريا، فستقوم به الولايات المتحدة".

وتأتي التهديدات الأميركية بعد يوم واحد من فشل محاولة انقلاب عسكري قادته مجموعة صغيرة منشقة عن الجيش الفنزويلي ظهرت مدججة بالسلاح وهي تحيط بزعيم المعارضة خوان غوايدو الذي نصّب نفسه رئيسا مؤقتا.

ودعمت الولايات المتحدة الثلاثاء محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة، مجددة تأكيدها أن الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو لم يعد يتمتع بالشرعية.

وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن بلاده تقف "إلى جانب شعب" فنزويلا، فيما دعا مستشاره للأمن القومي جون بولتون، كبار مسؤولي النظام ومنهم وزير الدفاع فلاديمير بادرينو إلى الالتحاق بخوان غوايدو.

وكتب في تغريدة "لقد دقت ساعتك. هذه هي فرصتك الأخيرة"، مشيرا إلى أن الأحداث الجارية ليست في أي حال من الأحوال "انقلابا"، لكنه أعاد التأكيد على أن "كل الخيارات" مطروحة للنقاش في نظر الولايات المتحدة.

وفي المقابل انتقدت روسيا وهي حليف قوي للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وسبق أن أرسلت قوات عسكرية إلى كاراكاس، المعارضة الفنزويلية.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن "المعارضة المتطرفة في فنزويلا لجأت مرة أخرى إلى مواجهة عبر القوة"، متهمة معارضي الرئيس مادورو بـ"تأجيج" النزاع. وأضافت "من المهم تجنب الفوضى التي يمكن أن تفضي إلى حمام دم"، داعية إلى مفاوضات.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش "جميع الأطراف إلى تجنب اللجوء إلى العنف" في فنزويلا، طالبا منهم "اتخاذ تدابير فورية لإعادة الهدوء"، كما قال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك.

وأعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في بيان أنّ "الاتحاد الأوروبي يرفض كلّ أشكال العنف ويدعو إلى أقصى درجات ضبط النفس لتفادي خسارة الأرواح وتصعيد التوتّرات".

وأضافت "نؤكّد مجدّدا أنّ المسار السياسي والسلمي والديمقراطي هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمات العديدة التي تواجهها البلاد".

ودعا الرئيس الكولومبي ايفان دوكي الجيش الفنزويلي إلى الانضمام إلى زعيم المعارضة خوان غوايدو الذي أعلن أنه حصل على دعم مجموعة من العسكريين.

وكتب الرئيس الكولومبي اليميني في تغريدة على تويتر "نوجه دعوة إلى جنود فنزويلا وشعبها ليقفوا في الجانب الصحيح من التاريخ ويرفضوا الديكتاتورية واغتصاب السلطة" من قبل الرئيس نيكولاس مادورو.

متمردون من الجيش الفنزويلي حاولوا السيطرة على الحكم
الجيش الفنزويلي الداعم الرئيسي للرئيس نيكولاس مادورو نجح في احباط محاولة انقلاب منشقين عنه

وفي المقابل كتب الرئيس البوليفي ايفو موراليس الحليف السياسي لنيكولاس مادورو تغريدة على صفحته في تويتر "ندين بشدة محاولة الانقلاب في فنزويلا التي قام بها اليمين الخاضع للمصالح الأجنبية".

وندد الرئيس الكوبي ميغيل دياز-كانيل بتمرد جنود فنزويليين على حليفه نيكولاس مادورو الذي جدد له "دعمه الحازم".

واتهم رئيس نيكاراغوا دانيال أورتيغا الولايات المتحدة بالوقوف وراء التمرد. وتساءل في احتفال رسمي لماذا تكن الولايات المتحدة هذا القدر من "الغضب والكراهية" ضد الثورة البوليفارية؟.

وأضاف "ما الضرر الذي ألحقته فنزويلا بشعوب أميركا اللاتينية أو الولايات المتحدة؟ ما عليك سوى تطبيق مبدأ تضامن اشتراكيا."

وأعلنت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند أن "كندا تنوّه بشجاعتهم وتدعو نظام مادورو إلى التنحّي الآن وإتاحة التوصّل لنهاية سلمية لهذه الأزمة وفقا للدستور الفنزويلي".

ودعت الحكومة البريطانية الثلاثاء إلى "حل سلمي" للأزمة، موضحة أن "نظام مادورو يجب أن يزول".

واعتبر وزير الخارجية البرازيلي ارنستو اراوجو تأييد العسكريين الفنزويليين للمعارض غوايدو موقفا "ايجابيا".

وكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على تويتر "بصفتنا بلدا تصدى للانقلابات وعرف العواقب السلبية الناجمة عن الانقلابات، ندين محاولة الانقلاب في فنزويلا".

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف "نعتقد أن على الحكومة الدستورية في فنزويلا أن تواصل عملها"، مضيفا "نحن سعداء بأن الشعب الفنزويلي قام بهزيمة الانقلاب، لكننا نواصل التشديد على الحاجة إلى الحوار كما اقترحت الحكومة. لطالما شجّعنا الحوار الفنزويلي الداخلي".

وأدانت وزارة الخارجية السورية "محاولة الانقلاب الفاشلة" واتهمت الولايات المتحدة بالسعي لزعزعة الاستقرار في فنزويلا.