واشنطن تنشر سلاحا نوويا أقل فتكا من قنبلة هيروشيما

البنتاغون أعلن في السابق أنه سيعدل خمسين رأسا نوويا لخفض قوتها ونقلها في غواصات للرد على التهديد الروسي.
واشنطن تنشر لأول مرة سلاحا نوويا محدود القوة
الإعلان الأميركي عن سلاح نووي محدود القوة يأتي في ذروة التوتر مع واشنطن
واشنطن تريد تعزيز الردع والقدرة على رد أسرع لكن أقل فتكا  

واشنطن - أعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء أنها نشرت لأول مرة سلاحا نوويا محدود القوة في غواصة ردا على تطوير روسيا أسلحة مماثلة.

وقال المسؤول الثاني في البنتاغون جون رود في بيان "نشرت البحرية الأميركية رأسا نوويا محدود القوة من طراز دبليو 16-2 على صاروخ بالستي يطلق من غواصة".

ولدى نشر "الموقع النووي الجديد" للولايات المتحدة قبل عامين أبلغ البنتاغون أنه سيعدل خمسين رأسا نووية لخفض قوتها ونقلها في غواصات للرد على التهديد الروسي.

وبحسب واشنطن تقوم موسكو بتحديث ترسانة من ألفي سلاح نووي تكتيكي تهدد الدول الأوروبية عند حدودها وتلتف على التزاماتها المنصوص عليها في معاهدة ستارت لنزع الأسلحة التي لا تحتسب سوى الأسلحة الإستراتيجية التي تستخدم أساسا لمفهوم الردع الذي يقوم على "التدمير المتبادل المحقق".

ومن شأن هذه الأسلحة النووية التكتيكية التي تقل قوتها عن قنبلة هيروشيما أن تسمح لموسكو بأن تتفوق على الغربيين في حال حصول نزاع.

وتهدف واشنطن من خلال نشرها لهذا السلاح النووي إلى "تعزيز الردع" ومنح الولايات المتحدة قدرة على رد "أسرع ولكن أقل فتكا" وفق ما قال رود مؤكدا معلومات لمجموعة خبراء من اتحاد العلماء الأميركيين.

ونشر الرأس النووي دبليو 76-2 الذي تقدر شحنته بخمسة كيلوطن نهاية 2019 في غواصة 'يو أس أس تنيسي' التي تنشط في الأطلسي بحسب الخبيرين وليام أركين وهانس كريستنسن.

وأكد الخبيران أن قوة السلاح أقل بثلاث مرات من الـ15 كيلوطن لقنبلة هيروشيما والأسلحة النووية التي تنقلها الغواصات الأميركية.

الرأس النووي دبليو 76-2 تقدر شحنته بـ5 كيلوطن ونشر في غواصة 'يو أس أس تنيسي'
الرأس النووي دبليو 76-2 تقدر شحنته بـ5 كيلوطن ونشر في غواصة 'يو أس أس تنيسي'

وبعد أشهر من جولات حوار غير فعال، أعلنت روسيا والولايات المتحدة في مطلع أغسطس/اب 2019 انهيار معاهدة الحد من الأسلحة النووية متوسطة المدى المبرمة عام 1987 بهدف إنهاء أزمة الصواريخ الأوروبية التي انطلقت بعد نشر الاتحاد السوفييتي صواريخ "اس اس-20" ذات الرؤوس النووية في أوروبا.

وانسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من المعاهدة في الأول من فبراير/شباط من العام الماضي، لتقوم موسكو بخطوة مماثلة في اليوم التالي مع تبادل اتهامات بين الطرفين بخرقها.

ويشير الأميركيون خصوصا إلى صاروخ "9أم729" الروسي الذي يقولون إن مداه يبلغ 1500 كلم، وهو ما تنفيه موسكو مؤكدة على أن المدى الأقصى لهذا الصاروخ الجديد يبلغ "480 كيلومترا".

وتندد روسيا بدورها بمنظومة الدفاع الصاروخية الأميركية "أيجيس أشور" المنتشرة في بولندا ورومانيا.

وتنشر الولايات المتحدة منذ وقت طويل صواريخ عابرة محمولة ذات مدى متوسط تطلق عموما من خلال أنظمة "مارك 41"، لكن واشنطن أجرت في اغسطس/اب من العام الماضي تجربة صاروخية يكمن الجديد فيها في أن نظام الإطلاق كان مثبتا على الأرض. والصاروخ الذي أطلق تقليدي لكن يمكن لأي صاروخ لاحقا أن يزود برؤوس نووية.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حذّر من سباق جديد إلى التسلّح مؤكدا أنّ روسيا ستطوّر صواريخ باليستية جديدة متوسطة المدى إذا انسحبت واشنطن من معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى الموقّعة في 1987 والتي ترعى هذه الأسلحة.