واشنطن تنشر غواصة نووية في الخليج في تحذير لإيران

البحرية الأميركية تعلن عبور الغواصة يو إس إس جورجيا تي التي يمكن تزويدها بـ154 صاروخ توماهوك، مضيق هرمز يرافقها طرادان، مجددة تعهد واشنطن بحماية أمن الملاحة البحرية في الممرات المائية بالمنطقة.  
نشر الغواصة النووية في الخليج يأتي وسط توترات مع إيران
لقاء بين رئيس هيئة الأركان السعودي وقائد البحرية الأميركية لتنسيق الجهود الدفاعية
نشر الغواصة يو إس إس جورجيا تي يأتي وسط قلق أميركي من هجمات إيرانية انتقامية
واشنطن بدأت تكثف من تحركاتها العسكرية في الفترة الأخيرة جوا وبحرا
الكاظمي يعلن اعتقال عناصر أطلقت صواريخ على مجمع السفارة الأميركية

واشنطن - أبحرت غواصة نووية أميركية الاثنين في مضيق هرمز في عرض جديد للقوة حيال إيران مع اقتراب الذكرى الأولى لتصفية الجنرال الإيراني قاسم سليماني بطائرة مسيرة أميركية في العراق، فيما يأتي هذا التطور وسط تصاعد التوتر مع طهران وعلى إثر تعرض مجمع السفارة الأميركية بوسط بغداد لهجوم صاروخي تعتقد واشنطن بقوة أنه من تنفيذ ميليشيات عراقية شيعية موالية لإيران.

ولا يبدو الأمر مجرد استعراض للقوة بقدر ما هو رسالة تحذير موجهة لإيران ووكلائها في المنطقة.

أعلنت البحرية الأميركية أن غواصة الصواريخ الموجهة 'يو إس إس جورجيا تي' التي تعمل بالطاقة النووية عبرت مضيق هرمز ودخلت الخليج العربي، مضيفة أن طرادات لصواريخ موجهة أبحرت أيضا مع الغواصة.

كما يأتي هذا التطور بالتزامن مع بحث رئيس هيئة الأركان العامة السعودي فياض الرويلي، في وقت سابق الاثنين بالرياض مع قائد القوات البحرية بالقيادة المركزية الأميركية الفريق سامويل بابارو "التنسيق المشترك بين البلدين خاصة في الشؤون الدفاعية والعسكرية، بما يضمن أمن واستقرار المنطقة"، بحسب بيان سعودي رسمي.

كما بحث غانم بن شاهين الغانم رئيس أركان القوات المسلحة القطرية الاثنين في الدوحة، مع الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية أخر التطورات في المنطقة.

وتهدد الولايات المتحدة عادة بالرد على أي استهداف إيراني للقوات أو المصالح الأميركية في المنطقة أو مصالح العواصم الحليفة لها في الخليج.

واتهمت واشنطن وعواصم خليجية سابقا طهران باستهداف سفن تجارية في مياه الخليج، ومحطتين لضخ النفط في السعودية وهو ما نفته إيران وعرضت توقيع اتفاقية عدم اعتداء مع دول الخليج.

وأعلنت البحرية الأميركية التي عادة لا تكشف مواقع غواصاتها في العالم في بيان أن غواصة يو اس اس جورجيا يمكن تزويدها بـ154 صاروخ توماهوك وقادرة على نقل 66 عنصرا من القوات الخاصة.

وأرفق البيان بصور تظهر الغواصة وهي تطفو على سطح البحر يواكبها طرادا يو اس اس بورت رويال ويو اس اس فيليبين سي في هذا المضيق الاستراتيجي الذي تهدد إيران بانتظام بإغلاقه.

وحذر سلاح البحرية الأميركية من أن وجود الغواصة في المنطقة "يظهر تعهد الولايات المتحدة بضمان أمن الممرات البحرية بفضل قدرات واسعة تسمح لها بان تكون على أهبة الاستعداد للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم في أي لحظة".

ويتخوف المسؤولون العسكريون الأميركيون من هجوم إيراني للثأر لاغتيال سليماني في الثالث من يناير/كانون الثاني الماضي في هجوم بطائرة مسيرة أميركية قرب مطار بغداد.

وفي اتصال هاتفي مع صحافيين الأحد، حذر قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال فرانك ماكينزي من أن الولايات المتحدة "مستعدة للتحرك" في حال شنت إيران هجوما عليها.

وتصادف هذه الذكرى مع خفض عديد القوات الأميركية في العراق، فيما كثف البنتاغون في الأسابيع الماضية اختبارات القوة لثني أعداء واشنطن عن القيام بأي خطوة.

وحلقت مقاتلتان أميركيتان من طراز بي-52 قادرتان على نقل أسلحة نووية فوق منطقة الخليج في العاشر من ديسمبر/كانون الأول بينما كانت حاملة الطائرات 'يو اس اس نيميتز' تبحر نهاية نوفمبر/تشرين الثاني في مياه الخليج.

والأحد استهدف هجوم صاروخي السفارة الأميركية في بغداد ما الحق أضرارا مادية من دون وقوع ضحايا.

وهذا الهجوم هو الثالث ضد منشآت عسكرية ودبلوماسية أميركية في العراق منذ وضعت هدنة أبرمت مع فصائل عراقية موالية لإيران في أكتوبر/تشرين الأول حدا لهجمات استهدفت منشآت أجنبية في العراق طوال عام.

وأعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الاثنين، توقيف مجموعة من المشتبه بهم بالوقوف وراء القصف الصاروخي الذي تعرضت له المنطقة الخضراء ببغداد.

والمنطقة الخضراء شديدة التحصين تضم مقار البعثات الدبلوماسية الأجنبية وأبرزها مجمع السفارة الأميركية إضافة إلى مقري الحكومة والبرلمان، ما يعرضها لهجمات صاروخية متكررة.

وقال الكاظمي خلال مؤتمر صحفي عقده بمبنى مجلس الوزراء ببغداد "قصف المنطقة الخضراء الأحد عمل إرهابي وجبان والصواريخ سقطت على العراقيين وأصابتهم".

وأشار إلى أنه تم اعتقال مجموعة من المشتبه بهم في عملية القصف من أن دون أن يكشف هوياتهم.

وتابع "لن نقبل بأي اعتداء على البعثات الدبلوماسية وتم إيقاف مسؤولين في قواطع (كمائن) أمنية وأدخلناهم السجن بعد القصف الصاروخي".

وأدانت أغلب الفصائل الشيعية المسلحة المقربة من إيران الأحد عملية القصف الصاروخي، ودعت الحكومة إلى ملاحقة المتورطين بها.

وكانت فصائل شيعية مسلحة من بينها كتائب حزب الله العراقي المرتبطة بإيران، قد هددت باستهداف مواقع وجود القوات الأميركية في حال لم تنسحب امتثالا لقرار البرلمان العراقي القاضي بإنهاء الوجود العسكري في البلاد.

وصّوت البرلمان بالأغلبية في يناير/كانون الثان الماضي على إنهاء الوجود العسكري الأجنبي في البلاد، عقب مقتل سليماني والمهندس.