واشنطن توسع العقوبات على حزب الله لتشمل نائبين بارزين

الإجراءات العقابية الأميركية تشمل لأول مرة نوابا من حزب الله لـ"استغلال" النظام السياسي والمالي اللبناني لصالح الحزب وإيران الداعمة له.

حزب الله يعتبر العقوبات الأميركية "إهانة" للبنانيين
العقوبات الأميركية تستهدف كبح أنشطة حزب الله
واشنطن تزيد الخناق على حزب الله بالمزيد من العقوبات
واشنطن تدعو الحكومة اللبنانية لعدم التعامل مع المشمولين بالعقوبات

واشنطن - فرضت الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء عقوبات على نائبين في حزب الله لاتهامهما بـ"استغلال النظام السياسي والمالي" اللبناني لصالح حزبهما وإيران الداعمة له، مستهدفة لأول مرة نوابا من الحزب الذي تصنفه كمنظمة "إرهابية"، وفق ما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية في بيان.

وتستهدف العقوبات النائب أمين شري لاتهامه بـ"استغلال منصبه الرسمي لدفع أهداف حزب الله التي تتعارض في غالب الأحيان مع مصالح الشعب والحكومة اللبنانيين"، والنائب محمد حسن رعد الذي "يواصل إعطاء الأولوية لأنشطة حزب الله وارتهان ازدهار لبنان". كما استهدفت العقوبات مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا.

وذكر بيان صادر عن وزارة الخزانة الأميركية أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (تابع لها) أدرج "شخصيات سياسية بارزة تابعة لحزب الله تستغل مناصبها السياسية لتسهيل عمل أجندة حزب الله الخبيثة ودعم إيران".

ودعت المجتمع الدولي إلى إدراج حزب الله بجناحيه السياسي والعسكري على قوائم الإرهاب، متهمة النائب أمين شري بالتواصل مع أشخاص على قائمة الإرهاب.

كما طالبت الخزانة الأميركية الحكومة اللبنانية بقطع اتصالاتها مع أعضاء حزب الله المشمولين بالعقوبات. وحزب الله شريك في الائتلاف الحكومي الذي يقوده سعد الحريري.

وتسعى الولايات المتحدة إلى محاصرة أنشطة حزب الله وتعقب شبكات تمويله وإيرادات مالية قالت إنها متأتية من أنشطة غير مشروعة مثل تجارة المخدرات وهو ما ينفيه الحزب المدعوم من إيران.

ووصف النائب في كتلة حزب الله اللبناني علي فياض العقوبات الأخيرة التي فرضتها واشنطن على اثنين من أعضاء كتلته البرلمانية ومسؤول رفيع المستوى بأنها "إهانة" للشعب اللبناني، وفق ما نقلت عنه قناة تلفزيونية محلية.

وقال فياض لقناة "أم تي في"، وفق موقعها الإلكتروني، إن القرار الأميركي "يهين الشعب اللبناني"، مطالبا البرلمان والحكومة بإصدار موقف رسمي لإدانته.

وردا على سؤال للصحافيين حول رده على العقوبات أثناء دخوله البرلمان، اكتفى النائب عن حزب الله أمين شري الذي شملته العقوبات بالقول "ابتسامة فقط".

واشنطن تتهم محمد رعد بمواصلة إعطاء الأولوية لأنشطة حزب الله
واشنطن تتهم محمد رعد بمواصلة إعطاء الأولوية لأنشطة حزب الله

وأعلنت قناة المنار التابعة لحزب الله عقب إعلان العقوبات، أن الأمين العام للحزب حسن نصرالله سيطل على شاشتها في مقابلة مساء الجمعة يتحدث فيها عن مختلف الملفات اللبنانية والإقليمية. ويرجّح أن يتطرق بشكل رئيسي إلى العقوبات الأخيرة.

وفي تغريدة على تويتر، اعتبر وزير المالية علي حسن خليل معاون رئيس البرلمان نبيه بري حليف حزب الله أنّ "العقوبات تعني كل اللبنانيين وإن كان عنوانها حزب الله".

وتابع "الإجراءات التي اتخذها لبنان والقوانين التي صدرت بشهادة الجهات الدولية تجعل من تلك العقوبات لا مبرر لها".

وشري متهم بأنه هدد مسؤولين في أحد المصارف وعائلاتهم بعدما جمد المصرف حسابات عناصر من حزب الله كانوا وضعوا على اللائحة الأميركية السوداء. كما نشرت وزارة الخزانة صورة له إلى جانب قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

واعتبرت وزارة الخزانة أن هذه الصورة "تؤكد عدم وجود أي فارق بين النشاطات السياسية والعسكرية لحزب الله".

وانتخب شري (62 عاما) نائبا عن بيروت عام 2005 وأعيد انتخابه عام 2018. وهو مقرب من الجهاز الأمني لحزب الله الذي تعتبره واشنطن منظمة إرهابية.

أما رعد فهو رئيس كتلة نواب حزب الله وانتخب نائبا للمرة الأولى عام 1992 ولا يزال حتى الآن.

وكانت واشنطن قد وسعت قائمة العقوبات لتشمل ابرز القيادات في حزب الله بما يشمل أيمنه العام حسن نصرالله ونائبه نعيم قاسم وآخرون.

وكانت الخارجية الأميركية قد عرضت في السابق مكافأة مالية تصل لعشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تفضي إلى تعطيل آليات حزب الله المالية في خطوة إضافية من حزمة العقوبات التي فرضتها واشنطن على إيران وأذرعها في المنطقة.

وفيق صفا مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله
وفيق صفا مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله

وقال مساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون تمويل الإرهاب ميشيل إيفانوف إن واشنطن تسعى للحصول على معلومات تتعلق بتمويل حزب الله.

وأعلن المسؤول الأميركي في تصريحات سابقة هذا العام عن مكافآت مالية تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل أي معلومات تخص أنشطة حزب الله المالية.

وقال منسق شؤون الإرهاب ناثان سيلز إن هذه المكافآت تعلن للمرة الأولى، مضيفا أن حزب الله لا يقوم بعمليات في الشرق الأوسط فقط بل في العالم كله وأن الولايات المتحدة ليست في منأى عن مخاطر الحزب.

وقالت الخارجية الأميركية في بيان سابق إن "حزب الله يحاول التخفي وراء قناع الدفاع على لبنان"، مشيرة إلى أن "إيران تستخدم الإرهاب كأداة أساسية لتسيير الدولة، لكن الولايات المتحدة ستواصل الضغط عليها وعلى وسطائها في المنطقة".