واشنطن تُلمّح ولا تؤكد تورطا إيرانيا في عمليات تخريب بالخليج

وزير الدفاع الأميركي بالوكالة يعلن أن إرسال تعزيزات عسكرية أميركية للخليج أتاح درء مخاطر هجمات إيرانية، مؤكدا أن "المخاطر لاتزال مرتفعة وتقتضي مهمتنا التأكد ألا يخطئ الإيرانيون في الحسابات".

بومبيو: سنواصل اتخاذ إجراءات لحماية المصالح الأميركية وردع إيران
الرد الأميركي الحذر أعطى الإيرانيين الوقت للتفكير

واشنطن - قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الثلاثاء إنه "من الممكن جدا" أن تكون إيران مسؤولة عن تخريب المصالح النفطية الخليجية، فيما يستعد لإطلاع الكونغرس الأميركي على التوترات المتصاعدة.

لكنه أشار إلى أن الولايات المتحدة لم تتوصّل إلى "استنتاج نهائي" يمكن عرضه علنا حول عمليات التخريب الغامضة لناقلات نفطية قبالة سواحل الإمارات أو استهداف محطّتي ضخ لخط أنابيب رئيسي في السعودية لهجوم بطائرات مسيّرة.

وأضاف بومبيو في تصريح إذاعي "بالنظر إلى جميع النزاعات الإقليمية التي شهدناها في العقد الماضي وشكل هذه الهجمات، يبدو أنه من الممكن جدا أن تكون إيران وراءها".

وتابع "الأهم هو أننا سنواصل اتخاذ إجراءات لحماية المصالح الأميركية والعمل لردع إيران عن السلوك السيئ في المنطقة والذي يهدد بحق بتصعيد الوضع بحيث ترتفع أسعار النفط".

والأسبوع الماضي أعلن المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن أنّهم استهدفوا "منشآت حيوية سعودية" بسبع طائرات من دون طيار.

إجراءاتنا كانت حذرة جدا وقد تمكنا من درء مخاطر وقوع هجمات ضد أميركيين

وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين الماضي بتدمير إيران في حال أرادت خوض الحرب، في ما وصفه وزير الخارجية الإيراني بـ"التبجحات"، لكنه عاد وخفف من وقع التهديد الوشيك الذي قد تشكله طهران، قائلا إنه مستعدّ للتحاور مع الجمهورية الإسلامية شرط أن تبادر هي إلى طلب ذلك.

ومن المقرر أن يشارك بومبيو ووزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان ورئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال جوزف دانفورد الثلاثاء في جلسة مغلقة في الكونغرس لعرض التطورات في الملف الإيراني.

وفي حين دعا حلفاء لترامب في الحزب الجمهوري إلى رد عسكري أميركي، قال قادة الحزب الديمقراطي إن التحركات الإيرانية هي ردود فعل متوقّعة على الخطوات الأميركية.

وتصاعد التوتر في الأشهر الأخيرة بعد أن تعهّدت الإدارة الأميركية بالحد من الصادرات النفطية الإيرانية وإدراجها الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية.

واشنطن تبقي الضغوط العسكرية على إيران على أشدها
واشنطن تبقي الضغوط العسكرية على إيران على أشدها

وأعلن وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان الثلاثاء أن تحرك الولايات المتحدة التي نشرت حاملة طائرات وقاذفات في الخليج أتاح "درء مخاطر هجمات ضد أميركيين" تشنها إيران.

وقال شاناهان "نحن في فترة لا تزال فيها المخاطر مرتفعة وتقتضي مهمتنا التأكد ألا يخطئ الإيرانيون في الحسابات".

وسيطلع شاناهان لاحقا البرلمانيين الأميركيين في جلسة مغلقة على تطورات الوضع الراهن بين الولايات المتحدة وإيران، مؤكدا جدية المعلومات الاستخبارية التي استندت إليها الإدارة الأميركية لتبرير إرسال حاملة طائرات وقاذفات بي 52  وبارجة وبطارية صواريخ باتريوت من أجل التصدي لتهديدات إيرانية محتملة.

وقال الوزير الأميركي "لقد تحدّثنا عن تهديدات ووقعت هجمات" في إشارة إلى "الأعمال التخريبية" ضد أربع سفن في الخليج والتي نددت بها الإمارات والسعودية.

وتابع "ما أريده هو تأكيد موثوقية المعلومات"، مضيفا أن "إجراءاتنا كانت حذرة جدا وقد تمكنا من درء مخاطر وقوع هجمات ضد أميركيين".

ولدى سؤاله عن تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب خفف فيها من وقع التهديد الوشيك الذي قد تشكّله إيران، قال شاناهان "هناك خطر ونحن نتولى التعامل معه".

وتابع "لا يعني ذلك أن التهديدات التي حددناها قد زالت"، مضيفا "أعتقد أن ردنا الحذر قد أعطى الإيرانيين الوقت للتفكير".