واشنطن تُلوح بكل الخيارات في مواجهة مماطلات إيران

المبعوث الأميركي المكلف بالملف النووي الإيراني يرجّح ألا تعود طهران إلى الاتفاق الدولي المبرم في العام 2015، معلنا أن واشنطن تعمل مع حلفاء إقليميين على وضع خطة بديلة.
بلينكن يحذّر إيران من أن الوقت ينفد
واشنطن تنسق مع إسرائيل سبل مواجهة التهديدات الإيرانية

واشنطن - تستعد الولايات المتحدة لكل الخيارات إذا لم تعد إيران إلى الاتفاق النووي للعام 2015 وسط تعثر المفاوضات النووية غير المباشرة في فيينا بين واشنطن وطهران، فيما باتت الإدارة الأميركية على قناعة أكبر بأن الجمهورية الإسلامية قد لا تعود لطاولة المفاوضات.

وقال المبعوث الأميركي الخاص بالملف الإيراني روب مالي اليوم الأربعاء إن بلاده مستعدة لبحث كل الخيارات المتاحة إذا لم تكن إيران مستعدة للعودة للالتزام بقيود الاتفاق النووي الموقع في 2015.

وأضاف في مشاركة عبر الإنترنت مع مؤسسة بحثية في واشنطن "سنكون مستعدين للتكيف مع واقع مختلف يتعين علينا فيه التعامل مع كل الخيارات لمواجهة برنامج إيران النووي إذا لم تكن مستعدة للعودة للالتزام بقيوده".

وفي تصريحات علنية نادرة، تبنى مالي موقفا أشد لهجة تجاه طهران إذا لم تكن مستعدة للعودة للاتفاق النووي الذي وافقت طهران بموجبه على تقييد برنامجها لتخصيب اليورانيوم، وهو سبيل محتمل للحصول على المواد الانشطارية اللازمة لصنع سلاح، في مقابل تخفيف العقوبات.

ومن بين أمور أخرى، قال مالي إن الولايات المتحدة وإسرائيل التي قصفت سابقا مواقع نووية عراقية وسورية، متحدتان في معارضتهما لتطوير إيران سلاحا نوويا، كما تحدث عن تطبيق بلاده عقوبات تهدف لمنع طهران من بيع النفط.

وقال مالي "هناك احتمال قائم بأن تختار إيران مسارا مختلفا ونحن بحاجة إلى التنسيق مع إسرائيل والشركاء الآخرين في المنطقة. سأسافر إلى السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر في غضون أيام لمناقشة الجهود الرامية للعودة إلى الاتفاق النووي والخيارات المتاحة أمامنا لتقييد البرنامج النووي الإيراني إذا لم نتمكن من تحقيق ذلك الهدف".

وتحدّث المبعوث الأميركي أيضا عن "احتمال كبير" ألا تعود طهران إلى الاتفاق الدولي المبرم في العام 2015. وقال إن واشنطن تعمل مع حلفاء إقليميين على وضع خطة بديلة.

وتابع روب مالي الذي قاد المفاوضات غير المباشرة مع إيران في وقت سابق من العام الحالي، إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لا تزال تعتبر أن العودة إلى الاتفاق الذي انسحب منه سلفه دونالد ترامب هي الخيار الأفضل.

وقال مالي "نعتبر أن العودة إلى الاتفاق هي النتيجة الأفضل، لكننا واقعيون. ندرك أن هناك على الأقل احتمالا كبيرا بأن تختار طهران مسارا مغايرا وعلينا أن ننسّق مع إسرائيل ومع حلفائنا في المنطقة".

وتأتي تصريحات مالي بينما يعقد وزراء الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والإسرائيلي يائير لبيد والإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان لقاء ثلاثيا للتطرّق إلى هذا الأمر وإلى آفاق مرحلة ما بعد تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات.

وقال بلينكن اليوم الأربعاء إن "الوقت ينفد" أمام إيران للعودة للامتثال إلى الاتفاق النووي الموقع في 2015، وإن واشنطن ستبحث كل الخيارات الممكنة للتعامل مع التحدي الذي تشكله طهران، مؤكدا بذلك ما جاء على لسان مالي.

وكان بلينكن يتحدث للصحفيين عقب اجتماع مع نظيره الإسرائيلي يائير لابيد والإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في واشنطن.

وقال الوزير الأميركي "نقترب من نقطة، عندها لن تؤدي العودة إلى الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) في حد ذاتها إلى استعادة فوائد الاتفاق وهذا لأن إيران تستغل هذا الوقت لتحقيق تقدم في برنامجها النووي بطرق عديدة".

ونصّ الاتفاق النووي الذي أبرم في فيينا في العام 2015 بين إيران من جهة والولايات المتحدة وبريطانيا والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا من جهة أخرى، على رفع جزء من العقوبات الغربية والأممية المفروضة على طهران في مقابل التزامها بعدم تطوير أسلحة نووية وكبح برنامجها النووي ووضعه تحت رقابة أممية صارمة.

لكن بعد الانسحاب الأميركي الأحادي من الاتفاق في العام 2018 في عهد ترامب، تحرّرت طهران تدريجا من معظم التزاماتها.