واشنطن ستنقل قواتها المنسحبة من شمال سوريا إلى العراق

وزير الدفاع الأميركي سيناقش في السعودية الملف الإيراني لتطويق أي تهديدات قد تطرأ في سوريا على اثر التدخل التركي أو العراق المضطرب والذي يعيش على وقع الاحتجاجات.

واشنطن - قال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر إن من المتوقع انتقال كل القوات التي تنسحب من شمال سوريا والتي يبلغ عددها نحو ألف جندي إلى غرب العراق لمواصلة الحملة ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية و"للمساعدة في الدفاع عن العراق".

وقال إسبر للصحفيين وهو في طريقه للشرق الأوسط إن " الانسحاب الأميركي ماض على قدم وساق من شمال شرق سوريا.. إننا نتحدث عن أسابيع وليس أياما".

وأضاف وزير الدفاع الأميركي الذي  من المنتظر أن يصل اليوم الأحد للعاصمة السعودية الرياض، أن عملية الانسحاب تتم من خلال طائرات وقوافل برية.

وأوضح أن "الخطة الحالية هي إعادة تمركز تلك القوات في غرب العراق "، مشيرا إلى أن عددها يبلغ نحو ألف فرد.

وقال مسؤول أميركي كبير إن الوضع ما زال غير مستقر وإن الخطط قد تتغير.

وقال شهود عيان اليوم الأحد، إن أكثر من سبعين مدرعة وسيارة عسكرية ترفع العلم الأميركي عبرت مدينة تل تمر في محافظة الحسكة، بينما كانت مروحيات برفقتها تحلق في الأجواء.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن القافلة أخلت مطار صرين الذي اتخذته القوات الأميركية قاعدة لها، على بعد نحو ثلاثين كيلومتراً جنوب مدينة كوباني (عين العرب).

وتقع هذه القاعدة على أطراف منطقة عازلة تسعى أنقرة لإقامتها في شمال شرق سوريا، حيث تشن مع فصائل سورية موالية لها هجوماً منذ التاسع من الشهر الحالي ضد المقاتلين الأكراد. وتمكنت بموجبه من السيطرة على شريط حدودي بطول 120 كيلومتراً.

وبعد خمسة أيام من بدء هذا الهجوم، أعلنت واشنطن في 14 تشرين الأول/أكتوبر، أن نحو ألف جندي أميركي موجودون في المنطقة تلقوا الأوامر بالانسحاب.

وبدأت واشنطن تنفيذ قرارها بسحب جنود من نقاط حدودية مع تركيا، ما اعتبر بمثابة ضوء أخضر لأنقرة حتى تبدأ هجومها الذي لاقى تنديداً دولياً واسعاً وتسبب بنزوح أكثر من 300 ألف شخص.

وقال عبدالرحمن إن قاعدة صرين هي "الأكبر للقوات الأميركية في شمال سوريا، وهي القاعدة الرابعة التي تنسحب منها" خلال نحو أسبوعين.

وانسحبت القوات الأميركية، خلال الأسبوع الماضي، من ثلاث قواعد أخرى، بينها قاعدة في مدينة منبج وأخرى بالقرب من كوباني.

وباتت جميع القواعد التي اتخذتها القوات الأميركية "في شمال محافظة الرقة وشمال شرق حلب خالية" اليوم، وفق عبدالرحمن، بينما لا يزال الأميركيون يحتفظون بقواعد في محافظتي دير الزور والحسكة، بالإضافة إلى قاعدة التنف جنوباً.

ومن المرجح أن يخضع أي قرار بإرسال قوات أميركية إضافية إلى العراق لمراجعة دقيقة في بلد تحظى فيه إيران بنفوذ على نحو متزايد.

وقال المسؤول "هذه هي الخطة الحالية ،الأمور يمكن أن تتغير بين الوقت الحالي وموعد استكمالنا الانسحاب ولكن هذه هي خطة التحرك الآن".

وذكرت مصادر دبلوماسية أن زيارة الوزير الأمريكي إلى الرياض ستكون في هذا الاتجاه، حيث من المنتظر مناقشة الملف الإيراني وكيفية التصدي لأي تهديدات من المتوقع أن تقوم بها طهران في ظل التغيرات التي تجري في سوريا وعلى وقع الاحتجاجات في العراق.

الولايات المتحدة تبحث عن تعزيز نفوذها في العراق أكثر لتطويق النفوذ الإيراني

وقالت المصادر إن إسبر سيؤكد للقيادة السعودية "التزام بلاده بأمن المملكة والدفاع عن المصالح الأميركية في منطقة الخليج ضد أي تهديدات إقليمية وبخاصة من إيران، إضافة إلى الوضع في سوريا.

ولفتت المصادر إلى أن إسبر سيزور الجنود الأميركيين الذين وصلت طلائعهم مؤخرا إلى قاعدة الأمير سلطان الجوية في مدينة الخرج ( 80 كيلو مترا جنوب شرق الرياض)، وذلك قبل المغادرة إلى بروكسل حيث سيبحث مع وزراء دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) "جملة من القضايا لتنسيق الخطوات التالية للحملة ضد داعش، وتعزيز أهمية ضمان حل سياسي دائم للأزمة في سوريا".

وقال إسبر إن وقف إطلاق النار في شمال شرق سوريا متماسك بشكل عام.

وأضاف" أعتقد أن وقف إطلاق النار متماسك بشكل عام على ما يبدو، نرى استقرارا للخطوط، إن صح التعبير، على الأرض ونتلقى تقارير عن نيران متقطعة، هذا وذاك، فهذا لا يفاجئني بالضرورة".

وهناك مخاوف من أن يؤدي التوغل التركي في شمال شرق سوريا إلى السماح لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية بتحقيق مكاسب وفرار المتشددين من سجون يحرسها مقاتلون أكراد.

وقال إسبر إن الولايات المتحدة ما زالت على اتصال بالمقاتلين الأكراد ويبدو أنهم مستمرون في الدفاع عن تلك السجون في المناطق التي ما زالوا يسيطرون عليها.

ولم يتضح ما إذا كانت القوات الأميركية ستستخدم العراق قاعدة لشن هجمات برية في سوريا وشن هجمات جوية ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

وستضاف القوات الأميركية الإضافية إلى أكثر من خمسة آلاف جندي أميركي موجودين بالفعل في العراق لتدريب القوات العراقية والمساعدة في ضمان عدم استئناف مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية نشاطهم.

وعلى الرغم من إعلان إسبر أنه تحدث مع نظيره العراقي وإنه سيواصل إجراء محادثات في المستقبل فمن المرجح أن ينظر البعض في العراق بتشكك لهذه الخطوة.

ويواجه العراق أزمة سياسية بعد أن أدت احتجاجات حاشدة إلى سقوط أكثر من 100 قتيل وستة آلاف مصاب خلال الأسبوع الذي بدأ في أول أكتوبر تشرين/الأول.