واشنطن عازمة على تحجيم النفوذ الروسي في ليبيا

دبلوماسية أميركية مرشحة لمنصب سفيرة فوق العادة في ليبيا تؤكد أن روسيا عززت وجودها العسكري في البلاد من خلال دمج قوات "فاغنر" في نشاط أوسع.

طرابلس - حذّرت جينيفر جافيتو المرشحة لتولي منصب السفيرة فوق العادة ومفوضة الولايات المتحدة لدى ليبيا من تنامي الحضور الروسي والصيني في البلاد من بوابة الاستثمارات والاتفاقيات العسكرية، فيما يبدو أن واشنطن تتوجس من انفراد موسكو بالبلد الغني بالنفط الذي يعدّ إحدى أهم البوابات المغاربية نحو أفريقيا، في وقت تسعى فيه واشنطن إلى إعادة ترتيب وجودها في البلاد، ضمن مساعيها لتحجيم النفوذ الروسي.

وسلّطت جافيتو، أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي الخميس، الضوء على ما وصفته بـ"النجاحات العميقة" التي حققتها شركات صينية تنشط في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في ليبيا، مشيرة إلى إمكانية أن تلعب المؤسسات الأميركية دور البديل لتلك الشركات، محذرة من أن تعتمد ليبيا على "شركاء غير جديرين بالثقة" لأمنها القومي، وفق "بوابة الوسط" الليبية.

كما أشارت السفيرة الأميركية إلى أن روسيا عززت وجودها العسكري في ليبيا من خلال دمج قوات "فاغنر" شبه العسكرية في نشاط أوسع، لافتة إلى أن موسكو تسعى إلى خلق صناعة دفاعية أكثر انفتاحا مع الجهات الليبية، في سياق مخطط روسي لزعزعة استقرار الجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي "ناتو".

وتابعت أن "ليبيا تشكل أرضا خصبة للقوى العالمية التي تسعى إلى توسيع نفوذها"، موضحة أن الدبلوماسية الأميركية ستكثّف جهودها لعودة عمل السفارة الأميركية من طرابلس عبر تعاون وثيق مع "الكونغرس" بهدف ضمان سلامة وأمن الموظفين.

وتعهدت السفيرة الأميركية بـ"العمل مع الليبيين في شرق البلاد وغربها لتعزيز التكامل العسكري بما يحمي حدود البلاد وسيادتها والحفاظ على المكاسب التي تحققت بشق الأنفس في مكافحة الإرهاب لمنع أي فرصة أمام المتطرفين لتهديد مصالح الولايات المتحدة"، مشددة على أن "معالجة عدم الاستقرار في ليبيا سيحدث عبر استثمار إستراتيجي طويل المدى باستخدام جميع الأدوات الدبلوماسية والتنموية"، وفق المصدر نفسه.
وكشفت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في مارس/آذار الماضي عن خطتها لتعزيز تواجدها الدبلوماسي في العاصمة الليبية، فيما يهدف هذا التحرك إلى مواجهة تنامي النفوذ الروسي في ليبيا عبر مشاريع في العديد من القطاعات من بينها الطاقة وتطوير البنية التحتية والاتفاقيات والعسكرية، ما ضاعف مخاوف واشنطن خاصة وأن ليبيا تعتبر من كبرى البوابات المغاربية للعمق الأفريقي.

وكانت الولايات المتحدة قد أجلت موظفيها الدبلوماسيين في العام 2014 على إثر اندلاع اشتباكات عنيفة في طرابلس، بداية إلى مالطا ثم لاحقا إلى تونس حيث يعملون في ما يعرف بـ"المكتب الخارجي الليبي".

وتشير تقارير دولية إلى أن مجموعة فاغنر في ليبيا تحولت إلى قوات استطلاع روسية في أعقاب الانقلاب الفاشل لقائدها يفغيني بريغوجين الذي لقي مصرعه العام الماضي وتخضع لإشراف وحدة الاستخبارات العسكرية الروسية.

ويتمركز عناصر"فاغنر" الذين يترواح عددهم بين 2000 و2500 عنصر في عدة مواقع عسكرية في ليبيا من بينها قاعدة القرضابية الجوية ومينائها البحري وقاعدة الجفرة الجوية وتمددوا إلى الجنوب الغربي حيث تمركزوا في قاعدة براك الشاطئ الجوية (700 كلم جنوب طرابلس).

وكشف تقرير ألماني، نشر مؤخرا، عن اعتزام روسيا إنشاء قاعدة بحرية عسكرية في ليبيا، ما أثار مخاوف الغرب، لكن سفير موسكو لدى طرابلس نفى الأمر، مشيرا إلى أن "الاتهامات الغربية بتمدد روسيا العسكري في شرق ليبيا تهدف إلى تبرير وجودهم في بعض الدول"، وفق موقع أخبار شمال أفريقيا.