واشنطن 'لا تريد' حربا مع طهران

وزير الدفاع الأميركي يؤكد سعي بلاده لردع إيران بسبب تهديدها المتواصل لدول المنطقة.

واشنطن - أعلن وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تسعى لردع إيران وليس لإشعال حرب ضدها، وذلك بعد اطلاعه أعضاء الكونغرس على التطورات المتعلقة بهذا الملف.

وقال شاناهان للصحافيين بعد خروجه من اجتماع مغلق مع وزير الخارجية مايك بومبيو "هذا بشأن الردع وليس الحرب. نحن لسنا على وشك الذهاب إلى حرب".

نحن لسنا على وشك الذهاب إلى حرب

وكان مسؤول في إدارة ترامب أكد الثلاثاء، أن وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان الأميركية سيبلغان أعضاء مجلسي النواب والشيوخ في جلسة مغلقة، تطورات الوضع المتوتر بين الولايات المتحدة وإيران.

وقال هذا المسؤول الأميركي الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن وزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان ورئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال جوزف دانفورد سيحيطان علماً النواب وأعضاء مجلس الشيوخ بالأمر.

وأفادت وسائل إعلام أميركية أنه يُفترض أن يتحدث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أيضاً أمام النواب والشيوخ الذين يتجاوز عددهم ال 500، خلال الاجتماع نفسه.

وتم إبلاغ مجموعة محدودة مؤلفة من ثمانية برلمانيين الخميس بشأن الملف نفسه، لكن الديموقراطيين طالبوا بحق كل النواب والشيوخ بالاطلاع على تطورات الوضع.

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الثلاثاء إنه "من الممكن جدا" أن تكون إيران مسؤولة عن تخريب المصالح النفطية الخليجية، فيما يستعد لإطلاع الكونغرس الأميركي على التوترات المتصاعدة.

لكنه أشار إلى أن الولايات المتحدة لم تتوصّل إلى "استنتاج نهائي" يمكن عرضه علنا حول عمليات التخريب الغامضة لناقلات نفطية قبالة سواحل الإمارات أو استهداف محطّتي ضخ لخط أنابيب رئيسي في السعودية لهجوم بطائرات مسيّرة.

وأضاف بومبيو في تصريح إذاعي "بالنظر إلى جميع النزاعات الإقليمية التي شهدناها في العقد الماضي وشكل هذه الهجمات، يبدو أنه من الممكن جدا أن تكون إيران وراءها".

وتابع "الأهم هو أننا سنواصل اتخاذ إجراءات لحماية المصالح الأميركية والعمل لردع إيران عن السلوك السيئ في المنطقة والذي يهدد بحق بتصعيد الوضع بحيث ترتفع أسعار النفط".

الجيش الاميركي
الجيش الاميركي يعزز من تواجده في الخليج

وشهدت العلاقات بين واشنطن وطهران توترات جديدة بعد تعزيز الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط مطلع الشهر الحالي للتصدي لـ"تهديدات" إيرانية مفترضة.

وأثارت هذه التوترات مخاوف من مواجهة بين إيران والولايات المتحدة أو بعض حلفاء واشنطن الإقليميين على غرار السعودية.

ويرسل ترامب منذ أيام عدة إشارات متناقضة إلى طهران.

وقد بدا مساء الاثنين وكأنه يخفف من وقع التهديد الوشيك الذي قد تشكله إيران، قائلاً إنه مستعدّ للتحاور مع الجمهورية الإسلامية شرط أن تبادر هي إلى طلب ذلك. إلا أنه كرّر تهديداته في حال حصول هجوم.

وكان ترامب قال الأحد "إذا أرادت إيران خوض حرب فستكون تلك نهايتها. لا تهددوا الولايات المتحدة مجددا".

ومقابل هذا التعزيز للقوات، لا تكفّ إيران عن تكرار القول بأنها لا تريد حرباً، مع توقع "الهزيمة" للولايات المتحدة في حال أقدمت على ذلك.

ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء (إرنا) عن الرئيس الإيراني حسن روحاني قوله في ساعة متأخرة الاثنين إنه يحبذ المحادثات والدبلوماسية لكنه لا يقبلهما في ظل الظروف الراهنة.

ونقلت الوكالة عن روحاني قوله "الوضع اليوم غير موات لإجراء محادثات وخيارنا هو المقاومة فحسب".

الحرس الثوري الايراني
الحرس الثوري يقول ان الولايات المتحدة غير قادرة على تحمل حرب جديدة

وتصاعد التوتر أخيراً بين طهران وواشنطن التي نشرت حاملة طائرات وقاذفات بي-52 في الخليج الأسبوع الماضي، مشيرة إلى "تهديدات" من قبل إيران.
وأمرت إدارة ترامب الطاقم الدبلوماسي الأميركي غير الأساسي بمغادرة العراق، بسبب تهديدات من مجموعات عراقية مسلحة مدعومة من إيران.
وأطلقت الأحد قذيفة كاتيوشا على المنطقة الخضراء في بغداد التي تضم مقار مؤسسات حكومية وسفارات بينها السفارة الأميركية. ولم تعرف الجهة التي تقف وراء هذا الهجوم على الفور.

وكان نائب قائد الحرس الثوري الإيراني هدد الولايات المتحدة قائلا إن الصواريخ الإيرانية يمكنها الوصول للسفن الحربية الأميركية في الخليج.

وأضاف محمد صالح جوكار نائب قائد الحرس الثوري للشؤون البرلمانية أن الولايات المتحدة غير قادرة على تحمل حرب جديدة.

ونقلت وكالة فارس للأنباء الجمعة عن صالح جوكار قوله إن "حتى صواريخنا قصيرة المدى يمكنها الوصول بسهولة للسفن الحربية الأميركية في الخليج".