واشنطن لن تتسامح مع أي حوادث إضافية بالخليج

وزير الدفاع الأميركي بالوكالة طلب من دول حلف شمال الأطلسي دعم واشنطن عبر إدانة إيران علانية ودراسة تشكيل تحالف بحريّ لحماية حرية الملاحة في الخليج.

بروكسل - جدد وزير الدفاع الأميركي بالوكالة، مارك إسبر، الخميس، التأكيد على موقف إدارة الرئيس دونالد ترامب، الرافض للانجراف في حرب مع إيران، إلا أنه شدد على أن واشنطن لن تتسامح مع أي حوادث إضافية بمنطقة الخليج. 
وقال إسبر خلال جلسة مغلقة لوزراء دفاع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، في العاصمة البلجيكية بروكسل، إن "واشنطن لا تطمح للحرب مع إيران، لكنها لن تتسامح في أي حوادث إضافية"، حسبما نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية. 

ومارس إسبر ضغوطا على حلفاء الناتو للانضمام لجهود بلاده في تشديد الخناق على إيران وضمان أمن السفن في الخليج بعد سلسلة هجمات في الممر البحري الاستراتيجي.

وأشار إسبر في كلمة له استمرت عدة دقائق، إلى "تعرض 6 سفن أميركية لهجمات في منطقة الخليج سواء من قبل إيران أو وكلائها، وتعرض السعودية لهجمات صاروخية وأخرى بقذائف هاون، فضلا عن حادثة إسقاط طائرة مسيرة أميركية كانت تحلق في المجال الجوي الدولي".

ومع تصاعد التوتر الأميركي الإيراني، طالب وزير الدفاع الأميركي بالوكالة دول الحلف بدعم واشنطن عبر إدانة إيران علانية ودراسة تشكيل تحالف بحريّ لحماية حرية الملاحة في المنطقة.

وحذر المسؤول الأميركي من تفسير حالة ضبط النفس الأميركية على أنها ضعف، مؤكدا أن واشنطن ستتخذ الإجراءات المناسبة لحماية الملاحة في مضيق هرمز.

كما أوضح إسبر أن "أفعال إيران أثرت على الكثير من الدول خصوصا مع استخدامها للأسلحة"، لافتا إلى أنه "على طهران العودة للمفاوضات لبحث برنامجها النووي وبرامجها الصاروخية".

وناقش وزراء دفاع الحلف الأزمة أثناء اجتماعهم في بروكسل، حيث قال إسبر إنّ بلاده تسعى "لتدويل" قضية إيران، بعد أن دعا وزير الخارجية الأميركي الأسبوع الفائت لتشكيل "تحالف دوليّ" للتعامل مع إيران.

وقال إسبر إنّه حضّ حلفاء بلاده على "النظر في (إصدار) بيانات تدين سلوك إيران السيئ وإبراز أننا نحتاج إلى حرية الملاحة في مضيق هرمز".

كما ضغط عليهم لدراسة تشكيل تحالف قال إنّه يمكنه "النظر في كل شيء من مراقبة الحدود البحرية بما في ذلك المراقبة الجوية إلى تتبع سير السفن لحماية الممر المائي الدوليّ وقد يتضمن حتى مواكبة" السفن.

وتشهد المنطقة توترًا متصاعدًا بين الولايات المتحدة وإيران منذ أن خفضت طهران بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي متعدد الأطراف، المبرم في 2015.

واتخذت إيران تلك الخطوة، مايو/أيار الماضي، مع مرور عام على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، وفرض عقوبات مشددة على طهران، لإجبارها على إعادة التفاوض بشأن برنامجها النووي، إضافة إلى برنامجها الصاروخي.

وتسعى الاتحاد الأوروبي دون نجاح لإنقاذ الاتفاق النووي مع إيران الذي انسحب منه ترامب العام الفائت، إذ تقود بريطانيا وفرنسا وألمانيا الموقعين على الاتفاق هذه الجهود.

وسيحتاج أي تدخل للحلف الأطلسي في الخليج دعما بالإجماع من أعضائه الـ29 وبالنظر إلى عدم الارتياح الأوروبي حيال الأمر يبدو تحقيق ذلك صعبا للغاية.

وقال دبلوماسي في الحلف إن "التحالف كان حذرا من البداية محاولا الابتعاد عن المسائل المختلفة" المتصلة بإيران.

وتابع "نوّد أن نرى مزيدا من الهدوء من الطرفين لكننا حقا لا نريد أن يصبح ذلك مسألة مرتبطة بحلف الأطلسي".

وقال اسبر إنّ "معظم الحلفاء" في الاجتماع أقروا بالخطر الذي تشكّله إيران لكن "عددا" منهم أعربوا سابقاً في جلسات خاصة عن اهتمامهم بالمضي أبعد من ذلك.

يذكر أن التوتر بين الطرفان تفاقم عقب إسقاط إيران، الخميس، طائرة أميركية مسيرة، قالت إنها اخترقت الأجواء الإيرانية، فيما أكد الجيش الأميركي أنها كانت تحلق في المجال الجوي الدولي.

وتعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، "برد ساحق إذا هاجمت إيران أي هدف أميركي".