واشنطن مع إلقاء 'كل أطراف' النزاع أسلحتها في أفغانستان

خليل زاد يؤكد أن إنهاء الجهود العسكرية هو نتيجة أي عملية سياسية مشددا على ان موافقة كافة الأطراف على خفض العنف يعد خطوة ضرورية نحو التوصل الى هذه النتيجة.

واشنطن - أكدّ الموفد الأميركي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد السبت أن بلاده مستعدة أن تلقي "جميع الأطراف" أسلحتها لحل النزاع الدامي المستمر منذ 18 عاما.

ويقود خليل زاد جولة جديدة من مباحثات السلام مع طالبان في الدوحة، حيث يسعى الطرفان للتوصل لاتفاق حول انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان في مقابل ضمانات أمنية من طالبان.

وكتب خليل زاد على تويتر أنّ "إلقاء جميع الأطراف أسلحتها هو نتيجة أي عملية سياسية".

وتابع أنّ "موافقة كافة الأطراف على خفض العنف يعد خطوة ضرورية نحو التوصل الى هذه النتيجة والخيار الأخلاقي المسؤول الذي يجب اتخاذه. نحن مستعدون".

وتأتي تصريحات خليل زاد غداة إعلان الرئيس الأفغاني أشرف غني استعداده للدعوة لوقف "فوري ودائم" لإطلاق النار، في دعوة يبدو أن طالبان رفضتها. واقترح أيضاً "كبادرة حسن نوايا" إطلاق سراح 175 سجيناً من طالبان.

لكن طالبان سبق ورفضت تماما فكرة إلقاء سلاحها.

وكتب المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد على تويتر الجمعة أنّ على الولايات المتحدة "أن تنسى فكرة إلقاء سلاحنا".

وأضاف "بدلا من هذه الأوهام، عليه أن يقنع واشنطن بوقف استخدام القوة والتسبب في مزيد من الخسائر البشرية والمالية لإدارة كابول المتداعية".

وذكر أن على الولايات المتحدة أن تكف عن تكرار الاستراتيجيات الفاشلة توقعا لنتائج مختلفة وأن من الأفضل أن يتحلى خليل زاد "بالشجاعة ويسمي الأشياء بمسمياتها ويقبل بالأمر الواقع".

واختتم الجمعة في كابول اجتماع تاريخي للمجلس الكبير (اللويا جيرغا) بالمطالبة بوقف "فوري ودائم" لإطلاق النار في أفغانستان.

وجمع المجلس الكبير نحو 3200 من وجهاء القبائل ورجال دين وسياسيين ونوابا، حاولوا تحقيق اختراق في النزاع الأفغاني المستمر منذ 18 عاماً.

والعام الماضي، أعلنت طالبان وقفاً لثلاثة أيام لإطلاق النار في أواخر شهر رمضان بعدما أعلن غني من جانب واحد وقف إطلاق نار لثمانية أيام في وقت سابق من الشهر نفسه.

وكان ذلك أول وقف رسمي لإطلاق النار منذ الاجتياح الذي قادته الولايات المتحدة في 2001 للبلاد، وتخللته مشاهد غير مسبوقة من المصالحة والفرح في كابول وفي كافة أنحاء البلاد.

والقتال العنيف في أنحاء البلاد مستمر في وقت باتت فيه طالبان تسيطر أو تؤثر على مساحة أراض أكبر من أي وقت منذ الإطاحة بها في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2001 بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول.

وللولايات المتحدة نحو 14 ألف جندي في أفغانستان في إطار بعثة الدعم الحازم التي يقودها حلف شمال الأطلسي والتي تدرب قوات الأمن الأفغانية وتساعدها في معركتها ضد مقاتلي طالبان وجماعات متطرفة أخرى مثل تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة.

وبعد خمس جولات من المحادثات تحدث خليل زاد عن قدر من التقدم نحو التوصل لاتفاق بشأن سحب القوات الأميركية والكيفية التي ستمنع بها طالبان المتطرفين من استغلال البلاد في شن هجمات.

وتصر طالبان على أن المحادثات لا يمكن أن تمضي قدما إلى أن تغادر القوات الأجنبية البلاد.