واشنطن ولندن تنضمان لمدريد في التحذير من خطر إرهابي في تندوف

الجزائر تلتزم الصمت إزاء تحذيرات مدريد ولندن وواشنطن من تنامي التهديد الإرهابي في ولاية تندوف والمخيمات التي تديرها بوليساريو.
تحذير بريطانيا يشمل كامل الخط الحدودي الجنوبي والشرقي للجزائر
تونس توقف إرهابيا بحوزته أسلحة وحزام ناسف على الحدود مع الجزائر
انتهاكات بوليساريو في مخيمات تندوف ساهمت في تنامي التطرف
صلات محتملة بين ميليشيات بوليساريو وجماعات ارهابية

واشنطن/لندن - انضمت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا إلى اسبانيا في إصدار تحذيرات من السفر إلى الجزائر وتحديدا إلى ولاية تندوف حيث توجد مقرات جبهة بوليساريو الانفصالية، مع إشارة الدول الثلاثة إلى وجود تهديد إرهابي مؤكد بناء على معلومات مؤكدة تشمل عمليات اختطاف أجانب.

ولم يصدر عن الخارجية الجزائرية أي تعليق على تلك التحذيرات كما لم تعلق وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية وغيرها من وسائل الإعلام الحكومية على هذه المعلومات، ما يثير أسئلة حول الصمت الرسمي الجزائري.

ويفترض في مثل هذه التحذيرات وحسب المعمول به في أي دولة ، أن تصدر عن الجهات الرسمية ما يؤكد أو ينفي صحة تلك المعلومات على اعتبار أنها تتعلق بمسائل أمنية حساسة وبالنظر إلى تأثيراتها السياسية أيضا على الدولة المعنية.

وقد أبرزت وزارتا الخارجية الأميركية والبريطانية في آخر تحديث للمعطيات تزايد احتمالات تنفيذ أعمال إرهابية أو أعمال اختطاف هناك.

وذكرت السفارة الأميركية في الجزائر أن هناك "تنبيها أمنيا من زيادة خطر اختطاف المواطنين الغربيين بالقرب من المخيمات في تندوف"، محددة التنبيه بأنه على صلة أيضا بـ"الماراثون المقرر في 28 فبراير 2024"، في إشارة إلى ما تسميه الجزائر "ماراثون الصحراء".

وكانت جبهة بوليساريو قد أعلنت عن مشاركة أجانب في الماراثون، مدعية أن هذه المشاركة تأتي دعما لطروحاتها الانفصالية التي تسوق لها تحت مسمى "حق تقرير المصير".

تحذير أميركي من خطر ارهابي جدي في تندوف
تحذير أميركي من خطر ارهابي جدي في تندوف

ودعت السفارة الأميركية الرعايا الأميركيين إلى تجنب الوصول إلى تلك المنطقة إلى غاية 15 مارس/اذار 2024. كما دعتهم أيضا إلى الحيطة والحذر في أماكن تواجدهم والبقاء في حالة تأهب في المواقع التي يرتادها السياح الغربيون،.

وحثت الرعايا الأميركيين في الجزائر وتحديدا في ولاية تندوف على وضع خطة للمغادرة ومراجعة خطط الأمان الشخصية إلى جانب حمل وثائق هويتهم بما فيها جواز السفر الأميركي.

وفي السياق نفسه حذرت الخارجية البريطانية رعاياها. وتحدثت مساء أمس الاثنين في آخر تحديث لتوجيهات السفر عن وجود معلومات تؤكد تنامي المخاطر الإرهابية بما يشمل تعرض مواطنين غربيين للاختطاف من مخيمات تندوف قبل ما يسمى بـ"ماراثون الصحراء"، ناصحة مواطنيها بعدم السفر إلى تلك المنطقة.

ويشمل التحذير البريطاني كامل الخط الحدودي الجنوبي والشرقي للجزائر على امتداد نحو 30 كيلومترا، بما في ذلك ولاية تندوف والمنطقة الفاصلة بين الجزائر والمنطقة العازلة في الصحراء داخل التراب الجزائري.

وتحدث البيان البريطاني عن وجود احتمال لضرب المصالح الغربية بما يشمل استهداف المواطنين البريطانيين. ونصحت الخارجية البريطانية مواطنيها بالبقاء في حالة يقظة نظرا للخطر الإرهابي المتنامي.

وبحسب المصدر ذاته يشمل التحذير منطقة الحدود مع ليبيا وموريتانيا ومالي والنيجر على نحو 30 كيلومتر إلى داخل التراب الجزائري ومثلها من الحدود مع تونس إلى داخل الأراضي الجزائرية في ولايتي إليزي وورقلة ومنطقة جبل الشعانبي، مع دعوة ملحة لعدم السفر إلى محيط باقي الحدود مع الأراضي التونسية إلا للضرورة القصوى.

صلات محتملة بين ميليشيات بوليساريو وجماعات ارهابية
صلات محتملة بين ميليشيات بوليساريو وجماعات ارهابية

وتأتي التحذيرات البريطانية الأميركية مباشرة بعد إصدار اسبانيا تحذيرا لمواطنيها بعدم السفر إلى ولاية تندوف والمخيمات التي تديرها جبهة بوليساريو بدعم جزائري. كما حثت المتواجدين هناك على المغادرة فورا، مؤكدة وجود احتمال كبير لحدوث عمل إرهابي قد يستهدفهم.

وجاء ذلك وفق آخر تحديث لوزارة الخارجية الإسبانية ضمن التوصيات الأمنية التي تقدمها لمواطنيها بشكل دوري.

وتشير التحذيرات الدولية إلى حالة من عدم الاستقرار وإلى زيادة نشاط الجماعات الإرهابية في المنطقة خاصة في ظل تقارير عن تنامي التطرف في مخيمات تندوف كنتيجة طبيعية لبيئة الاستبداد والتهميش والانتهاكات الواسعة التي ترتكبها بوليساريو بحق سكان المخيمات جنوب الجزائر.

وكانت تقارير سابقة قد حذّرت من أن مخيمات تندوف باتت حاضنة لجماعات متطرفة، بينما أثر الوضع في مالي على استقرار الجزائر اذ تحدثت تقارير عن تسلل متطرفين إلى داخل التراب الجزائري بعد قامت القوات المالية بعمليات تمشيط على اثر سيطرتها على شمال البلاد التي كانت معقلا خاصة للمتمردين الطوارق.

 وهذه الجماعات العرقية المسلحة على تواصل مع النظام الجزائري الذي كان وسيطا في اتفاق العام 2015 الذي تحلل منه المجلس العسكري المالي بسبب تدخلات الجزائر في شؤون مالي الداخلية واستقباله قيادات من الطوارق دون تشاور أو تنسيق معه.  

وفي مؤشر آخر على امتداد الخطر الإرهابي، أعلنت تونس أمس الاثنين اعتقال إرهابي قالت إنه مصنف "خطير" وضبطت بحوزته أسلحة وحزام ناسف بمنطقة القصرين على الحدود مع الجزائر.

وبحسب بيان صادر عن الداخلية التونسية، فإنه تم اعتقال الإرهابي بعد عملية متابعة من الأجهزة المختصة وألقي عليه القبض في كمين محكم أثناء مروره على متن دراجة نارية بأحد المسالك المؤدية إلى معاقل العناصر الإرهابية بجبال القصرين.