وباء كورونا يسرع بانهيار الصحافة الربحية

نائبة الرئيس السابقة لنيويورك تايمز ووول ستريت جورنال بينيلوبي أبرناثي تعتبر أن الصحف لم تنجح في إنشاء بدائل رقمية، الا أنها ترى أن المستقبل لا يزال واعدا لبعض الجرائد والمجلات الكبرى.
كورونا أمعن في ضرب الصحف القائمة على الإعلانات
بينيلوبي تعتبر أن الصحافة الورقية ستصمد

باريس - تجزم نائبة الرئيس السابقة لـ"نيويورك تايمز" و"وول ستريت جورنال" بينيلوبي أبرناثي بأن "الصحافة الباغية الربح انهارت ولم تنجح الصحف في إنشاء بدائل رقمية"، رغم اعتبارها أن المستقبل لا يزال واعدا لبعض الصحف والمجلات الكبرى.
وتعتبر أنه في بلدان كثيرة، بنت الصحف تاريخيا نفسها على نموذج ربحي. 
وترى ان الصحافة في الولايات المتحدة لا تقوم على مبدأ أن يدفع القراء في مقابل تلقيهم المعلومات، بل هي تعتمد على المعلنين.
الا انها تؤكد أن هذا النموذج انهار ولم تنجح الصحف في إنشاء بدائل رقمية. وحتى في الأسواق الصغيرة، تستحوذ فيسبوك وغوغل على ثلاثة أرباع الإيرادات الرقمية، فيما تتقاسم وسائل الإعلام الفتات، وهذا لا يكفي لبناء صحافة صلبة.
وترى نائبة الرئيس السابقة لـ"نيويورك تايمز" ان وباء كوفيد-19 أمعن في ضرب هذا النموذج القائم على الإعلان (...) نحن نعيش امتدادا لأزمة اقتصادية قائمة أصلا. وسائل الإعلام كانت تصمد بالاعتماد على هوامش ربح هزيلة، وقد أتى كوفيد-19 ليسرّع انهيارها.

حتى في الأسواق الصغيرة، تستحوذ فيسبوك وغوغل على ثلاثة أرباع الإيرادات الرقمية، فيما تتقاسم وسائل الإعلام الفتات، وهذا لا يكفي لبناء صحافة صلبة.

وتؤكد بينيلوبي أبرناثي في الولايات المتحدة، فقدنا ربع الصحف التي كانت موجودة سنة 2004. أكثرية المنشورات التي توقفت عن الصدور كانت من الصحف اليومية أو الأسبوعية الصغيرة. هي لم تتوقف عن العمل بين ليلة وضحاها، بل تحولت في مرحلة أولى إلى مطبوعات أسبوعية، من دون جدوى، ثم انتقلت إلى الصدور بنسق رقمي حصرا، ثم أوقفت عملها بالكامل. وبنتيجة ذلك، جرى تسريح نصف العاملين في الصحافة المكتوبة منذ 2008.
واضافت "لا تزال لدينا حوالي 150 صحيفة إقليمية كبرى. ورغم أن مستقبلها كان يبدو واعدا في بداية تحولها الرقمي، لكنها لم تنجح في أن تحقق إيرادات عن طريق الإعلانات أو الاشتراكات".
وتعتبر نائبة الرئيس السابقة لـ"نيويورك تايمز" و"وول ستريت جورنال" ان ما حصل تغيير جذري في هوية أصحاب هذه المؤسسات: فأكثرية مجموعات الصحف الكبرى كانت مدرجة في البورصة، وكنا نعلم ما طبيعة عملها. أما مالكوها الجدد فهم من الشركات الخاصة أو صناديق المضاربة. والأولوية لهؤلاء تكمن في توزيع الأرباح. هم قد يتسلمون الإدارة ويقتطعون من الميزانية بطريقة قاسية ربما.
وترى ان ما يثير القلق في الولايات المتحدة هو الميل نحو توقف صحف عن الصدور في المجتمعات التي تواجه مشكلات كبرى، مع مستويات كبيرة من الفقر، فيما هي الأكثر حاجة للمعلومات من أجل تحضير مستقبل أفضل".
الا انها ترجح قدرة صحيفة وطنية مثل "نيويورك تايمز" أو "وول ستريت جورنال" تطبيق استراتيجية لبلوغ عدد كاف من القراء وإقناعهم بالدفع. لكن صحيفة إقليمية لن تنجح يوما في استقطاب 5,5 ملايين مشترك.
وتقول في هذا الصدد يمكن لنماذج ربحية أو غير ربحية أو هجينة أن تثبت فاعلية تبعا للحالات. ففي حال وجود مالك صحيفة مبدع ومجتهد يرغب في الاستثمار على المدى الطويل في سوق تتمتع بمقدّرات نمو، ثمة فرص في النجاح.
وختمت الإعلامية المتنقلة بين كبرى الصحف العالمية حديثها بنبرة متفائلة واعتبرت ان الصحافة الورقية ستصمد بشكل أو بآخر. وانه قبل عشر سنوات كنا جميعا نتوقع أننا سنقرأ اليوم الكتب الرقمية. لكن هذه المنتجات وصلت إلى أوجها قبل خمس سنوات! لا يزال هناك مستقبل للمطبوعات الأسبوعية والشهرية. مع بعض الاستثناءات، سنظل نتذكر بحنين زمن الصحف اليومية والملخص عن الساعات الأربع والعشرين الماضية".