وباء يشبه الإنفلونزا يهدد بفناء البشرية

خبراء أميركيون يحذرون من مرض سريع الحركة لديه القدرة على قتل عشرات الملايين من الناس، وتعطيل الاقتصادات وزعزعة الأمن القومي.
السفر عبر الجو يسارع في انتشار المرض
لا يوجد بلد في العالم مستعد بالكامل للتعامل مع الوباء القاتل

لندن - يحذر خبراء من مركز الأمن الصحي التابع لجامعة جونز هوبكنز الأميركية من انتشار سريع لوباء قاتل قد يجتاح العالم خلال ساعات ويقتل الملايين لأنه لا يوجد أي بلد في العالم مستعد بالكامل لمواجهته.
يقول العلماء إن مرضا شبيها بالإنفلونزا قادر على الانتشار خلال 36 ساعة، وإن دولا قليلة تستطيع خوض معركتها ضد هذا القاتل الخطير، لكنها مع هذا لن تستطيع الصمود طويلا نظرا لسرعة تفشي المرض، وعدم وجود بلد مجهز بالكامل للتعامل مع الوباء العالمي القادم.
وذكر تقرير العلماء أن من بين الدول التي تستطيع مجابهة الوباء لفترة هي بريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا وكندا وفرنسا وهولندا والنرويج وألمانيا وأسبانيا وإيطاليا والنمسا.
وأضاف التقرير المعروف باسم مؤشر الأمن الصحي العالمي، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن غالبية الدول الأفريقية تعد "الأقل استعدادًا" بسبب سوء التحصين.
ودعا فريق التقرير العالم لوضع استعدادات كاملة، وبذل المزيد من الاستثمار لمكافحة المرض، وقالوا إنه يتعين على الأمم المتحدة بذل جهود مكثفة لتكون في حالة يقظة وتأهب لتفش واسع للمرض والتنسيق عبر الحدود الدولية.
ويرى العلماء أنه يجب على العالم أجمع التعامل مع  أن هذا الوباء الذي "لا مفر منه" بطريقة مكثفة تراعي عوامل الخطر السياسية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية التي يمكن أن تحد من الاستجابة.

الانفلونزا الاسبانية
الانفلونزا الاسبانية، هل يعيد التاريخ نفسه؟

وقال التقرير أنه بينما تبذل بعض الحكومات والمنظمات الدولية جهودا لتكون في حالة يقظة وتأهب لتفش واسع للأمراض منذ انتشار الإيبولا في غرب أفريقيا بين عامي 2014 و2016، إلا أن هذه الجهود "غير كافية على الإطلاق".
وذكر العلماء في تقريرهم: "إن الوباء سريع الحركة لديه القدرة على قتل عشرات الملايين من الناس، وتعطيل الاقتصادات وزعزعة الأمن القومي".
وأوضح التقرير الذي يحمل عنوان "العالم في خطر" أن سفر الناس عبر الجو يسارع في انتقال الأمراض المعدية القاتلة، ما يعني أن تفشي الأمراض في بلد واحد يمكن أن ينتشر في جميع أنحاء العالم في غضون ساعات.
وأشار إلى عدة أمراض خطيرة تهدد العالم إضافة إلى الوباء القاتل، مثل الإيبولا وزيكا والنيباه وخمسة أنواع من الأنفلونزا، وفيروس حمى غرب النيل والحصبة والتهاب النخاع الرخو الحاد والحمى الصفراء وحمى الضنك والطاعون والجدري.
وذكّر التقرير بوباء "الإنفلونزا الإسبانية" الذي تفشى عام 1918 وأودى بحياة ما يُقدر بخمسين مليون شخص.
ويأتي هذا التقرير الخطير بعد شهر على تقرير دولي صادر عن مجموعة البنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية، يحذر من أمراض فيروسية تتحول إلى أوبئة مثل الإيبولا والإنفلونزا ومرض التهاب الجهاز التنفسي الحاد، يصعب بشكل متزايد التحكم فيها والسيطرة على انتشارها، ويدعو إلى الاستعداد قبل نزول البلاء ويطالب بضرورة الاستثمار في تعزيز أنظمة الصحة وضخ مزيد من التمويل لأغراض البحث العلمي وتحسين التنسيق وأنظمة الاتصال السريع ومراقبة التقدم بشكل مستمر.