وحدة الموقف السعودي الإماراتي تفشل التآمر القطري الاخواني

البيان السعودي الإماراتي المشترك يقطع الطريق على محاولات لم تكن الأولى ضمن تحرك إخواني قطري واسع لإضعاف التحالف وتشتيت جهوده وشقّ وحدة الصف بين الشريكتين السعودية والإمارات.
التحالف الإماراتي السعودي أقوى من أن تهزّه حملة قطرية اخوانية
السعودية والإمارات تؤكّدان وحدة موقفها من أحداث جنوب اليمن
السعودية والإمارات تقطعان الطريق على حملة تستهدف إضعاف التحالف العربي
المقاطعة عرّت تفاصيل التآمر القطري الاخواني على التحالف العربي

الرياض - أكدّ البيان الإماراتي السعودي المشترك حول التصعيد الأخير في جنوب اليمن ودعوتهما أطراف النزاع للتهدئة والحوار، تناغم مواقف الرياض وأبوظبي ووحدة الموقف والمصير في مواجهة التحديات والمخاطر المتربصة بأمن المنطقة.

كما بدد شكوكا حاول المحور القطري الاخواني زرعها وتأجيجها في حملة إعلامية مغرضة لإضعاف التحالف العربي الذي تُشكل أبوظبي والرياض عموده الفقري في مواجهة انقلاب الحوثيين وفي التصدي للتنظيمات الإرهابية وللأجندة الإيرانية في المنطقة.

واستهدفت حملة التشويه التي قادتها وسائل إعلام ومنصات اجتماعية تابعة لقطر وللإخوان الإيهام بوجود خلافات سعودية إماراتية عميقة وللإيحاء ببداية تفكك التحالف على خلفية الأحداث في جنوب اليمن التي تفجرت بعد تحرك خلايا تابعة لحزب الإصلاح اليمني لاجتياح عدد من محافظات الجنوب وعلى رأسها عدن العاصمة المؤقتة.

وأحبطت قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي محاولة ميليشيات الإخوان السيطرة على عدن وتشتيت جهود التحالف في محاربة الحوثيين.

وجاء البيان السعودي الإماراتي أيضا ليقطع الطريق على تلك المحاولات التي لم تكن الأولى ضمن تحرك إخواني قطري واسع لتشويه دور التحالف وتشتيت جهوده وشقّ وحدة الصف والموقف بين الشريكين والحليفين: السعودية والإمارات.

العاهل السعودي الملك سلمان وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان
الشراكة السعودية الإماراتية أكبر من أن تهزها حملة التضليل القطرية الاخوانية

وكان لافتا أن دفع حملة التشكيك باتجاه الإيحاء بوجود خلافات عميقة وشروخ في العلاقات بين السعودية والإمارات على خلفية التوترات في جنوب اليمن، استهدف بالأساس في توقيته ومضامينه زرع الفتنة وإضعاف التحالف العربي والتشويش على الشراكة الإستراتيجية بين البلدين.

إلا أن تماسك التحالف بين الإمارات والسعودية والعلاقات الإستراتيجية بمحاميلها التاريخية والإنسانية والثقافية وبمشمولاتها وأبعادها الأمنية والعسكرية، أفشل مرة أخرى المحاولات القطرية الاخوانية لشق وحدة التحالف الاستراتيجي بين أبوظبي والرياض. 

واللافت أيضا أن تلك الحملة جاءت في ذروة التحرك الإماراتي السعودي في مواجهة التهديدات الإيرانية للأمن الإقليمي ولأمن الطاقة العالمية في المضائق البحرية (مضيق هرمز وبحر عمان ومضيق باب المندب) التي تمر عبرها معظم إمدادات النفط للعالم وفي الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة لتشكيل تحالف دولي أوسع للتصدي لأنشطة طهران ووكلائها في المنطقة.

وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قد أعلنت في الخامس من يونيو/حزيران 2017 قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع قطر لدعمها وتمويلها الإرهاب ولاحقا انهاء مشاركة الدوحة في التحالف العربي للسبب ذاته رغم التمثيل المحدود للقوات القطرية في التحالف العربي حيث كانت ترابط على الحدود السعودية اليمنية.

وعرّت المقاطعة تفاصيل التآمر القطري على قوات التحالف وكشفت عن وجود قنوات سرية بين الدوحة وطهران والحوثيين. واتهمت الرياض حينها الدوحة بـ"دعم تنظيمات إرهابية في اليمن ومنها القاعدة وداعش والتعامل مع الميليشيات الانقلابية في اليمن مما يتناقض مع أهداف التحالف التي من أهمها محاربة الإرهاب".

ومن المؤامرات الصادمة أيضا تلك التي تعلقت بتزويد قطر الحوثيين بإحداثيات مواقع قوات التحالف في معسكر صافر في محافظة مأرب وتسهيلها هجوما صاروخيا حوثيا أسفر عن مقتل العشرات من جنود التحالف معظمهم من القوات الإماراتية في سبتمبر/ايلول 2015.

تماسك التحالف بين الإمارات والسعودية والعلاقات الإستراتيجية بمحاميلها التاريخية والإنسانية والثقافية وبمشمولاتها وأبعادها الأمنية والعسكرية، أفشل مرة أخرى المحاولات القطرية الاخوانية لشق وحدة التحالف الاستراتيجي بين أبوظبي والرياض

وفي تلك الفترة لم تكن المؤامرة قد تكشفت ولم يكن لدى دول التحالف وأيضا القوى الغربية تفاصيل عن التحالف القطري الإيراني السرّي الذي تنضوي تحته شبكة من التنظيمات الإرهابية تضم ميليشيات الحوثي والإصلاح (إخوان اليمن) وأيضا القاعدة وداعش، وهي تنظيمات جرى تحريكها وتمويلها لشنّ هجمات على قوات التحالف.

والحملة الأخيرة القطرية الاخوانية لا تخرج عن سياق المؤامرات السابقة قبل وبعد إنهاء مشاركة قطر في التحالف.

وقالت السعودية والإمارات اليوم الأحد في بيانهما المشترك الذي نشرته وكالتا الأنباء السعودية والإماراتية، إنّهما تدعمان "الحكومة الشرعية في جهودها الرامية للمحافظة على مقومات الدولة اليمنية".

ودعتا إلى "التوقف بشكل كامل عن القيام بأي تحركات أو نشاطات عسكرية ووقف التصعيد الإعلامي الذي يُذكي الفتنة ويؤجج الخلاف".

وتدور الحرب في اليمن بشكل رئيسي بين المتمردين الحوثيين المقرّبين من إيران وقوات موالية للحكومة اليمنية بدعم من التحالف العربي، منذ أن سيطر الانقلابيون على مناطق واسعة بينها صنعاء قبل أكثر من أربع سنوات.

وشهد جنوب اليمن منذ شهر تقريبا معارك بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي وأخرى موالية للحكومة بينها ميليشيات حزب الإصلاح الاخواني.

ويتهم المجلس الانتقالي حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي بالفساد وأنها أصبحت رهينة لحزب الإصلاح وأجندته.

واستضافت مدينة جدة السعودية قبل ايام قليلة حوار غير مباشر بين وفد عن الحكومة اليمنية يهيمن عليه ممثلو حزب الاصلاح ووفد عن المجلس الانتقالي برئاسة عيدروس الزبيدي الذي أكد التزامه بدعم جهود التحالف في محاربة الإرهاب والحوثيين. وعرقل ممثلو حزب الإصلاح الحوار ودفعوه إلى الفشل بجملة اشتراطات.

وفي بيانهما المشترك، دعت السعودية والإمارات اليوم الأحد الأطراف المتقاتلة في جنوب اليمن إلى "العمل بجدية" مع لجنة سعودية إماراتية مشتركة شكّلت "لمراقبة وتثبيت وقف الأعمال والنشاطات العسكرية وأي نشاطات أخرى تقلق السكينة العامة".

ويرى محلّلون أن الخلافات داخل معسكر السلطة اليمنية، تضعف الحرب على الحوثيين.