وحي من السماء وأجنحة طينية وقائد للعالم في رئاسيات الجزائر!

ظاهرة غريبة تهيمن على مشهد الانتخابات مع مرشحين يقدمون وعودا خيالية تحولت الى مصدر للسخرية والتندر في الاعلام وعلى مواقع التواصل.
وليمة لكل الجزائريين اذا فاز احد المرشحين
عائلة مع أطفالها الصغار تترشح للانتخابات الرئاسية

الجزائر - غلب الطابع الهزلي وحالة الترقب على الأسبوع الأول من سباق انتخابات الرئاسة المقررة بالجزائر في 18 أبريل/نيسان القادم بعد أن تصدر المشهد مرشحون يوصفون بـ"غريبي الأطوار" بدلا عن البرامج الانتخابية.
وازدحمت منصات التواصل الاجتماعي في الجزائر بفيديوهات وتصريحات غريبة لشخصيات تعتزم الترشح للرئاسيات المقبلة بعد أن تحولوا لمصدر للتندر والسخرية.
وحتى 26 يناير/ كانون الثاني الجاري فاق عدد الذين قدموا طلبا للترشح للرئاسيات 100 طلب أغلبهم من المستقلين حسب وزارة الداخلية.
وينهي الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة (81 سنة) الذي يحكم الجزائر منذ 1999 ولايته الرابعة في أبريل لكنه لم يعلن حتى الآن ما إذا كان سيترشح لولاية رئاسية خامسة كما لم يرد على دعوات مؤيديه للاستمرار في الحكم.
واصطفت عدسات الكاميرات لمختلف القنوات التلفزيونية الخاصة أمام مقر وزارة الداخلية بالعاصمة لنقل تصريحات الراغبين في دخول السباق نحو القصر الرئاسي المعروف بـ"المرادية".
كما خصصت مختلف وسائل الإعلام المحلية حيزا هاما لتصريحات المتقدمين للترشح للرئاسيات وعالجتها في طابع كوميدي ساخر.
وعلق موقع "كل شيء عن الجزائر" في نسخته الناطقة بالفرنسية على الظاهرة بـ"من هؤلاء المرشحون غريبو الأطوار".
وذكر المقال بأن مقر وزارة الداخلية بالعاصمة عرف توافد العشرات من الراغبين في الترشح لمنصب رئيس الجمهورية لكن اللافت أن لا أحد يعرف هؤلاء المرشحين.
ومن التصريحات التي تمت مشاركتها على نطاق واسع قول أحد المرشحين إن "الجزائر هي قلب العالم وسيجعلها أقوى من أميركا" مشيرا إلى أنه مهندس ولديه مشروع لصناعة طائرة ذات أجنحة من طين.

الجزائر ستصبح أقوى من أميركا

كما فاجأ أحد الراغبين في الترشح ويدعى السعيد عمامرة عدسات الكاميرات بقوله إنه رئيس مجلس الأمن العالمي ومعنى ذلك قائد القوات العالمية.
وزعم عمامرة أنه في يناير/كانون الثاني 2017 نظمت مظاهرة لصالحه في الولايات المتحدة طالبت بتنحية الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتنصيبه رئيسا للولايات المتحدة.
عمامرة أوضح أنه لن يقوم بحملة انتخابية وإنما يقوم بها المواطنون الجزائريون لصالحه.
وقال عسكري متقاعد بعد سحبه استمارات التوقيعات من مقر وزارة الداخلية أنه لو نجح في الانتخابات "سيقيم وعدة (وليمة) لكامل الشعب الجزائري عبر محافظات البلاد الـ48".
وزعم أحد الراغبين في الترشح لمنصب رئيس الجزائر بأن الوحي ينزل عليه في كل مرة ويترجم ذلك في مقترحات يقدمها لرئاسة الجمهورية كونه على تواصل دائم مع الرئيس وتقوم الرئاسة بتطبيقها على أرض الواقع.
واصطحب أحد المرشحين غريبي الأطوار كامل أفراد عائلته إلى مقر وزارة الداخلية بمن فيهم الأطفال الصغار وصرح للصحفيين أنه لأول مرة تترشح عائلة بكاملها للانتخابات الرئاسية وسط دهشة الحاضرين.
ويرى أستاذ الإعلام بجامعة الجزائر عبد العالي رزاقي أن ظاهرة المرشحين غريبي الأطوار دافعها غرائز داخلية في هؤلاء الأشخاص بغية تحقيق الشهرة والظهور إعلاميا.
وذكر رزاقي لوكالة الأناضول التركية للأنباء ان ظاهرة التصريحات الغريبة ممن يعتزمون الترشح للرئاسيات سببها رغبة هؤلاء في الظهور إعلاميا وخاصة عبر صفحات التواصل الاجتماعي بعد أن عجزوا عنها في الحياة السياسية.
ووفق رزاقي فإن الغرائز الداخلية لهؤلاء للظهور إعلاميا دفعتهم للتوجه إلى مقر وزارة الداخلية خصوصا مع علمهم بتواجد كاميرات التلفزيونات لتغطية عملية سحب استمارات الترشح.

يريدون تحقيق الشهرة والظهور الإعلامي

واستبعد رزاقي الطرح القائل بأن الظاهرة متعمدة من طرف السلطة لتقديم الرئيس بوتفليقة رغم مرضه كأفضل.
وقال "الرئيس بوتفليقة مستبعد جدا أن يترشح بالنظر لوضعه الصحي".
ووفق المادة 140 من القانون الانتخابي ما زال أمام الرئيس الجزائري مهلة 45 يوما بدأت الجمعة 18 يناير لإعلان ترشحه من عدمه علما أن بوتفليقة دأب منذ توليه الحكم على الإفصاح عن قراره في آخر لحظة من مهلة تقديم ملفات الترشح.
وفي حال قرر بوتفليقة دخول السباق للظفر بولاية خامسة فإن هذه الانتخابات ستكون بإجماع من المراقبين "محسومة سلفا" لصالحه كونه يحظى بدعم أكبر أحزاب ومنظمات البلاد.
وتنتظر شخصيات بارزة في البلاد موقف الرئيس من السباق من أجل حسم توجهاتها للمشاركة في الترشح حيث اقتصرت إعلانات الترشح الى بعيد على شخصيات مغمورة.
وباستثناء ذلك تقدم للسباق عبد العزيز بلعيد رئيس حزب جبهة المستقبل الذي ترشح في 2014 كما أعلنت حركتا مجتمع السلم والبناء الوطني (إسلاميتان) ترشح رئيسيهما عبد الرزاق مقري وعبد القادر بن قرينة.
وأعلن رئيس الحكومة السابق ومرشح رئاسيات 2004 و2014 علي بن فليس تقدمه لاستحقاق أبريل المقبل إضافة للجنرال المتقاعد علي غديري.
كما أعلن رئيس حزب "عهد 54" علي فوزي رباعين رغبته في الترشح وقام بسحب الاستمارات للمرة الرابعة على التوالي ليحطم بذلك الرقم القياسي في عدد مرات التقدم نحو السباق الرئاسي.
ويشترط قانون الانتخابات الجزائري حصول المرشح للرئاسيات على 60 ألف توقيع لمواطنين عبر 25 ولاية (من إجمالي 48) على الأقل أو 600 توقيع لمنتخبين محليين في البلديات والولايات أو في البرلمان بغرفتيه.
ومع شروع الراغبين في سحب استمارات التوقيعات من مقر وزارة الداخلية بالعاصمة، ظهرت مواقف غريبة وتصريحات غير مسبوقة للمرشحين.
والتهبت مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر على مر الأيام الماضية بمواقف المرشحين الغريبة وتصريحاتهم التي أدهشت رواد الشبكات الاجتماعية والمواطنين على حد سواء.