وداعا لأقنعة التنكر المصنوعة من البلاستيك

جزئيات صغيرة تلمع وتبرق على الوجه والجسم مستوحاة من الوصفات النباتية الصرفة من بينها الطحالب وأحجار الميكا.

برازيليا – في ريو دي جانيرو من الصعب تصور كرنفال المدينة الشهير من دون مساحيق التبرج البراقة، لكن عددا متزايدا من البرازيليين بات يستخدم في تنكراته أقنعة بمنتجات قابلة للتحلل كي لا تنتهي جزئيات البلاستيك الصغيرة في المحيط.
وهذه الجزئيات الصغيرة التي تلمع وتبرق على الوجه والجسم ملوثة جدا وتشكل تهديدا فعليا للثروة الحيوانية البحرية. فعند الاستحمام تنجرف عبر المجارير وتنتهي في البحر.
وتقول فرانسيس سانساسو (29 عاما) فيما كرنفال ريو شارف على نهايته "كنت أستخدم الكثير من هذه المواد وأعتبرها رائعة. لكن عندما اكتشفت أنها مصنوعة من البلاستيك والالمنيوم قلت إنه ينبغي أن نقوم بشيء ما لنغير ذلك".

هذه المواد البراقة خفيفة وغير مضرة. على العكس هي مفيدة للبشرة ولا أثر لها على الحياة البحرية

وطرحت المهندسة المعمارية هذه قبل سنتين ماركة "بورا بيوغليتر" وتعتبر رائدة في سوق هذه المواد العضوية في البرازيل. وقررت فرانسيس أن تصنع بنفسها هذه المواد لأن استيرادها من بريطانيا والولايات المتحدة مكلف جدا.
وهي استوحت من الوصفات النباتية الصرفة واختبرت عدة منها قبل التوصل إلى الأفضل من بينها بالاستناد إلى الطحالب وأحجار الميكا.
وتؤكد "هذه المواد البراقة خفيفة وغير مضرة. على العكس هي مفيدة للبشرة ولا أثر لها على الحياة البحرية".
وتوضح "في غضون ثلاثة أيام تتحلل هذه المواد وتعود إلى وضعها الطبيعي أي طحالب وحجارة ولا مشكلة إن انتهت في مياه البحر".
وخلافا للمواد البراقة الصناعية، فان تلك المراعية للبيئة تأتي بأشكال غير متناسقة ومظهرها معدني إذ ان الميكا أقل لمعانا من الالمنيوم.
وتقر فرانسيس سانساسو "الأشخاص الملتزمون الحفاظ على البيئة سيدركون أنها مختلفة (عن تلك التي تستند إلى البلاستيك) وأنها بديل بيئي".
وأعجبت دنيز دافيدسون وهي طاهية في مطعم بهذا المنتج كثيرا "فهو أفضل بكثير من المواد البراقة الصناعية. نعيش في حقبة لم نعد نهتم فيها بالطبيعة. أظن أن الكثير من الناس بدأوا يستخدمونها".
وتضيف سانساو الماء إلى مسحوق الطحالب وتغلي المزيج في قدر حتى تحصل على عجينة.
وتضيف إليها مسحوق الميكا مع ملونات ثم تمرّح الخليط وتتركه يجف. ويأخذ عندها شكل ورقة يكفي بعدها طحنها إلى قصاصات صغيرة.

وتخزن المادة البراقة في علب صغيرة وتباع بعشرة ريالات للغرام (حوالى 2,30 يورو). أما سعر النسخة الصناعية منها المستندة إلى البلاستيك فتباع في المتاجر الكبرى بسعر أقل خصوصا إن بيعت بكميات كبيرة في علب تحوي 50 غراما.
وتنجح فرانسيس مع شريكتيها وموظفتين في إنتاج 800 غرام في اليوم. وتتوقع شركتها الصغيرة أن تبيع 50 كيلوغراما بحلول نهاية الكرنفال في السادس من آذار/مارس.
وتقول "عندما أسست "بورا بيوغليتر" في 2017 كان الناس يقولون لي إني أقلق كثيرا وإنها مجرد مواد براقة. لكن منذ ذلك الحين زاد الوعي بعدم القدرة على الاستمرار بتلويث الكوكب مع هذه الكمية من البلاستيك".
ورغم استمرار ارتفاع الطلب تعتقد فرانسيس أنه بالامكان إنتاج هذه المواد البراقة بكميات صناعية وبأسعار تنافسية.