"وداعا يا بافانا" يعرض لسيرة حارس مانديلا بالسجن

أحداث الفيلم تبدأ بوصول حارس السجن جيمس جريجوري إلى السجن، حيث يكلّف بمراقبة السجين الزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا.
جيمس جريجوري يتعرض لمقاطعة زملائه البيض وانعزاله عنهم وتعرضه للتهديد بالقتل
كلمة "بافانا" تعني "أولاد" باللغة المحلية في جنوب إفريقيا

عمّان ـ من محمود الزواوي

فيلم "وداعا يا بافانا" (2007)، من إنتاج جنوب إفريقيا بالاشتراك مع خمس دول أوروبية، وهو من إخراج المخرج الدانمركي بيل أوجاست الذي اشترك في كتابة السيناريو مع الكاتب السينمائي جريج لاتر استنادا إلى كتاب "وداعا يا بافانا" من تأليف جيمس جريجوري، وهو أحد الشخصيتين الرئيسيتين في أحداث قصة الفيلم، وهما جيمس جريجوري مراقب وحارس السجين الزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا. 
تبدأ أحداث قصة فيلم "وداعا يا بافانا" في العام 1968 بوصول حارس السجن جيمس جريجوري إلى السجن، حيث يكلّف بمراقبة السجين الزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا ومراسلاته مع الخارج وأحاديثه مع السجناء، والمسجون منذ العام 1963 بسبب معتقداته السياسية وتزعمه لمقاومة سياسة التمييز العنصري في جنوب أفريقيا. 
وجيمس جريجوري رجل أبيض متعصب ضد السود، وكلفّ بمهمته كحارس في السجن ومراقب لنيلسون مانديلا لأنه يجيد اللغة المحلية المستخدمة في السجن. ولكن بعد اطّلاعه هو وأفراد أسرته على سوء معاملة السود وتأثره بما يرى يتغير موقفه وموقف أسرته من السود مع مرور الوقت ويتعاطفون معهم، وتنشأ علاقة ودية بينه وبين الزعيم المسجون نيلسون مانديلا. 
وينقلب جيمس جريجوري على سياسة وثقافة التمييز العنصري ويعرب عن كراهيته وعدائه لسياسة التمييز العنصري في جنوب إفريقيا. ونتيجة لهذا التغيير يتعرض جيمس جريجوري لمقاطعة زملائه البيض وانعزاله عنهم وتعرضه للتهديد بالقتل. 
وتنتهي أحداث قصة فيلم "وداعا يا بافانا" في العام 1990 عند إطلاق سراح الزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا من السجن بعد قضاء 27 سنة من الاعتقال وانتخابه رئيسا لجنوب أفريقيا ليصبح أول رئيس أسود لتلك البلاد، وتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ جنوب إفريقيا يتمتع فيها المواطنون السود بالحرية. 

ويركّز فيلم "وداعا يا بافانا" على حياة حارس السجن جيمس جريجوري والتغيرات التي حدثت في حياته السياسية وعلاقته وتأثره بالزعيم نيلسون مانديلا، وعلى شخصية نيلسون مانديلا وتصرفاته. كما يتناول الفيلم العلاقة بين جيمس جريجوري وزوجته جلوريا وما يطرأ على حياتهما من تأثير خلال إشراف الزوج على مراقبة السجين نيلسون مانديلا. 
وكلمة "بافانا" المستخدمة في عنوان الفيلم تعني "أولاد" باللغة المحلية في جنوب إفريقيا. وكان الكاتب جيمس جريجوري مؤلف الكتاب الذي استند إليه الفيلم والشخصية الرئيسية في الفيلم يصادق في طفولته طفلا أسود كان يخاطبه بعبارة "يا بافانا" أي "يا ولد" تحببا. واختار للفيلم عنوان "يا أولاد" نسبة إلى الجنوب إفريقيين السود. يشار إلى أنه تم تغيير عنوان الفيلم إلى "لون الحرية" عندما عرض في دور السينما الأميركية.  
ويتفق عدد من النقاد على أن فيلم "وداعا يا بافانا" من أقوى الأفلام التي عالجت موضوع التمييز العنصري في جنوب إفريقيا. ويتميز هذا الفيلم المؤثر بقوة الإخراج وسلاسة السيناريو وتطوير الشخصيات وأداء الممثلين. وعرض هذا الفيلم في تسعة مهرجانات سينمائية بينها مهرجان برلين السينمائي الدولي الذي فاز فيه بجائزة السلام من بين ثلاث جوائز فاز فيها الفيلم. 
وسوف تعرض لجنة السينما بمؤسسة عبدالحميد شومان الأردنية هذا الفيلم مساء الثلاثاء 18 سبتمبر/أيلول الجاري.