ورشة ابتكارات مضادة لكورونا تولد في مختبر جامعي في المغرب

جامعيون مغاربة يحولون مختبر للبحث والعمل على الميكاترونيك إلى وحدة لتصنيع الكمامات وأدوات أخرى واقية وأبواب تطلق سائلا معقما على من يعبرونها ويشتغلان على فكرة تصنيع جهاز للتنفس.

وجدة (المغرب) - عندما أعلن المغرب في 3 مارس/آذار الماضي تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا فإن أول ما تبادر إلى ذهن كمال قاسمي وهو أستاذ إلكترونيك في المدرسة العليا للتكنولوجيا التابعة لجامعة محمد الأول بوجدة (حكومية)، هو سؤال "كيف يمكن تسخير خبرته في خدمة وطنه في هذه الظروف؟".
انطلق الباحث المغربي في البحث عبر شبكة الإنترنت عن أفكار يمكن تطبيقها، وتكون ذات أثر في مواجهة الفيروس مع استطلاع الاحتياجات الملحة للكوادر الطبية التي تحارب بالصفوف الأمامية في مواجهة الفيروس.
ورشة تصنيع
استعان قاسمي بزميله في مختبر الميكاترونيك في المدرسة جمال اليوسفي، فحولا المختبر من مختبر للبحث والعمل على الميكاترونيك إلى وحدة لتصنيع الكمامات وأدوات أخرى واقية وأبواب معقمة (تطلق سائلًا معقمًا على من يعبرونها)، ويشتغلان حاليًا على فكرة تصنيع جهاز للتنفس.
وقال قاسمي إنه بعد تجميع فريقه الذي حظي بدعم من رئيس الجامعة انكب على البحث عن التصميمات المناسبة المتاحة بالمجال على الإنترنت والتي أطلقتها شركات عاملة في المجال مجانًا للعموم كمساهمة منها في مكافحة الفيروس.
وتابع: "مباشرة بعدما يقع الاختيار على تصميمات المعدات الواقية اللازمة، نشرع في طباعتها وتصنيعها باستخدام طابعات تعمل بتقنية ثلاثية الأبعاد".
وأضاف: "مشكلة هذه الآلات أنها لا تصنع كميات كبيرة في اليوم، وهو ما دفعنا إلى استغلال آلات أخرى تعمل بتقنية التقطيع بواسطة الليزر متوفرة أيضًا في المدرسة، وعبرها ننتج حوالي 300 وحدة واقية يوميًا موجهة للاستخدام الطبي".
بالطريقة نفسها، ينكب قاسمي، رفقة أعضاء الفريق، على تصنيع جهاز للتنفس الاصطناعي، لمساعدة المصابين بالفيروس.
ويستفيد قاسمي من طرح تصميم ومكونات الجهاز من طرف شركة متخصصة على الإنترنت، من دون دفع مستحقات حقوق الملكية الفكرية والصناعية.

دعم الكوادر الطبية
كل ما يصنعه هؤلاء الباحثون حاليًا في هذا المختبر موجه حصرًا لدعم الأطقم الطبية العاملة في محافظات المنطقة الشرقية من المغرب.
وقال الباحث جمال اليوسفي إنه من خلال البحث تبين بأن النقص يكمن في هذا الجانب، لذلك وجهنا تصنيعنا إلى خدمة الأطقم الطبية، التي تواجه مخاطر انتقال العدوى إليها.
وحتى الآن تم تصنيع أزيد من ألف وحدة للوقاية والكمامات، ووزعت على مستشفيات محافظات الجهة الشرقية، وخاصة المستشفى الجامعي محمد السادس في وجدة، وهو أكبر مستشفى بالمنطقة.
كما يعكف اليوسفي على تصنيع بوابات للتعقيم باستخدام مواد أولية متوفرة في السوق المحلية موجهة في المرحلة الأولى للمرافق التابعة للجامعة.
وبحسب اليوسفي فإن "الخبرة التي اكتسبها الباحثون المغاربة، خلال فترة انكبابهم على تصنيع هذه التجهيزات، متاحة وموضوعة رهن إشارة الشركات الصغيرة الراغبة في الاستثمار في هذه التجهيزات لتحفيزها".
وشدد على أن الحاجة اليوم ملحة في كل دولة للكفاءات والخبرات المحلية في مواجهة الجائحة.
تدابير احترازية
وحتى مساء الخميس سجل المغرب 3568 مصابا بكورونا، توفي منهم 155 وتعافى 456.
ولمحاصرة كورونا اتخذ المغرب إجراءات بينها إغلاق المطاعم ودور السينما والأماكن الرياضية والترفيهية إلى أجل غير مسمى مع استثناء الأسواق والمتاجر ومحلات عرض وبيع المواد والمنتجات الضرورية للمعيشة اليومية وكذلك المطاعم التي توفر خدمة توصيل الطلبات للمنازل.
كما أعلنت الحكومة حالة الطوارئ الصحية وتقييد الحركة جزئيًا في المملكة، وأفتى المجلس العلمي الأعلى (أعلى هيئة علمية) بضرورة إغلاق أبواب المساجد لمنع تفشي الفيروس وأطلقت السلطات عملية دعم مالي للأسر المتضررة.