وزارة الدفاع اللبنانية توقف جنديين ضربا طبيبا في المستشفى

جنديان لبنانيان يقومان بالاعتداء على طبيب في أحد مستشفيات مدينة طرابلس وقيادة الجيش تفتح تحقيقا حول الحادثة وتوقيف العسكريين، معتبرة أن ما قاما به "عمل فردي لا يمثّل المؤسسة وأخلاقياتها ومبادئها".

بيروت - أثار شريط فيديو يظهر اعتداء جنديين على طبيب خلال خدمته في أحد المستشفيات تنديداً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان الأربعاء، ما دفع بقيادة الجيش إلى توقيف العسكريين.

وحصل الاعتداء ليل الثلاثاء داخل قسم الطوارئ في مستشفى دار الشفاء في مدينة طرابلس شمالاً، بعد نقل مصاب بطلق ناري إثر إشكال فردي.

ويظهر شريط الفيديو الذي سجّلته كاميرا المراقبة في المستشفى مجموعة من الجنود خلال مشادة مع طبيب. ويقدم أحدهم على وضع يده على فم الطبيب محاولا اسكاته قبل أن يصفعه بقوة. ثمّ يتدخل جندي آخر ويضربه على عنقه من الخلف لمرتين متتاليتين قبل أن يلحق به داخل مكتبه ويدفعه مجدداً.

وندّد مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي بالحادثة التي تأتي في مرحلة يلقى فيها عمل الأطباء والممرضين تقديراً كبيراً كونهم خط الدفاع الأول في مواجهة وباء كوفيد-19، في وقت سجّل لبنان 954 إصابة بينها 26 حالة وفاة.

وكتبت إحدى المغردات "كما يضحي (عناصر) الجيش بحياتهم على خط الجبهة، يقوم الأطباء بالأمر ذاته حالياً بمواجهة كورونا".

وعلّق مغرد آخر "مشهد نراه عادة في أفلام المافيا" واصفاً ما جرى بأنه "معيب".

وكتبت مغردة على تويتر "الجيش والقوى الأمنية لخدمة الناس والبلد مش للتخويف والتعنيف!".

وقال نقيب أطباء لبنان- طرابلس سليم أبي صالح "من المستحيل أن نرضى بهذا التصرف الذي لا يليق أبداً بنا كجسم طبي.. ولا يليق بالبزة العسكرية".

وأوضح أن الحادثة وقعت بعدما أراد الطبيب علاج المصاب الذي كان ينزف، فيما أصرّ العسكريون على استجوابه أولاً.

وتعليقاً على شريط الفيديو، أعلنت قيادة الجيش في بيان فتح تحقيق وتوقيف العسكريين، معتبرة أن ما قاما به "عمل فردي لا يمثّل المؤسسة وأخلاقياتها ومبادئها".

وأكدت "احترامها الشديد للجسم الطبي وتقديرها لرسالته الإنسانية السامية ورفضها أي تعرّض لطاقمه تحت أي سبب أو ذريعة".

وطالبت وزيرة الدفاع زينة عكر في تغريدة "باتخاذ الإجراءات التأديبية اللازمة لحفظ كرامة الطبيب والمستشفى وعدم تكرار حوادث كهذه تحت أي ظرف".

وفي بيان الأربعاء، اعتبرت إدارة مستشفى دار الشفاء أن الاعتداء على الطبيب "عمل مدان بكل المقاييس" مبدية في الوقت ذاته "الثقة بأن الجهة العسكرية المختصة ستتابع الموضوع لإنصاف الطبيب والمستشفى".

وبين الحين والآخر، تشهد قاعات المستشفيات خصوصاً في المناطق الأطراف إشكالات مماثلة لكن بين عائلات غاضبة والطواقم الطبية، على خلفية عدم استقبال مريض أو وفاة بسبب إهمال ما.